بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
إن الحج شعيرة تعبدية عظيمة من شعائر الدين، ضمنها الله سبحانه وتعالى حكما وأهدافا جليلة تعود بالخير لزوار بيت الله ولأمة المسلمين جميعا، وهي أكبر تجمع ديني على وجه الأرض يتكرر كل عام، يتجلى فيه المسلمون بأبهى معاني الإخاء والوحدة، ملبين النداء (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، والحج بما يحمله من ترجمة عملية لحقيقة الاستسلام لله تعالى والتوجه إليه بالعبودية الخالصة يشتمل على أبعاد حضارية يعكسها سلوك الحاج وفقهه بأمر دينه ومناسك الحج.
ومن منطلق ما تضطلع به وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من أمانة تجاه هذه الشعيرة فإنها توفد سنويا بعثة متكاملة بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية ممن يقومون بخدمة زوار بيت الله ويسعون جاهدين كل في مجال اختصاصه لتيسير وتذليل الصعاب التي قد تواجه الحجاج كوفد الإفتاء والإرشاد الديني والوفد الإداري والمالي ووفد الإشراف على حملات الحج والوفد الطبي بالإضافة إلى وفد الشرطة والوفد الإعلامي والكشفي، ويشكل أعضاء هذه الوفود فريق البعثة الذي يقدم خدماته للحجاج في الديار المقدسة بالمدينة المنورة ومكة المكرمة.
لقد اتخذت البعثة كافة التدابير اللازمة لسفر الحاج وعملت على التنسيق مع الجهات المختلفة داخل السلطنة بالتواصل مع القنصلية بسفارة المملكة العربية السعودية في عمان ووزارة الصحة وشرطة عمان السلطانية وخارجها بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، ويمكن إجمال أهم ما قامت به في الآتي:
(10663) عدد الحجاج العمانيين, و(537) عدد الحجاج المقيمين.
منهم (7247) عن طريق الجو، و(3953) عن طريق البر، ويتوزع هؤلاء على (61) شركة و(231) حملة مرخصة، كما تم اعتماد حصة قدرها 5% من نسبة عدد الحجاج بحيث يشكلون (560) في جانب الخدمة المطلوبة من إداريين وفنيين وسواق وغيرهم.
وبجانب ما تقوم به الوزارة ممثلة في البعثة من دور يسعى لتسهيل الصعاب وخدمة الحجاج فإن البعثة تؤكد على جملة من المعاني التي لابد من استشعارها والتوصيات التي لابد من التقيد بها:
1- الحج عبادة عظيمة تتطلب من الحاج أن يجسد فيها معاني التقوى والإيمان، ولأنها مظنةللتدافع وعرضة للمشقة فإن أفضلما يتحلى به الحاج فيها هو حسنالخلق وسعة الصدر والصبروالاحتساب.
2- إن القوانين المنظمة لشؤون الحج ما وضعت إلا لمراعاة الحاج ومصلحته ودفع الضرر عنه للوصول بخدمته إلى أعلى مستوى ممكن، لذلك يلزمه الأخذ بها واتباعها لأن فيها حفظا لحقوقه ومراعاة لحقوق الآخرين.
3- مراعاة الالتحاق بالشركات والحملات المرخص لها وعدم الانسياق خلف الحملات الوهمية، تجنب الحاج المشاكل وتحفظ له سلامة وصوله إلى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية بيسر وسهولة.
4- ينبغي للشركات والحملات المرخص لها الالتزام بالقوانين المنصوص عليها في لائحة الحج والأخذ بالتعاميم الصادرة من مختلف الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية وتوعية الحجاج بضرورة التقيد بها والتعاون في ذلك.
5-ضرورة أن يعتني الحاج بتزويد نفسه بالثقافة اللازمة في الحج في سائر جوانبه كالمعرفة الشرعية الكافية وإجراءات السلامة وعلاقته بالحملات التي تنظمها العقود المبرمة ولا يتردد في الاستعانة بالوفود المختصة في البعثة لأي استفسار أو طلب خدمة.
6- تؤكد البعثة أن الوقت المحدد من قبل الجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية لدخول حجاج البر هو آخر يوم من ذي القعدة بتوقيت المملكة وآخر يوم لدخول حجاج الجو هو الرابع من ذي الحجة.
وفي الختام فإن البعثة تؤكد على جاهزيتها لخدمة الحجاج والسعي لما فيه مصلحتهم وهو واجبها المنوط بها، وتأمل من الحجاج الالتزام بالقوانين والأنظمة مع تمنياتها لهم التوفيق لحج آمن وميسر ومبرور.