مسقط - الشبيبة
تحت عنوان «الصمود الحضري من أجل مدن مستدامة وشاملة»، تحتفي بلدية مسقط اليوم الاثنين بيوم المدينة العربية الذي يصادف الخامس عشر من مارس من كل عام، ذكرى تأسيس منظمة المدن العربية في مثل هذا اليوم من العام 1967م، وتأتي فعالية هذا العام تعزيزًا للجهود الرامية للمدن، وما تحقق لسكانها في التعاطي مع متطلبات الحياة الحضرية وأبعادها التنموية بنظرة شمولية ومستدامة، والقدرة على الصمود والتكيف مع المتغيرات الحضرية التي تشهدها المدن في ظل الطفرة العمرانية والتقنية.
وتعتني بلدية مسقط بشتى المقومات والعناصر التي تجعل من محافظة مسقط مكانًا مؤنسًا للسكان والزوار من خلال منجزاتها التنموية، وما تتضمنه من مواقع سياحية ومتنزهات وحدائق وشبكة حديثة من الشوارع والأحياء السكنية والتجارية والصروح الحديثة والمعالم الحضارية، بجانب العناية بالأحياء القديمة والتراثية مما يشكل ترابطًا، يوطد علاقة الإنسان بالمدينة، فالمدن المفعمة بالحياة توجد مساحات من التآلف بين السكان والبيئة المحيطة به.
التخطيط الحضري
وتولي بلدية مسقط اهتمامًا بمجال التخطيط الحضري والطابع المعماري، الذي يحافظ على الهوية المعمارية العُمانية، ويجمع بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر بطرق تتلاءم مع مفردات الحياة، وبالتالي تحقق التوازن بين الحداثة ومتطلبات العصر.
كما تنفذ بلدية مسقط ضمن خططها عددًا من المشاريع التنموية والتطويرية التي تهدف إلى تطوير المدينة، وإنشاء منظومة متكاملة من شبكات الطرق والخدمات الأساسية، وتطوير المرافق العامة وفق الاختصاصات المنوطة بها.
تعزيز الصحة بالمدينة
تعد محافظة مسقط من المدن التي تعتني بالساكن، وتسخر له مقومات التنزه والترفيه، وتركز على شمولية المقومات الأساسية التي تضمن مدينة مستدامة وصحية. فتولي عناية بعناصر التشجير وإنشاء المتنزهات والحدائق، وإيجاد المرافق الخدمية والترفيهية التي تخدم مختلف شرائح المجتمع.
وتقوم البلدية بمد أطوال من المماشي والممرات، بهدف تعزيز ممارسة هواية المشي وركوب الدراجات الهوائية، وإيجاد ساحات ملائمة للترفيه والتنزه، وقد نفذت بلدية مسقط ممشى المحج في ولاية العامرات، وممشى الواجهة البحرية بالسيب ومجموعة من المماشي الأخرى ذات الأطوال المتنوعة لرفد هذه الجوانب، كما تتوزع ممرات المشاة بمختلف ولايات محافظة مسقط، بالإضافة إلى عمل بيئة مُهيأة للعناية بالنشاط البدني، وذلك من خلال توفير أدوات للرياضة البدنية في المتنزهات والحدائق وممرات المشاة، تتناسب مع استخدامات فئات الشباب والنشء.
نسق حضري متجانس
ومن أجل أن تكون مدينة مسقط مدينة مستدامة يسودها التنظيم وتمضي بمنهجية شاملة في الأداء والإنجاز في شتى مجالات العمل البلدي، تبذل البلدية جهودًا حثيثة في الحفاظ على الجوانب الخدمية والتنموية بالمدينة من أية ظواهر وتجاوزات أو مشوهات بيئية أو بصرية، ويتجلى ذلك في العناية بجودة شبكة الطرق، والمرافق العامة، والمشاريع البلدية، ونظافة المدينة، والطابع العمراني، وكذلك مراقبة الأسواق والأحياء والمنشآت، وضبط أية ظواهر عشوائية من خلال الحملات التفتيشية والرقابية المتواصلة، بجانب سن التشريعات والقوانين واللوائح التي تنظم هذه المجالات، كل ذلك من أجل مدينة مستدامة، تمضي وفق أطر شمولية متكاملة في جوانبها التشريعية والتنفيذية.
تقنية خدمية
تعتني بلدية مسقط بالخدمات الإلكترونية والمنظومة التقنية، حيث تمكنت خلال السنوات الماضية من قطع أشواط كبيرة في تمكين خدمات البلدية إلكترونيًا، وقد أثمر ذلك في استمرارية أعمالها المجتمعية وخدماتها الإلكترونية في ظل الظروف الاستثنائية التي شهدها العالم نتيجة تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19)، حيث تم توفير شبكة افتراضية تتيح للموظفين خاصية الاتصال بشبكة البلدية عن بُعد، وتوفير منصات للتواصل بين فرق العمل بالبلدية والذي أسهم في استمرارية العمل من خلال عقد الاجتماعات الافتراضية، إلى جانب توفير الخدمات البلدية للمستفيدين إلكترونيًا، وفي ذات الصدد وضعت بلدية مسقط في اعتبارها تأسيس مرجع خدماتي لكافة معاملاتها وذلك عبر دليل خدمات بلدية مسقط الذي يضم أكثر من (119) خدمة شاملة لقطاعات البلدية، حيث يُمكن للمتعاملين الاستفادة من الدليل كمرجع أساسي لتقديم أي خدمة، ويعد مرجعًا لإجراءات البلدية الخدمية، وخطوة انتقالية لتجويد الخدمات ودعم التحول الرقمي نحو الأمام.
وتحرص بلدية مسقط على المضي قدمًا نحو تعزيز أدوارها الحضرية بما يواكب تطلعات المدن المستدامة، وذلك من خلال عملها الدؤوب في طريق التحول الرقمي في مختلف أعمالها ومهامها، والارتقاء بالعمل البلدي وفق أسس تقنية حديثة، مع الحرص على تجويد الخدمات المقدمة للمستفيدين وتطويرها باستمرار، وتبني أسس من الابتكار والريادة في إنجاز الأعمال، بشكل يضمن تحقيق الجودة وسرعة الإنجاز بمعدلات عالية من الكفاءة والأداء.
والجدير بالذكر أن الأمانة العامة لمنظمة المدن العربية ستعقد اليوم الاثنين ندوة حوارية عبر تقنية الاتصال المرئي تحت عنوان «الصمود الحضري من أجل مدن مستدامة وشاملة» بمناسبة يوم المدينة العربية.