مسقط - العمانية
قرية المضيرب من أهم وأقدم القرى بولاية القابل بمحافظة شمال الشرقية وتقع على الشارع العام بين مسقط وصور وتتميز بطابعها المعماري القديم وبيوتها الأثرية الرائعة ذات الفن الزخرفي العماني الفريد مما انعكس ذلك على المباني الحديثة التي أقامها مواطنوها تمسكا منهم بالتراث للمحافظة عليها نموذجا مثاليا متكاملا لقرى الريف العماني الجميل.
وكلمة المضيرب تعني المكان المنخفض من الأرض ولعل موقعها الذي تحده الجبال من جميع الجهات ساعد على تسميتها بهذا الاسم، والمضيرب تصغير مضرب الذي هو مفرد مضارب والمضارب هي منازل القوم أو الجيوش التي تُضرب سرادقها لغرض الاستقرار الدائم أو المؤقت.
ويقول سلطان بن أحمد الحارثي - أحد سكان قرية المضيرب: يندر أن تجد قرية عمانية تجمع بين أرجائها 50 موقعا أثريا رائعا تجعلها محط أنظار السائحين سواء من داخل السلطنة أم خارجها.
وأضاف أنه تحيط بقرية المضيرب أسواق قديمة وبوابات أربع وقلاع وأبراج في الجبال التي تحيط بحارتها القديمة ومن هذا فقد أطلق عليها السيد فيصل بن حمود بن عزان البوسعيدي عند زيارته لها، اسم "مسقط الصغرى" تشبيها بمسقط المدينة العريقة، إضافة الى أوجه التشابه الأخرى في المنازل ذات الطابع التاريخي وحركة السوق النشطة والمساجد التي كانت تمتلئ بطلبة العلم.
وأضاف أن أهل مدينة المضيرب يحبون العلم والمعرفة والثقافة وقد انعكس اهتمامهم بالعلم والثقافة على الشهرة الكبيرة لمعاهدهم الأولى والتي تتمثل في (السبلة) ومن خلال النادي الحديث الذي كان ذا باع في الأنشطة الثقافية بالشرقية؛ فقد كان يُصدر مجلة شهرية اسمها " الغدير" والتي توقفت بعد سبع سنوات من صدورها وأيضا من خلال الكم الهائل من المساجد التي تشتهر بها والتي هي أقرب إلى المعاهد العلمية؛ فقد تخرج منها العديد من العلماء والمشاهير والمؤلفين والأدباء.
وأشار إلى أنه يحيط بالمضيرب قديما سور متصل بالجبال المحيطة بها ومفتوحة من جهة النخيل فقط وقد تهدم جانب من سورها المحكوم بأربع بوابات تسمى (دراويز) ومفردها (دروازة) وهي دروازة كشام، ودروازة قرضوب، ودروازة الغيوث، ودروازة كنيشة، ومن أهم المعالم الأثرية التي تشتهر بها أيضا: الحصن الشرقي وسُمّي بهذا الاسم لوجوده في قمة الجبل بالجهة الشرقية من المضيرب، وبيت سعيد بن محمد وهو بيت كبير مبني من الجص يتألف من طابقين وينقسم إلى عدة أروقة، وبيت البرج وهو مجلس كبير أعاد بناءه المشايخ أولاد حميد ويلتقي به سكان القرية صباح العيد لتبادل التهاني، وقلعة الخناجرة وتتوسط الحي القديم والبيت العود وهو منزل كبير مبني من الجص ويتوسط الساحة الرئيسة للبلد ويتكون من طابقين ويمر الفلج بداخله، وسبلة المحارمة وهي مجلس ضخم عالي السقف ويتميز بنقوشه الرائعة ومن بين المعالم أيضا بيت الجبل، وحوش مالك وبيت سعيد بن علي الدغيشي، وبيت المسارير وبيت سالم بن عمير المعمري.
وأوضح أن سوق المضيرب القديم ذا الطابع التاريخي الذي يقصده التجار قديما من جميع ولايات المنطقة يحتضن سنويا هبطة المضيرب التي تعد آخر هبطات الأعياد في المنطقة التابعة وتقام مرتين في العام الواحد إحداهما في الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك والأخرى في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وتشهد هذه الهبطات إقبالا كبيرا من الباعة والمتسوقين وتشهد إقامة سباقات العرضة للخيل والهجن.
وقال سلطان الحارثي: إن قرية المضيرب تشتهر بالزراعة وممارسة بعض الصناعات التقليدية مثل صناعة الخناجر وصياغة الذهب والفضة وصناعة الحلوى العمانية وفن النحت على الخشب والصناعات السعفية المتنوعة وغيرها من الصناعات التقليدية والتي كانت وما زالت مصدر رزق لسكان هذه القرية.