كلمة وزيرة التربية أمام مجلس الشورى

بلادنا الأحد ٢١/مارس/٢٠٢١ ١٤:٠٨ م
كلمة وزيرة التربية أمام مجلس الشورى

مسقط - الشبيبة

بسم الله الرحمن الرحيـم

الحمد لله رب العالمين، / والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، / سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،،

سعادة الأخ خالد بن هلال بن ناصر المعولي – رئيس مجلس الشورى المحترم

أصحاب السعادة المحترمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

يطيب لي أن أعرب لكم / عن خالص الشكر والتقدير / على دعوتكم الكريمة لي؛ لاستعراض خطط وزارة التربية والتعليم / ومناقشة برامجها ومشاريعها التنموية، / بما يتفق وتوجهات هذا البلد العزيز وتطلعاته، / وينسجم مع رؤية عمان 2040 / والاستراتيجية الوطنية للتعليم2040، / مقدرة كل ما تبذلونه من جهود مخلصة، / ومساع طيبة / في رفد الوزارة بآرائكم ومقترحاتكم البناءة، / التي أسهمت بالتظافر مع الجهود المبذولة / في تطوير منظومة التربية والتعليم في السلطنة، / والوصول بها إلى الجودة المنشودة.

ويشرفني بداية / أن أرفع إلى مقام مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - / باسم أبنائه الطلاب والطالبات، / ومنتسبي وزارة التربية والتعليم جميعا أجلّ عبارات الشكر والتقدير وأسماها / على دعمه ورعايته الكريمة للمسيرة التربوية / التي أرسى قواعدها / المغفور له صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - / داعية الله العلي القدير / أن يوفقنا لخدمة هذا الوطن العزيز ورفعة شأنه / إنه سميع مجيب الدعاء. 

سعادة رئيس المجلس

أصحاب السعادة

لقد شهد قطاع التعليم المدرسي خلال الخطة الخمسية التاسعة / نموا متسارعا؛ / إذ ارتفع عدد طلبة المدارس الحكومية من (540) ألف طالب وطالبة في العام الدراسي 2015/2016م / إلى حوالي (679) ألف طالب وطالبة في العام الدراسي الحالي 2020/2021م / بنسبة نمو بلغت (25.7 %).

وقد بلغت عدد المدارس في العام الدراسي 2015/2016م (1068) مدرسة، / أما عدد المعلمين فقد بلغ (56,600) معلم ومعلمة، / وفي العام الدراسي 2020/2021م بلغ عدد المدارس الحكومية (1182) مدرسة، / و(56.817) معلما ومعلمة.

كما شهد التعليم المدرسي الخاص / تطورا ملحوظا وتوسعا كميا ونوعيا خلال الخطتين الخمسيتين الماضيتين؛ / إذ ارتفع عددها إلى (880) مدرسة خاصة وعالمية ودولية وروضة في العام الدراسي 2019/2020م، / يدرس فيها أكثر من (189) ألف طالب وطالبة.

بينما بلغ عدد المعلمين (14250) معلما ومعلمة، / وقد وصلت نسبة التعمين في المدارس الخاصة إلى (43%) في الوظائف التدريسية، / و(73%) في الوظائف الإدارية.

ولم يقتصر اهتمام الوزارة على الجوانب الكمية فقط، / وإنما شملت المجالات التربوية المختلفة كالمناهج الدراسية، والتقويم

التربوي، / والبرامج التدريبية، والتوجيه المهني، / والمدارس الخاصة، / والتربية الخاصة، والقطاعات الإدارية والمالية، / الأمر الذي ينسجم مع نهج الوزارة لتجويد التعليم

وتطويره، / ويواكب المتغيرات الإقليمية والعالمية. 

سعادة رئيس المجلس

أصحاب السعادة

تنطلق وزارة التربية والتعليم في تحقيق أهدافها وبرامجها التربوية / من الخطط الاستراتيجية التي تبنتها السلطنة كرؤية عمان 2040، / والاستراتيجية الوطنية للتعليم

2040، / باعتبارهما موجهات رئيسة لسياسات التعليم / تستند إليهما في بناء خططها الخمسية المستقبلية / الرامية إلى بناء نظام تعليمي فاعل،/ وإيجاد كوادر بشرية متعلمة؛ / فبعد أن كان التركيز في الخطط الخمسية الخمس المكونة لرؤية الاقتصاد العماني2020 / على جودة التحصيل الدراسي، / والاستمرار في إتاحة التعليم وتوفيره للجميع، / وزيادة نسب

الالتحاق، / وخفض معدلات الإعادة

والرسوب، / جاءت الخطة الخمسية العاشرة الحالية بالإضافة إلى ما سبق / لتهتم بشكل أعمق بمجالات البحث العلمي، / والابتكار، والابداع في التعليم، / ورعاية الموهوبين، / والتعليم الإلكتروني، / كما جاءت متناغمة مع ما تضمنته رؤية عمان 2040 من محاور مرتبطة بمجال التعليم المدرسي.

ومن أجل التأكد من سير عمل الخطط الخمسية / أوجدت الوزارة تقسيما ضمن

هيكلها التنظيمي / يُعنى بمتابعة أهداف الخطة الخمسية التاسعة، / بما يضمن القدرة على

إعطاء صورة دقيقة لسير العمل الفعلي

ببرامجها المختلفة، / ومعالجة التحديات

التي تعيق عملية التنفيذ في الوقت المناسب، / كما تعمل الوزارة حاليا على الارتقاء بمنهجية متابعة الخطة الخمسية العاشرة، / من خلال بناء نظام إلكتروني / يستخدم في عملية متابعة تدفق الإنجاز فيها / وفق مؤشرات أداء محددة، / مما يتيح لها الوقوف على التحديات والضوابط أولاً بأول، / وإيجاد الحلول والآليات المناسبة لتجاوزها. 

سعادة رئيس المجلس

أصحاب السعادة

لا شك أن جائحة فيروس كورونا (كوفيد19) وتبعاتها / قد أثرت على كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، / الأمر الذي لم يمكّن

الدول من تقديم الخدمات التعليمية

بذات المستوى التي كانت تطمح إليه، / إلا أنه رغم تلك التحديات / فقد استطاع النظام التعليمي بالسلطنة وبالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة المعنية / بالتجاوب السريع مع المعطيات الوبائية / باتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، / والتعاطي مع مختلف التحديات التعليمية والتقنية التي أفرزتها هذه الأزمة، / وذلك من خلال تطوير التعليم الإلكتروني، / وتعزيز التحول الرقمي للبيئة المدرسية / ضمانا لاستمرار الطلاب والطالبات في تلقي تعليمهم بكل سهولة ويسر، / مستفيدة من أفضل التجارب والممارسات الإقليمية والدولية التي اتبعتها النظم التعليمية في هذا المجال.

ويسرني من هذا المنبر أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للمعلمين والمعلمات / على ما بذلوه من جهود مخلصة / وعطاءات متواصلة منذ بداية الجائحة، / لا سيما دورهم في التفاعل الإيجابي مع المنصات التعليمية الإلكترونية، / وإنتاج المحتويات الإلكترونية، / وإيجاد طرائق وأساليب مبتكرة للتدريس، / وتقديم الدروس عبر القنوات التلفزيونية / لضمان سير العملية التعليمية، / كما أشيد بالدور الملموس الذي بذله العاملون في القطاع التقني بالوزارة / على بناء المنصات التعليمية ومتابعة تشغيلها، / والشكر لكافة مديري ومديرات المدارس والوظائف المرتبطة بالهيئة التدريسية، / والهيئة الإشرافية وأولياء الأمور / على ما بذلوه من مساع طيبة / لمساندة الوزارة في تحقيق نظام التعليم المدمج والتعلم عن بعد، / وتوعية الطلبة والطالبات بأهمية الالتزام بالإجراءات الصحية.

سعادة رئيس المجلس

أصحاب السعادة

في إطار الجهود التي بذلتها الوزارة خلال السنوات الماضية في كافة قطاعاتها / فقد حافظ طلبة السلطنة على تقدمهم في مستوى أدائهم في الدراسة الدولية لمادتي العلوم والرياضيات (TIMSS)، / وفي الدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة (PIRLS) / اللتين تهدفان إلى التأكد من اكتساب الطلبة المفاهيم والمهارات الأساسية في هذه المواد، / ومقارنة أدائهم على المستويين

الإقليمي والدولي؛ / إذ أشارت النتائج الدولية

إلى تحقيق الطلبة تقدما في معدل أدائهم

في الصفين الرابع والثامن في مادتي

العلوم والرياضيات، / وصنفت السلطنة في

دورة عام 2015م بأنها من الدول التي حققت تقدما في النتائج مقارنة بالدورات السابقة.

كما أوضحت النتائج / إلى ارتفاع أداء الطلبة بالصف الرابع في الدراسة الدولية / لمهارات القراءة في الدورتين السابقتين 2011 و2016م.

وفي مجال الاهتمام بالأنشطة العلمية والثقافية، / فقد عملت الوزارة على إيجاد برامج إثرائية متنوعة داخل المدرسة وخارجها / لتنمية قدرات الطلبة / وإبراز مواهبهم في المجالات الثقافية والعلمية والرياضية، / فعززت القدرات الابتكارية لديهم / من خلال تطوير منظومة الابتكار العلمي في التعليم المدرسي، / وإنشاء مراكز العلوم والاستكشاف العلمي، وتنظيم مهرجان عمان للعلوم، والأسبوع الوطني للعلوم

والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)،/ ونتيجة لذلك حقق طلبة السلطنة مراكز متقدمة في المسابقات العلمية الإقليمية والدولية / كمسابقات الابتكار والروبوت، / وأولمبيادات الرياضيات والعلوم، / إلى جانب حصولهم على الصدارة في بعض المسابقات الثقافية والأدبية، / وعلى مراكز متقدمة في المسابقات الرياضية على المستوى العربي. 

سعادة رئيس المجلس

أصحاب السعادة

لقد تمكنت الوزارة رغم كافة التحديات التي رافقت الأزمة المالية منذ العام 2015م / وما تبعها من آثار أخرى ارتبطت بانتشار جائحة كورونا (كوفيد19) / من إعادة توجيه مواردها المالية المتاحة لصالح الإنفاق على مصروفات التعليم، / بجانب تبني عدد كبير من المبادرات الهادفة إلى ترشيد الإنفاق، / ورفع كفاءته، / والاستفادة من الموارد المالية بالصورة المثلى / بهدف التأقلم مع تلك الأوضاع العامة، / ومساندة الموقف المالي للدولة من جهة، / وضمان عدم المساس بجودة التعليم المقدمة للطلبة من جهة أخرى.

ومن أجل رفع كفاءة الانفاق، / وإيجاد بدائل للتمويل بما يحقق الاستدامة في تنفيذ المشاريع التربوية / فقد استمرت الوزارة في تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لدعم برامجها المختلفة، / وتمويل احتياجاتها من البنى الأساسية، وتشغيل بعض الخدمات المساندة بالمدارس.  

سعادة رئيس المجلس

أصحاب السعادة

إيمانا من الوزارة بأهمية حوكمة النظام التعليمي / لتحقيق مزيد من الجودة في أداء المدارس بما يتماشى مع رؤية عمان 2040 / وينسجم مع أحدث الممارسات في مجال التعليم، فقد انتهت الوزارة من إعداد كافة الوثائق المتعلقة بتقييم الأداء المدرسي الحكومي، / وتصنيف المدارس الخاصة، / وإعداد البرامج التدريبية والتأهيلية للأعضاء حول آليات تقييم المدارس.

وقد توجت هذه الجهود بالرؤية السديدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – / باستصدار المرسوم السلطاني رقم (9/2020) / الذي قضى بتعديل مسمى "الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي" واختصاصاتها / إلى مسمى "الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم"، / ومن المؤمل أن تسهم جهود الهيئة في المرحلة القادمة / في ضمان جودة أداء المدارس الحكومية والخاصة وفق معايير ومؤشرات محددة، / والارتقاء بمستوى الخدمات التعليمية المقدمة. 

سعادة رئيس المجلس

أصحاب السعادة

إن مسيرة التربية والتعليم في السلطنة ماضية – بحمد الله وتوفيقه – في طريق التطوير وتحقيق الجودة المنشودة، / بفضل الدعم الحكومي والتوجيهات السامية / لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه –.

داعية الله العلي القدير / أن يوفقنا جميعا لخدمة هذا البلد العزيز ورفعة شأنه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،