السلطنة تتطلع لعودة الاستقرار إلى اليمن

الحدث الخميس ٢١/أبريل/٢٠١٦ ٠٩:١٥ ص
السلطنة تتطلع لعودة الاستقرار إلى اليمن

عدن – مسقط – إبراهيم مجاهد – العمانية

صرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية بأنه تنفيذاً للأوامر السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - فقد قامت السلطنة ومنذ بداية الأزمة في اليمن بمساع مع مختلف الأطراف اليمنية لتقريب وجهات النظر فيما بينها كما قامت بتقديم كافة التسهيلات لدعم جهود الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد لإنهاء الحرب الحالية والتوصل الى تسوية سياسية بين الفرقاء اليمنيين.
وإذ تؤكد السلطنة استمرارها في تلك المساعي فإنها تتطلع إلى نجاح المشاورات المرتقبة بين الأطراف اليمنية في دولة الكويت الشقيقة بما يضمن عودة الأمن والاستقرار الى اليمن الشقيق.
وعلى صعيد متصل؛ أكد مصدر مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، يوم أمس الأربعاء، أن الوفد الممثل لجماعة "أنصار الله" الحوثيين، وحزب صالح سيتجهون إلى الكويت للمشاركة في مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي كان من المفترض أن تبدأ جلساتها الاثنين الفائت، وتم تأجيلها ليومين بسبب تأخر ممثلي الحوثيين وصالح في هذه المفاوضات.
وأشار المصدر لـ "الشبيبة" أن مشاركة ممثلي حزب المؤتمر والحوثيين تأتي بعد أن تلقوا تأكيدات بتثبيت وقف إطلاق النار كافة الأعمال القتالية.
وتقول جماعة الحوثي وصالح إنهما تقليتا تأكيدات بتثبيت وقف إطلاق النار وكافة الأعمال القتالية وتأكيدات بأن أجندات الحوار المرتقب لن تتركز فقط على مناقشة آلية تنفيذ القرار 2216 كما تريد الحكومة وإنما سيتم مناقشة أجندات واضحة تلامس القضايا التي من شأنها الخروج بحلول سلمية تنهي الحالة القائمة.
من جانبها ذكرت مصادر مطلعة لـ "الشبيبة" أن سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، أبلغوا جماعة الحوثي والرئيس السابق بعد اجتماعهم يوم الثلاثاء في الكويت بالمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أن عدم حضورهم للمشاركة في مفاوضات السلام بالكويت ليس في صالحهم ولا يخدم جهود إحلال السلام اليمن. وأوضحت أن فرص إنجاح المفاوضات بدأت تتضاءل خاصة بعد أن بدا من الواضح أن ثمة بون شاسع في أجندة الحوار التي يتم طرحها من قبل كل طرف.
وحضت الامم المتحدة خلال اليومين الفائتين الحوثيين على المشاركة، علما أن هؤلاء برروا امتناعهم عن الحضور بمواصلة القوات الحكومية والتحالف خرق وقف النار الذي بدأ منتصف ليل 10-11 أبريل.
وأكد ياسر العواضي، الامين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح، مشاركة "الوفد الوطني إن شاء الله في مشاورات الكويت". ورجح في تغريدات عبر "تويتر" وصول الوفد إلى الكويت اليوم الخميس، وتبلغ الصحافيون الموجودون في الكويت لتغطية المباحثات، أن وفد المتمردين "سيصل مساء الأربعاء أو صباح الخميس"، وأن المباحثات قد تنطلق "الخميس عصرا"، بحسب مذكرة لوزارة الإعلام الكويتية.
وبدت موافقة الحوثيين على المشاركة مشروطة بعض الشيء. فقد اكد مهدي المشاط، مدير مكتب زعيم جماعة "انصار الله" عبد الملك الحوثي، مشاركة وفد الحوثيين في المباحثات بعد تلقي "تأكيدات بتثبيت وقف اطلاق النار والاعمال القتالية بشكل كامل، وكل ما من شأنه حفظ سيادة واستقلال بلدنا الحبيب"، وذلك بحسب صفحته على "فيسبوك".
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حض أمس الأول "جميع الأطراف المحاورين على التحاور بنية سليمة"، داعيا إلى بدء المحادثات "بدون مزيد من التأخير"، بحسب ما نقل عنه المتحدث ستيفان دوجاريك.
ميدانيا، تواصلت المعارك المتقطعة أمس، لاسيما في مناطق قريبة من صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ سبتمبر 2014. وأفادت مصادر عسكرية الاربعاء عن مقتل 19 مسلحا هم 16 حوثيا وثلاثة جنود من القوات الحكومية، في اشتباكات خلال الساعات الاربع والعشرين الفائتة في منطقة نهم شمال شرق صنعاء.
وشهدت نهم ابرز الخروقات لوقف اطلاق النار خلال الايام الماضية. ووقف النار هذا هو الرابع منذ بدء عمليات التحالف في مارس 2015. ولم يكن مصير اتفاقات التهدئة السابقة افضل حالا، اذ غالبا ما تعرضت لخروقات من الجانبين. وتزامن آخر اتفاق لوقف النار في ديسمبر، مع مباحثات سلام في سويسرا لم تحقق اي تقدم. وأدى النزاع منذ بدء عمليات التحالف إلى مقتل زهاء 6400 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، بحسب الأمم المتحدة.