عُمان والولايات المتحدة علاقات متجددة

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٨/أبريل/٢٠٢١ ٠٨:٣٤ ص
عُمان والولايات المتحدة علاقات متجددة

بقلم : محمد الرواس

« عُمان في كل مكان، بمعنى امتداد التأثير الثقافي والإداري لهذا البلد العربي الكبير عبر أجواز (بمعني استباح وجعله جائزاً) المنطقة في البر والبحر في جنوبي آسيا وشرقي أفريقيا على السواء»

الكاتب الأميركي روبرت كابلان

خلال اللقاء المرئي الذي تشرفت بحضوره والذي جمع مجموعة من رجال الأعمال المنتسبين لمجلس رجال الأعمال العُماني الاميركي مع معالي وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار قيس بن محمد اليوسف بتاريخ 6 مارس الجاري، والذي تم فيه توجيه العديد من الاسئلة من الجانب الاميركي لمعالي الوزير حول فرص الاستثمار بالسلطنة والمزيا الجديدة التي تهيئت مجدداً للمستثمرين، والتي وضعتها السلطنة خلال الفترة القريبة الفائته، فاجاب معاليه بكل بوضوح وشفافية، واعلن الخطوات التي اقدمت عليها الوزارة في هذا الجانب الذي يقدم اليوم مزيد من التسهيلات والفرص الاستثمارية بالسلطنة، ولقد كان لقاء ناجح تطرق فيه معالي الوزير في بدايتة الي أهمية العلاقات العُمانية الاميريكية التجارية تاريخياً واقتصادياً، وحث على العمل حالياً على تجديدها وتقوية اواصرها بمزيد من الاتفاقات المشتركة وتحديث وتجديد البعض منها خاصة اتفاقية التجارة الحرة التي وقعت عام 2006 مع الولايات المتحدة.

عطفاً على العلاقات التاريخية العُمانية الاميريكية أحب ان اشير بعجالة على أهم هذه الأعوام التي كانت محطات في طريق هذه العلاقات المتميزة التي تمتد الي 200عام مضت، وكان بدايتها رسو السفينة «بوسطن رامبلر» الاميركية بميناء مسقط، وفي عام 1833وقعت اتفاقية صداقة وتجارة بين البلدين كانت أول اتفاقية بين دولة عربية خليجية والولايات المتحدة وكانت حينها الامبراطورية العُمانية في اوج ازدهارها، اعقب ذلك في عام 1840 أن ارسل السيد سعيد بن أحمد سفيره أحمد بن النعمان الي نيويورك بالسفينة سلطانه حاملاً رسالة سلام، وصداقة لاقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية بين البلدين الصديقين، وفي عام 1880 اقيمت أول قنصلية للولايات المتحدة بمسقط لتوطيد وترسيخ العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع سلطنة عُمان، ولقد شهد العام من 1902الي العام 1913 تصدير شحنات من التمور العُمانية للولايات المتحدة وصلت الي ما يزيد 16 الف طن سنوياً في العام 1911، وفي العام 1958وقعتا البلدين معاهدة صداقة واقتصادية وحقوقية بمدينة صلالة، وفي عصر النهضة المباركة عام السبعين اقامت الولايات المتحدة الاميريكية سفارتها وافتتحتها بمسقط عام 1972، وفي العام التالي مباشرة افُتتحت السفارة العُمانية بالعاصمة واشنطن، ولقد قامت بين البلدين علاقات متميزة خلال هذه الفترة تُوجت بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة، وتستمر مسيرة هذه العلاقة الي اليوم متجددة ومتجذرة، معلنة مزيد من الشراكة الاقتصادية في مجال الاستثمارات المتبادلة التي تم بعضها والتي سيعلن عن بعضها قريباً بمشية الله.

تُقدر الولايات المتحدة موقع عُمان الاستراتيجي وسياستها المعتدلة على مر التاريخ، وتثمن أرثها ومجالها الاقتصادي، ولقد كان أشد مااعجبني مما قرأته في هذا المجال كتاب «الخريف أو الرياح الموسمية» (مونسون) للكاتب الاميركي روبرت كابلان عندما تطرق فيه الي أهمية التاثير التاريخي والاقتصادي لسلطنة عُمان من الصين الي افريقيا، ولقد عنون الكاتب كابلان فقرة بكتابه «عُمان في كل مكان» في بداية حديثه حيث اشار الي ان المحيط الهندي هو ساحة اقتصاد المستقبل وهو يقصد بحديثه ان عُمان سيكون لها دور في كل مكان، بمعنى امتداد التأثير الثقافي والإداري لهذا البلد العربي الكبير عبر أجواز المنطقة في البر والبحر في جنوبي آسيا وشرقي افريقيا على حداً السواء وهو ما يتوقع له ان يحدث باذن الله.

ختاماً ان برامج الترويج والاستثمار المتواصلة التي تنتهجها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار هي من أفضل السبل لتاكيد ما تتمتع به السلطنة من موقع استراتيجي وبنية اساسية وفرص سانحة للاستثمار الامثل حالياً ومستقبلاً.