مسقط - الشبيبة
استضافت لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشورى صباح اليوم (الإثنين) عددًا من المختصين من جامعة السلطان قابوس وجمعية الصحفيين العمانية، إلى جانب حضور عدد من الصحفيين العاملين بالمؤسسات الصحفية الخاصة، وذلك في إطار دراسة اللجنة للرغبة المبداة حول "تعزيز وتنويع مصادر التمويل المستدامة لقطاع الإعلام العماني العام والخاص" للاستئناس بآرائهم وملاحظاتهم حول الموضوع.
في بداية اللقاء، قدمت اللجنة عرضًا مرئيًا حول أهمية موضوع الرغبة المبداة والهدف منها باعتباره أحد أبرز الموضوعات التي تعكف اللجنة على دراستها خلال دور الانعقاد السنوي الحالي نظرًا لأهميته في إيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
وخلال اللقاء الذي عقد برئاسة سعادة علي بن أحمد المعشني رئيس اللجنة وبحضور أصحاب السعادة أعضاء اللجنة، ناقشت اللجنة مع المختصين أهمية الاستثمار المستدام في القطاع الإعلامي، والفرص المتاحة لتنويع مصادر الدخل والتمويل للمؤسسات الإعلامية بالسلطنة، بالإضافة إلى الحديث عن التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية في إيجاد بدائل حقيقية للتمويل من أجل تحقيق الاستدامة في عملها.
كما ناقشت اللجنة مع المختصين دور المؤسسات الأكاديمية والبحثية في تقديم المبادرات التي من شأنها تعزيز قدرة المؤسسات الإعلامية على مواجهة الأزمات، وتحقيق الاستدامة فيها.
وتناول اللقاء طرحًا لأبرز التحديات التي تقف عائقًا أمام بقاء واستدامة المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة بالسلطنة في ظل الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، وكذلك الدور الذي تقوم به جمعية الصحفيين العمانية لمساعدة المؤسسات الإعلامية على مواجهة تلك التحديات، وتعزيز مصادر الدخل والتمويل لضمان استدامتها.
وتحدث الصحفيين العامليين في المؤسسات الصحفية عن بعض الإجراءات التي قامت بها مؤسساتهم في سبيل البحث عن بدائل للتمويل وتنويع مصادر الدخل من أجل استدامة العمل والارتقاء بجودة المنتج الإعلامي.
وخلال اللقاء دارت نقاشات موسعة، استعرض خلالها المختصين أبرز العوامل التي أدت إلى تعثر بعض المؤسسات الإعلامية الخاصة أبرزها تراجع الإيرادات المالية بسبب قلة الإعلانات والاشتراكات مما تسبب في خروج عدد من الموظفين عن العمل واستقطاع رواتب آخرين، مشيرين إلى حاجة القطاع الإعلامي إلى قيادات إعلامية قادرة على تجاوز تلك التحديات وتقديم الحلول المناسبة حيالها.
من جانب آخر، تم الإشارة إلى بعض التحديات الخاصة بجودة العمل الصحفي، ومدى تعاون المؤسسات الحكومية والخاصة بالسلطنة مع المؤسسات الإعلامية. مشيرين خلال حديثهم إلى أن بيئة العمل الإعلامي أصبحت غير مشجعة وتفتقر إلى التحفيز.
وقد أكد اللقاء على ضرورة مواصلة الحكومة دعمها للقطاع الإعلامي في السلطنة نظرا لأهميته في تعزيز هوية المجتمع، وتشجيع اقتصاده الوطني لتحقيق أهداف رؤية عمان 2040.
الجدير بالذكر أن اللجنة تهدف من دراستها للرغبة المبداة إلى وضع الآليات المناسبة لترجمة أهداف رؤية (عمان 2040) في التوجه نحو استدامة الاستثمار في القطاع الإعلامي، وكذلك التعرف على فرص الاستثمار في صناعة الإعلام بالسلطنة، وطرق استفادة المؤسسات الإعلامية منها مباشرة، وتحديد المصادر التي يمكنها المساهمة في تعزيز وتنويع التمويل المستدام لقطاع الإعلام العماني العام والخاص، وكذلك الوقوف على التحديات التي يمكن أن تعترض مجال تعزيز وتنويع مصادر التمويل المستدام لقطاع الإعلام العماني العام والخاص وإيجاد الحلول المناسبة لمواجهتها، إلى جانب الوقوف على الأساليب والحلول التي اتبعتها بعض المؤسسات في مجال تنويع مصادر الدخل وتحقيق الاستدامة، وكذلك مراجعة التشريعات ذات الصلة بالاستثمار الإعلامي وموائمتها مع متطلبات المرحلة وظروفها.
وستقوم اللجنة في إطار دراستها لهذا الموضوع، باستضافة عدد من الجهات المعنية وذلك لتحقيق تلك الأهداف والخروج بجملة من التوصيات فيما يتعلق بتعزيز وتنويع مصادر التمويل المستدامة لقطاع الإعلام العماني العام والخاص.