انشروا الإيجابية والتفاؤل بينكم

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٠/مارس/٢٠٢١ ١٨:٠٢ م
انشروا الإيجابية والتفاؤل بينكم

عيسى المسعودي

نتابع من خلال الأحاديث الجانبية أو عبر قنوات التواصل الاجتماعي العديد من الرسائل السلبية والمتذمرة من بعض القرارات أو الإجراءات التي اتخذتها الحكومة خلال الفترة الفائتة وللأسف هذه الرسائل تعطي نوعا من الإحباط وخاصة للزملاء الموظفين سواء في القطاع العام أو الخاص وحتى أفراد المجتمع بشكل عام ويتداول البعض الكلمات والجمل السلبية حول المستقبل وحول كيفية مدى الجهد الذي يبذله البعض في إنجاز الأعمال المختلفة دون تقدير أو تشجيع ، وبالتالي تؤثر هذه النوع من الرسائل في الإنتاجية وفي اتقان العمل وتجد البعض يقبل على المؤسسة التي يعمل بها بشعور مختلف وسلبي ينعكس ذلك على أدائه الوظيفي وعلى حياته ، كما أن البعض يطرح موضوع تأثر الموظفين بعدم وضوح الرؤية أو تغير توجهات مسؤول الوحدة والقرارات التي يتم اتخاذها بين فترة وأخرى إضافة إلى حديث البعض عن تأخر بعض المؤسسات في إنجاز مشروع هيكلة المؤسسة بعد التعديلات الأخيرة التي تمت وتأثير ذلك على الموظفين وطبيعة عملهم ومسؤولياتهم ويربط البعض مختلف القرارات بعضها ببعض مثل التعديلات التي تم إجراؤها في رفع الدعم عن بعض الخدمات أو زيادة رسوم بعض الخدمات ورسوم الضرائب وغيرها من الأمور أو الأفكار التي يتم تداولها خلال هذه الفترة مما أوجد وللأسف شعورا وحالة سلبية لدى بعض الموظفين وفي بعض المؤسسات وعند أفراد المجتمع وهذا يعطي مؤشرات غير إيجابية للشباب الذين يقبلون إلى العمل بروح التفاؤل والإنتاجية ويؤثر عليهم سلبياً مما ينعكس ذلك على أدائهم وأداء المؤسسة التي يعملون بها بشكل عام أو أي نوع من الأعمال التي يقومون بها .

علينا أن ندرك ونعلم أن السلطنة تمر بمرحلة مهمة وانتقالية والقرارات التي تم اتخاذها ستأخذ بعضا من الوقت قبل ان نشهد تأثيرها الحقيقي ومن خلال المؤشرات الأولية فهناك عمل كبير يتم تنفيذه خلال هذه المرحلة للتقليل من هذه الفترة الإنتقالية وعلينا أن نثق في الخطوات والإجراءات التي تنفذها الحكومة فهي بلاشك في مصلحتنا وفي مصلحة استقرار وتطور البلد وعلينا ان لاننظر فقط في المتغيرات الحالية وإنما ننظر إلى المستقبل لتحقيق النتائج الايجابية من هذه التعديلات والتغيرات فالحكومة تدرك تماماً مصلحة الشعب وهذا يتجلى في العديد من المواقف والإجراءات والقرارات فرغم أننا قد نختلف أو تكون لدينا وجهات نظر مختلفة حالياً على بعض هذه القرارات ولكن بنظرة مستقبلية ستجدنا نتفق مع هذه القرارات والتوجهات ولكن في الوقت نفسه علينا أن نستمر في التحليل والمتابعة وطرح الأفكار والمقترحات التي من شأنها تطوير ودعم هذه القرارات والتوجهات بدل الاستمرار في التذمر ونشر الحالة السلبية بين أفراد المجتمع والتأثير على الآخرين فهناك العديد من الشباب وافراد المجتمع ينظرون للامور بايجابية ويحرصون على الذهاب الى اعمالهم ومصالحهم بنوع من التفاؤل والإيجابية فالفرص موجودة فقط علينا أن نقيم وننظر إلى الأمور بشكل صحيح وواقعي كذلك علينا أن ننظر إلى دول المنطقة ومايدور فيها فالجميع في هذه الأوقات يمر بمراحل ويواجه تحديات مختلفة تحتاج منا إلى فهم عميق ونظرة متأنية ومستقبلية خاصة وأننا لدينا الثقة في قيادتنا وأنها تخطط وتعمل من أجل مصلحتنا وعلينا أن لا نلتفت إلى الطرح السلبي البعيد عن الواقعية وعن تقييم الأمور بشكل صحيح فالحالة السلبية والحديث عنها ونقلها إلى الآخرين لن تفيدنا في شيء بل العكس ستؤثر علينا سلبياً وستؤثر على تطوير أعمالنا في مختلف المجالات والقطاعات.

المسؤولون في المؤسسات الحكومية مهما كانت مسؤولياتهم ودرجاتهم عليهم مسؤولية ودور في تعزيز الإستقرار في بيئة العمل من خلال بث ونشر الايجابية بين الموظفين واتخاذ القرارات السليمة التي تعطي مؤشرات إيجابية لكافة الموظفين فالكلمة الطيبة لها مفعول إيجابي ومحفز بعكس الكلمة السلبية وأيضا الأسلوب وطريقة التعامل مع الموظفين تلعب دورا مهما في هذا الخصوص مع الاهتمام بدراسة القرارات والخطوات بشكل صحيح قبل إصدارها او تنفيذها فكل هذه الأمور مهمة مع تأكيدنا بضرورة سرعة إنجاز هيكلة المؤسسات وتحديد المسؤوليات واختيار الكوادر الصحيحة فالتأخير ليس في صالحنا ولا يساهم في الاستقرار المؤسسي، نأمل أن تشهد المرحلة المقبلة حرص الجميع على نشر روح التفاؤل والإيجابية والتحفيز سواء في مجالات العمل أو في مجالات الحياة وتعزيز الثقة في المستقبل بأن يكون أفضل لنا جميعاً بإذن الله.