حكم أكراد العراق بالاستقلال ينتقل إلى الإنترنت

الحدث الخميس ٢١/أبريل/٢٠١٦ ٠٩:٢٠ ص

أربيل – ش – وكالات

منذ قيام الدولة الوطنية في العراق وأكرادها في الشمال يحلمون بالاستقال وقيام دولة خاصة بهم، وذهبت أحلامهم أحياناً نحو التوسع لقيام كردستان الكبرى، ورغم كل ما خاضون من صراع مسلح، ومساعٍ سياسية، لم يحصل أكراد العراق، على ما يطمحون له، وأقصى ما تحقق هو ما منحهُ لهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من حكم ذاتي في إقليم كردستان العراق.
وحين لم يتمكنوا من إعلان دولتهم المستقلة على أرض الواقع لجأ أكراد العراق إلى الواقع الافتراضي لإعلان الاستقلال وكشفوا عن اسم النطاق مما أثار حفيظة جيران لا يوافقون على طموحاتهم.
ويمنح اسم النطاق "كيه.آر.دي" للأكراد مجالا مستقلا في العالم الافتراضي في وقت بدؤوا فيه يكتسبون شرعية على الأرض من خلال تحالفهم مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.
وادى اعتماد العراق على إقليم كردستان في شمال البلاد للاتصال بالانترنت بسبب البيروقراطية في بغداد إلى سيطرة الإقليم شبه المستقل على ثلاثة أرباع شبكات العراق.
ويتعارض ذلك مع ما كانت بغداد تسعى إليه من تحكم الدولة في البنية التحتية الثابتة داخل نطاق سيطرتها كما أن هذا الوضع أثار قلق المستثمرين وحال دون تطور الانترنت خارج منطقة كردستان التي تحدد القواعد الخاصة بها.
ويمنع العراق الشركات الخاصة من امتلاك شبكات ثابتة لدعم البيانات المحلية وعادة تصادر الحكومة ما تطوره هذه الشركات من شبكات.
وتقول دين ريسيرش للأبحاث إن الشركات الكردية التي تقدم خدمة الانترنت تدعم ثلاثة أرباع شبكات العراق ونحو 90 بالمئة من عناوين بروتوكول الانترنت للأفراد على هذه الشبكات.
وقال دوج مادوري مدير تحليل الانترنت في دين ريسيرش "إذا دبت خصومة بين كردستان والعراق فقد تحدث مشكلة بالتأكيد".
وقال مادوري إن ذلك قد يسمح لإقليم كردستان بقطع خدمات الانترنت عن العراق إلا أن الإقليم يفتقر على الأرجح للموارد اللازمة لتعطيل الاتصالات بدرجة تسبب مشكلة لبغداد.
وأضاف "والأهم أن ذلك يعطي كردستان العراق ورقة يلعب بها خلال محادثاته مع حكومة العراق. ما الذي يستطيع أن يفعله العراق لمحاولة فرض سياساته وهو يعتمد على كردستان لهذه الدرجة في الدخول على الانترنت؟".
ويوصف الأكراد عادة بأنهم أكبر جماعة عرقية في العالم بلا دولة وهم يعتبرون أنفسهم ضحية معاهدة أبرمت في أعقاب الحرب العالمية الأولى قسمت الوطن بين تركيا وإيران وسوريا والعراق.
وقال هيوا أفندي الذي حصل على اعتراف دولي باسم النطاق الذي أطلق هذا الأسبوع حتى تستخدمه الشركات والمنظمات والأفراد "الذين سجنونا داخل هذه الحدود الجغرافية ليس لديهم نفس النفوذ في العالم الافتراضي. في الانترنت نختار حدودنا".
وأضاف أفندي الذي يرأس إدارة تكنولوجيا المعلومات في كردستان العراق "نفضل العيش في دولة كردستان سواء في الواقع المادي أو الافتراضي".
وسعت بغداد وطهران ودمشق وأنقرة تاريخيا لاحتواء طموحات الأكراد عبر اللين تارة والقوة أحيانا، غير أن انخراطهم مؤخرا في قتال داعش فتح مجددا الباب واسعا على حلم بناء الدولة وسط اكتسابهم نوعا من الاعتراف الدولي.
وكانت حكومة أربيل اطلقت في اواخر 2015 موقعا الكترونيا بعنوان "دولة إقليم كردستان"، نال فورا مباركة نواب عن التحالف الكردستاني الذين اعتبروه خطوة أولى نحو الدولة الكردية.
وعلى الصعيد الميداني؛ قال الجيش التركي في بيان له يوم أمس الأول إن طائراته قصفت أهدافا تابعة لحزب العمال الكردستاني شمال العراق. وذكر البيان أن مقاتلات تركية من طراز(إف 14) و(إف 4) أغارت على مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني شمال العراق، وبحسب البيان فإن جميع الأهداف تم تحديدها مسبقا واستهدفت مستودعات أسلحة، وملاجئ تضررت بالكامل جراء الضربات الجوية.
كما قصفت المقاتلات التركية، ظهر الاثنين الفائت، مواقع مفترضة لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل بإقليم كردستان. وبحسب مصادر محلية في المنطقة فإن "الطيران الحربي التركي استهدف مواقع مفترضة لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل بعدة غارات، ما خلق حالة من الذعر والخوف بين المدنيين في قرى وبلدات المنطقة الذين ترك البعض منهم منازلهم خوفا من أن يطال القصف قراهم ".
وتشن تركيا حملة عسكرية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني بعد أن أعلن الأخير في 11 يوليو الفائت عن إنهاء وقف إطلاق نار كان قد أعلن عنه في عام 2013. وتشن الطائرات الحربية التركية بين الحين والآخر حملات جوية ضد مواقع مفترضة للمقاتلين الأكراد في جبال قنديل بإقليم كردستان.