أحمس، تحتمس الثالث، سقنن رع، و سيتي الأول.. مومياوات ملوك الفراعنة تتجول في شوارع القاهرة مساء اليوم

مزاج السبت ٠٣/أبريل/٢٠٢١ ١٩:١٠ م
أحمس، تحتمس الثالث، سقنن رع، و سيتي الأول.. مومياوات ملوك الفراعنة تتجول في شوارع القاهرة مساء اليوم

مسقط - القاهرة - خالد عرابي

تنظم جمهورية مصر العربية في تمام السادسة بتوقيت القاهرة من مساء اليوم (السبت) "الثامنة بتوقيت مسقط" الحدث الذي يسلط الضوء على عظمة الحضارة الفرعونية، وهو الحدث العالمي الحدث الذي ينتظره العالم أجمع و تتابعه أكثر 400 قناة فضائية و وسيلة إعلام عالمية، إنه حدث مرور موكب المومياوات الملكية المهيب وغير المسبوق، وهو المشروع الذي أطلقت عليه وزارة السياحة والآثار المصرية" الرحلة الذهبية لنقل المومياوات الملكية" وتسعى من خلاله إلى نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري في ميدان التحرير، حيث مكثت لأكثر من قرن إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، وسط موكب ملكي مهيب يليق بعظمة الأجداد وعراقة الحضارة المصرية المتفردة .. وستتجول 22 مومياء ملكية في شوارع القاهرة القديمة في موكب ملكي لتستقر بمكانها الجديد في "المتحف القومي للحضارة المصرية" بالفسطاط، و يعود تاريخ هذه المومياوات الملكية إلى عصر الأسر 17، و18، و19، و20، و يضم الموكب 22 مومياء من بينها 18 مومياء لملوك و 4 مومياوات لملكات من بينهم مومياوات الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك سيتي الأول، والملكة حتشبوت، والملكة ميريت آمون زوجة الملك آمنحتب الأول، والملكة أحمس-نفرتاري زوجة الملك أحمس.

ويعد هذا المشروع نقل موكب المومياوات الملكية أهم مشروع أثري وترويجي للسياحة المصرية حالياً، كون هذه المرة الأولى التي تشهد نقل مومياوات ملكية بالطريقة الفرعونية من المتوقع أن تبهر العالم، وستبدأ الاحتفاليته في تمام السادسة مساء اليوم، من داخل المتحف المصري بمنطقة التحرير، بعروض فتيات يرتدين أزياء فرعونية ويتقدمن الموكب، قبل وضع المومياوات الملكية في 22 سيارة تمثل الـ22 ملكا وملكة .

واستعدادا لانطلاق الموكب تم تصنيع سيارة خاصة بكل ملك من ملوك مصر القديمة خصيصا لهذا الموكب، تحمل شعارا موحدا، وتحمل اسمه ولقبه باللغة العربية والإنجليزية والهيروغليفية. ويشترك فيه عجلات حربية تم صنعها خصيصا لهذا الهدف، للمشاركة على جانبي الطريق أثناء الموكب، وذلك على أنغام الموسيقى العسكرية، وسط حشد رسمي وإعلامي غير مسبوق. كما يتم عرض فني مبهر وبسيط احتفالا بالخروج الملكي للمومياوات من المتحف المصري.

رمسيس الثاني يلتقي بمسلته

وستتم عملية النقل بشكل استعراضي يليق بالمومياوات، و ستتحرك السيارات في عرض حول مسلة التحرير، حيث يلتقي رمسيس الثاني بمسلته بعد 3000 عام من الافتراق، ليكون بذلك افتتاح الميدان ورفع الستار عن المسلة والكباش الأربعة.. بعد ذلك يمر الموكب بميدان سيمون بوليفار بجوار فندق سميراميس بالتحرير، ومنه لكورنيش النيل ويستمر بالسير عبر جاردن سيتي ثم شارع قصر العيني والمنيل، حيث رفع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري كفاءة المنطقة من خلال ترميم كوبري المنيل الشهير وصولا لسور مجرى العيون، ويختتم موكب المومياوات الملكية رحلته نحو المستقبل بمتحف الحضارة، حيث يستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالية مع ضيوف من كل العالم، ليستقر الملوك في مرقدهم الجديد استعدادا لعرضهم بشكل نهائي بعد 14 يوما، يجري خلالها تأهيل المومياوات لبيئتها الجديدة في معامل أعدت خصيصا لتقوم بتلك العملية ومن ثم وضعها في فتارين صممت لتكون غير عاكسة للضوء، ليشعر زوار المتحف وكأنهم يرون المومياء وجها لوجه.

وتستغرق الرحلة الممتدة على نحو سبعة كيلومترات حوالى 40 دقيقة، وسط حراسة أمنية مشددة، حتى تصل إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، وهو أحد أهم المشروعات التي أُنجزت بالتعاون بين الحكومة المصرية ومنظمة اليونسكو ويضم مقتنيات متنوعة من الحضارة المصرية منذ عصر ما قبل التاريخ إلى وقتنا الحاضر. ومن المقرر أن يفتح المتحف أبوابه للجمهور في 4 أبريل الجاري. لكن لن يتسنى للجمهور مشاهدة المومياوات سوى اعتبارا من 18 أبريل بعد الانتهاء من إعدادها للعرض. ويقود الموكب الملكي الملك الفرعوني سقنن رع تاعا وهو من ملوك الأسرة السابعة عشرة في القرن السادس عشر قبل الميلاد، وكان حاكماً لطيبة (الأقصر حاليا) وبدأ حرب التحرير ضد الهكسوس.

وفي مقرها الجديد بمتحف الحضارة، ستعرض المومياوات في صناديق أكثر حداثة "من أجل تحكّم أفضل في درجة الحرارة والرطوبة مقارنة بالمتحف القديم"، حسب ما توضح لوكالة فرانس برس سليمة إكرام، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأميركية بالقاهرة والمتخصصة في علم التحنيط. وستُقدم المومياوات بشكل فردي بجانب التوابيت الخاصة بها، في صورة تحاكي مقابر الملوك الفرعونية تحت الأرض، مع سيرة ذاتية لكل مومياء وصور الأشعة لبعض منها.

وقال عالم المصريات المصري زاهي حواس لوكالة فرانس برس "المومياوات ستقدم لأول مرة بطريقة جميلة، لأغراض تعليمية وليس من أجل الإثارة". ووفقا له، فإن هيئة المومياوات المخيفة كانت سببا في الماضي للزيارات القليلة، ويقول "لن أنسى أبداً عندما اصطحبت (الأميرة) مارغريت، شقيقة الملكة إليزابيث الثانية، إلى المتحف .. أغمضت عينيها وهربت".

وقال الدكتور أحمد صالح، عالم المصريات ومدير آثار أسوان السابق: "كل ملك من هؤلاء الملوك تم دفنه في مقبرة شيدت خصيصا من أجله، إلى أواخر الأسرة 19 حيث بدأ اللصوص يهاجموا المقابر الملكية في وادي الملوك، فبدأ الكهنة في البداية يشددو الحراسة على المقابر ولهذا ستجد كهوف الحراس موجودة فوق مقبرة رمسيس الثاني والسادس وفي الجهة المقابلة لهذه المقابر". وأضاف صالح: "عندما أدرك الكهنة صعوبة حراسة المقابر متفرقة قررو أن يجمعوا المومياوات في بعض المقابر لتكون الحراسة أسهل، وطوكان من ضمن المقابر التي ضمت المومياوات، مقبرة سيتي الأول، مقبرة حورمحب، مقبرة انحابي في الدير البحري علي بعد 2 كم من المقابر الملكية".

وأضاف صالح قائلا: "وجد الكهنة أن هذه المقابر أصبحت معروفة للصوص أيضا فقررو أن ينقلوهم لمكانين وهما، مقبرة امنحتب الثاني في وادي الملوك (16 مومياء)، مقبرة كبير الكهنة بانجم الاول في الدير البحري (40 مومياء)، وظلت المومياوات موجودة في هذين المكانين لمدة أكثر من 2700 سنة، إلى أن عثرت أسرة عبد الرسول على خبيئة الدير البحري". وواصل صالح: "في الفترة ما بين عامي 1881 و1899 تم نقل المومياوات الملكية إلى المتحف المصري ببولاق، وبعدها حدثت حركة تنقلات سريعة بسبب حالة متحف بولاق منها إلى المتحف بالجيزة، ثم ضريح سعد زغلول، ثم المتحف المصري بالتحرير، وغدا 3 أبريل لن تكون الرحلة الأخيرة للمومياوات الملكية فربما ستذهب يوما ما إلى مكان آخر".

أشهر 10 مومياوات

وهنا نستعرض أشهر المومياوات التي تنقل على عربات تحمل كل منها اسم الملك الذي يستقر فوقها داخل تابوت، وفقاً للمعلومات التي عرضتها وزارة الآثار المصرية عبر موقعها الإلكتروني.

1- الملك رمسيس الثاني

رمسيس الثاني هو ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة، حوالي (1279 - 1213 ق.م)، تولى الحكم بعد وفاه أبيه الملك "سيتي الأول". ويعد أشهر ملوك الدولة الحديثة ومن أعظم محاربي مصر، وحكم لنحو 67 عاما، وبنى معابد في كل أنحاء مصر، من أشهرها معبد أبوسمبل، والرامسيوم -المكرس لعبادته الجنائزية. وهو صاحب أول معاهدة سلام معروفة في التاريخ مع ملك الحيثيين، مسجلة على جدران معابد الكرنك، وقد سجل أحداث معركة (قادش)، التي دارت في السنة الخامسة من حكمه ضد مملكة الحيثيين، على آثار متعددة. ويُعتبر رمسيس الثاني من أعظم ملوك العالم القديم، كانت فترة حكمه من أكثر فترات القوة والازدهار في تاريخ مصر القديمة، حيث شهدت مصر انتصارات عسكرية هامة وتأمين هائل للحدود، وعثر على تابوته في خبيئة الدير البحري عام 1881.

2- الملك تحتمس الأول

الملك تحتمس الأول من الأسرة الـ18 في عصر الدولة الحديثة، أصبح ملكاً بعد وفاة الملك أمنحتب الأول، وقد اعتلى العرش في سن الأربعين تقريباً، في عهده امتد الحكم المصري ناحية الجنوب.

وقد فتحت حملاته العسكرية فرصاً جديدة للتبادل التجاري والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول المجاورة لمصر، وأنجب العديد من الأبناء منهم الملكة حتشبسوت، وعثر على مومياء الملك بخبيئة الدير البحري عام 1881.

3- الملكة حتشبسوت

هي ابنة الملك تحتمس الأول، وتعد واحدة من أشهر الشخصيات النسائية في تاريخ مصر القديم، وقد أعلنت نفسها ملكة على البلاد في عصر الأسرة الثامنة عشرة، وعثر على مومياء الملكة عام 1903 في مقبرة (KV 60)، بوادي الملوك بالأقصر.. تزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، فأصبحت الوصية على عرش مصر، والحاكم الفعلي للبلاد، وحكمت لعدة سنوات نيابة عن ابن زوجها تحتمس الثالث الذي كان صغيراً عندما اعتلى العرش.. منعت التقاليد في مصر القديمة المرأة من أن تصبح ملكاً، إلا أن حتشبسوت أكدت أنه باعتبارها ابنة ملك وزوجة آخر، أنها ذات دم ملكي نقي، وسرعان ما أعلنت نفسها ملكاً.

4- الملك تحتمس الثالث

بدأ الملك تحتمس الثالث عهده كملك بالاسم فقط؛ لكونه صغيراً جداً على الحكم عند وفاة والده، حينها لعبت زوجة أبيه حتشبسوت دور الوصي على العرش لعدة سنوات، ثم أعلنت نفسها ملكاً بشكل رسمي.

أصبح تحتمس الثالث واحداً من الملوك المحاربين في الدولة الحديثة، ونفذ بعد وفاة حتشبسوت سلسلة من الحملات العسكرية التي عززت موقف مصر، كواحدة من القوى العظمى في العالم القديم، وتعتبر معركته الشهيرة في "مجدو" نموذجاً للتخطيط الاستراتيجي العسكري. وحكم المحارب العظيم مصر 54 عاماً، وأصبحت مصر في عصره قوة عظمى امتد نفوذها من بلاد الرافدين شمالاً وحتى الشلال الرابع جنوباً، عثر على مومياء الملك تحتمس الثالث في تابوت من خشب الأرز في خبيئة الدير البحري عام 1881.

5- الملكة تي

هي الزوجة الملكية العظيمة للملك أمنحتب الثالث وابنة يويا وتويا، وعثر على مومياء الملكة عام 1898 في مقبرة أمنحتب الثاني (KV 35) بوادي الملوك في الأقصر.

6- الملك سقنن رع تاعا

‎من ملوك الأسرة 17 وكان حاكماً لطيبة (الأقصر حالياً)، و‎هو من بدأ حرب التحرير ضد الهكسوس، ويعرف باسم "قائد حرب التحرير"، وأكمل الحرب بعده ابناه كامس وأحمس الأول.

الملك سقنن رع تاعا توفي أثناء كفاحه ضد الغزاة الهكسوس الذين تمكنوا من احتلال مصر في عصر الانتقال الثاني، وعثر على تابوت الملك المصنوع من خشب الأرز في خبيئة الدير البحري عام 1881.

7- الملكة أحمس نفرتاري

كانت أحمس نفرتاري ملكة قوية ومؤثرة خلال حياتها، وهي زوجة الملك أحمس وتم تقديسها مع ابنها أمنحتب الأول في جبانة دير المدينة غرب الأقصر بعد وفاتها. ‎وعثر على مومياء الملكة داخل تابوت يبلغ ارتفاعه 378 سم في خبيئة الدير البحري غرب الأقصر عام 1881.

8- الملكة ميريت آمون

هي ابنة الملك أحمس والملكة أحمس نفرتاري، وتعرف أيضاً باسم "أحمس- مريت آمون"، ويعتقد أنها ابنة الملك سقنن رع تاعا الثاني، وهي زوجة أمنحتب الأول. وعثر على مومياء الملكة مريت آمون داخل مقبرتها محفورة في الصخر في منطقة الدير البحري عام 1930.

9- الملك أمنحتب الأول

ثاني ملوك الأسرة 18 وتولى العرش وهو لا يزال طفلاً، فحكم مصر بمساعدة والدته الملكة أحمس نفرتاري، وقاد حملات عسكرية، وبدأ وأكمل العديد من مشروعات البناء.. وتم إحياء ذكرى الملك أمنحتب الأول كحاكم عظيم، وتم تقديسه بعد وفاته إلى جانب والدته، وعثر على مومياء الملك في خبيئة الدير البحري عام 1881.

10- الملك سيتي الأول

في وادي الملوك مقبرة من أجمل المقابر الملكية التي مازالت تحتفظ بألوانها الزاهية، هي مقبرة الملك ستي الأول ابن الملك رمسيس الأول مؤسس الأسرة التاسعة عشر، عصر الدولة الحديثة.. قاد الملك ستي معركة ضد الحيثيين، وتم تسجيل هذه الانتصارات العسكرية في معبد آمون بالكرنك، وعُثِر على مومياء الملك عام 1881 في خبيئة الدير البحري، غرب الأقصر.