ستيفاني باباس - ترجمة: أحمد بدوي
الإنترنت مكان مزدحم للغاية، في كل ثانية يتم رفع حوالي 6 آلاف تغريدة وإجراء ما يربو على 40 ألف استفسار على جوجل وإرسال أكثر من 2 مليون رسالة بريد إلكتروني وفقا لموقع إحصاءات الإنترنت المباشرة Internet Live Stats. غير أن هذه الإحصاءات لا تمثل سوى لمحة فقط عن حجم الشبكة، ففي شهر سبتمبر عام 2014، كان هناك بليون موقع على شبكة الإنترنت، وهذا الرقم يتغير كل دقيقة مع حذف أو إضافة مواقع جديدة. ووراء هذا الحجم الكبير للإنترنت المتغير بصورة مستمرة المعروف للغالبية العظمى يوجد عالم آخر من الإنترنت يطلق عليه الإنترنت العميق Deep Web والذي يشمل أشياء لا توجد على قوائم جوجل ومحركات البحث الأخرى. والجمع بين التغيير المستمر في شبكة الإنترنت «السطحية» إلى جانب الويب العميق الذي يتعذر تقدير حجمه، ربما يجعل من السهل أن ندرك مدى صعوبة تقدير حجم شبكة الإنترنت، وما يتفق عليه المحللون أن حجم شبكة الإنترنت ضخمة للغاية وآخذ في التزايد.
وإلى جانب وجود بليون موقع فإن شبكة الإنترنت تضم أيضا العديد من صفحات الويب الفردية، ومن بين تلك الصفحات worldwidewebsize.com وهو موقع يسعى إلى تحديد عدد مستخدمي الإنترنت ويشرف عليه مستشار الإنترنت موريس دي كندر. وقد نشر دي كندر وزملاؤه منهجهم في فبراير 2016 في مجلة Scientometrics، ووفقا لحساباتهم يوجد ما لا يقل عن 4.66 بليون صفحة ويب كما هو في منتصف مارس 2016، وهذا الرقم لا يغطي سوى المواقع التي يمكن البحث فيها وليس الويب العميق.
فكم يبلغ حجم المعلومات التي يعج بها الإنترنت؟ يوضح مارتن هيلبرت أستاذ الاتصالات في جامعة كاليفورنيا في حديثه مع موقع Livescience أن هناك ثلاث طرق للنظر في هذا السؤال، فالإنترنت يقوم بتخزين المعلومات، والإنترنت ينقل المعلومات، والإنترنت يقوم بحوسبة المعلومات. ومن الممكن قياس قدرة الإنترنت على الاتصال من خلال مقدار المعلومات التي يمكن نقلها، أو من خلال كم المعلومات التي تقوم الشبكة العالمية بنقلها خلال وقت معين. ومن بين طرق تحديد قدرات الاتصال للإنترنت قياس حركة انتقال المعلومات والبيانات. ووفقا لمبادرة مؤشر الشبكات البصرية لشركة سيسكو فالإنترنت دخل الآن عصر زيتا بايت zettabyte era، والزيتا بايت تساوي 1 سكستليون sextillion بايت أو 1000 إكسا بايت. وبحلول نهاية العام 2016 ستصل حركة الإنترنت العالمية إلى 1.1 زيتابايت سنويا وفقا لسيسكو، وبحلول العام 2019 من المتوقع أن تصل حركة الإنترنت العالمية سنويا 2 زيتابايت. وواحد زيتا بايت يعادل 36000 سنة من مقاطع الفيديو عالية الوضوح.
ويقول هيلبرت أنه بينما تتضاعف السعة التخزينية للإنترنت كل ثلاث سنوات، فإن قدرة الحوسبة تتضاعف كل عام ونصف، ما يمكن وصفه بأننا في طريقنا للانتقال من عصر المعلومات إلى عصر المعرفة.
عن لايف ساينس