مسقط - الشبيبة
بلغ عدد المرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة كلى في السلطنة ٢٩٣ مريضاً تبرع بها أقاربهم كما أجريت ١٧ عملية زراعة كلى من متوفين تبرعوا بأعضائهم بعد الوفاة ووافق ذووهم على تنفيذ رغبتهم.
كما بلغ عدد المرضى الذين أجروا عملية زراعة الكبد في السلطنة ١١ مريضاً تبرع لهم أحد أقربائهم وذلك منذ بداية برنامج زراعة الكبد في عام ٢٠١٧ . وكان وزير الصحة معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي قد أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء البرنامج الوطني لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية ويهدف البرنامج إلى تحقيق المبادئ المقررة في مجال نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، والإسهام في تطوير الأبحاث العلمية السريرية بالإضافة إلى العمل على تنفيذ توصيات اللجنة الفنية لتنظيم مزاولة نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية. وقال د. أحمد البوسعيدي من البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء ل»الشبيبة»أن هذه نسبة بسيطة جدا-عمليات زراعة الكلى والأعضاء- مقارنة بعدد المرضى المحتاجين للزراعة حيث بلغ عدد المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي ويتلقون الغسيل الدموي ما يقرب من ثلاثة آلاف مريض. وقال البوسعيدي :يجب أن تتكاتف الجهود من أجل نشر الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاء سواء أثناء الحياة أو بعد الوفاة. وأضاف: حددت اللائحة التنظيمية لنقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية الصادرة بالقرار الوزاري 2018/179 شروط التبرع بالأعضاء البشرية أثناء الحياة وكذلك بعد الوفاة حيث نصت المادة رقم 4 على شروط المتبرع الحي وهي أن يكون بالغاً سن الرشد، وكامل الأهلية وأن يكون على صلة قرابة من المتبرع له حتى الدرجة الرابعة، على أنه يجوز التبرع لغير الأقارب إذا كان المتبرع له في حاجة ماسة للزرع، شريطة موافقة اللجنة كما نصت المادة 10 على شروط التبرع من المتوفى وهي وجود وصية مكتوبة، واستثناء من ذلك يجوز نقل عضو أو نسيج بشري من الميت بموافقة ولي أمره. وأن يثبت الموت بشكل نهائي على وجه اليقين، وذلك وفقاً لحكم المادة ) 11 ( من هذه اللائحة. وعن الاجراءات التي يجب على الشخص أن يتبعها عند رغبته بالتبرع بالأعضاء بعد وفاته يوضح د.أحمد البوسعيدي :التبرع بالأعضاء أثناء الحياة أو بعد الوفاة عمل نبيل يساعد في إنقاذ حياة أشخاص مهددة حياتهم بالخطر حيث يمكن للشخص أثناء الحياة التبرع بإحدى كليتيه أو فص من الكبد أو نخاع العظم كما يمكن للمتبرع بأعضائه بعد الوفاة إنقاذ حياة ثمانية مرضى يعانون من الفشل العضوي ويجب على الشخص الراغب بالتبرع بأعضائه بعد الوفاة تثقيف نفسه عن هذا المبدأ وأخذ المعلومات الصحيحة من المصادر الموثوقة ثم بعد ذلك مناقشة أهله بهذا الأمر وتصحيح المفاهيم الخاطئة بشأنه وبعد اقتناعهم بالفكرة عليه أن يطلب منهم تنفيذ رغبته في حالة حدوث مكروه له لا سمح الله وقرر الأطباء بأنه متوفى دماغياً. ويضيف:بخصوص توثيق الرغبة بالتبرع بالأعضاء يوجد حالياً بالمستشفى السلطاني بطاقة التبرع بالأعضاء ويجري العمل على تطوير تطبيق الكتروني للهواتف الذكية سيتم تدشينه قريبا يعبر فيه الأشخاص عن رغبتهم بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة. وعن الخيارات التي تلجأ لها الوزارة عند حاجتها لزراعة أعضاء في حالة عدم وجود متبرع أوضح د.احمد البوسعيدي بأنه لا يوجد مصدر للأعضاء البشرية إلا الإنسان نفسه ولا يمكن أخذ هذه الأعضاء منه إلا بموافقته الإختيارية في حال حياته وموافقة وليه بعد وفاته ولا يمكن أن يكون أخذ هذه الأعضاء بمقابل مادي أياً كان نوعه حيث تجرم قوانين السلطنة والقوانين الدولية كافة أنواع الإتجار بالأعضاء البشرية. تشترط القوانين في السلطنة وجود متبرع للمريض المصاب بالفشل الكلوي أو الكبدي من أجل إجراء عملية الزراعة. ويتم حالياً إجراء عمليات زراعة الكلى والكبد غير المعقدة بينما تقوم الوزارة بارسال بعض الحالات الصعبة للخارج حيث يذهب المريض مع المتبرع بعد إجراء الفحصوات اللازمة. واكد البوسعيدي أن وزارة الصحة تعمل حالياً على تفعيل برنامج التبرع بالأعضاء بعد الوفاة والذي سيساعد في إجراء مزيد من عمليات زراعة الأعضاء للمرضى في قائمة الإنتظار خصوصاً المرضى الذين لا يوجد لهم متبرع. تؤكد الصحة أن الفشل العضوي معاناة كبيرة على المريض وعائلته وتسعى وزارة الصحة أن يحصل كافة مرضى الفشل العضوي على عملية زراعة عضو بديل ولكن نظراً للشح الكبير في هذه الأعضاء والتي مصدرها الإنسان فقط سيظل عدد المرضى الذين يعانون من الفشل العضوي في تزايد مستمر وتدعم الوزارة كافة الجهود لنشر ثقافة التبرع بالأعضاء أثناء الحياة وبعد الوفاة وتعمل حالياً على خطة لنشر ثقافة التبرع
بالأعضاء بعد الوفاة أملاً أن تسهم في تخفيف معاناة مرضى الفشل العضوي.