حاوره – حميد البلوشي
وليد الوهيبي، من أبداع إلى آخر، حضور رياضي وأعلامي مميز، من الملاعب الخضراء إلى تميز آخر خلف الشاشات، الرغبة والطموح قاده إلى التلفزيون العماني بعد إكمال مسيرته العلمية في جامعة السلطان قابوس، حيث يسطر اليوم إبداعا آخر للمتابع خلف الشاشات، «الشبيبة» التقت بالمخرج الرياضي وليد الوهيبي وهو أحد مبدعي القناة الرياضية وحديث طويل عن كرة القدم وعلاقته بنادي مسقط وعن مشواره التعليمي وصولا بحضوره في إخراج البرامج الرياضية والمنوعة.
علاقة قديمة بفارس العاصمة مسقط
في البداية تحدث وليد الوهيبي عن علاقته بنادي العاصمة مسقط حيث أشار علاقتي بفارس العاصمة قديمة فمنذ الطفولة وأنا أتردد على ملاعب النادي تارة في المدرجات للتشجيع وغالبا داخل الملعب كلاعب فقد مررت كلاعب بجميع المراحل السنية الأشبال والناشئين والشباب ثم الفريق الأول، غير أنني لم أواصل وفضلت في تلك الفترة أن أهتم بدراستي الجامعية حين تشرفت بدخول جامعة السلطان قابوس، واليوم أنا أتابع أخبار النادي بشتى الوسائل، أما حضوري للملعب فنادر بسبب طبيعة عملي في التلفزيون الذي يتطلب منا الوجود في ميدان العمل أكثر من الملاعب ومع هذا فأنا أتابعهم بكثف من خلال القناة الرياضية وبرامجها.
ظروف العمل أجبرتني على التوقف
وعن الأسباب التي أجبرته عن التوقف عن ممارسة الرياضة مع نادي مسقط أجاب بأنه لا يوجد عذر مقنع لابتعادي عن كرة القدم غير أن عملي الإعلامي كما تعلم هو عمل التضحيات وحتى تكون مميزا في هذا العمل عليك أن تعطيه جل وقتك ثم أنني كما أشرت سابقا ظروف الدراسة أبعدتني قليلا عن مواصلة اللعب في النادي ولكنني ما زلت أمارسها فهي هوايتي الأولى وقد مثلت منتخب الإعلام العماني في البطولة الخليجية بمملكة البحرين حيث ساهمت في وصول الفريق للمباراة النهائية.
مسقط قدم صورتين في الدوري
وفي سؤالنا له عن وضع مسقط في دوري هذا الموسم أكد الوهيبي بأنه يعتقد أن الفريق ظهر بصورتين مغايرتين حيث كان هزيلا ضعيفا في الدور الأولى ثم تبدل الحال ومسك الفارس زمام الأمور وقدم كرة قدم جميلة وصار ندا لأقوى الفرق ومن تابع مباريات مسقط الأخيرة يدرك بأن النادي يستحق مكانا أفضل في الدوري وأتمنى أن يستمر مسقط في تقديم نتائج طيبة حتى يستمر في دوري المحترفين وبالتالي المنافسة في الموسم القادم، الوضع مقلق وأتمنى لهم التوفيق.
دورينا يحتاج الكثير!!
وعن وضع دورينا وقراءته له في المواسم الأخيرة أشار المخرج وليد الوهيبي بأنه رغم التطور الذي يرافق الدوري من كل النواحي التنظيمية والإعلامية والدعم المادي وحتى على مستوى البنية إلا أنني وبكل أسف أقول إن دورينا يحتاج للكثير وبصراحة أنا مرغم في حالات كثيرة على متابعة الدوري نتيجة طبيعة عملي فأنا أشارك في إخراج البرامج الرياضية المرتبطة بالدوري كصدى الجماهير والحدث والأستوديو التحليلي وحقيقة أنا لا استمتع بالكثير من المباريات في الدوري بل أجد بعضها ممل فليس هناك لاعب مهاري نستمتع بمهاراته أو تمريراته وبعض المباريات تجد عدد الذين يوجدون في دكة الاحتياط من لاعبين وإداريين أكثر من عدد الجمهور الحاضر بالمدرجات لا ننكر وجود بعض المواجهات الجماهيرية ولكنن لا يمكن تعميمها على الدوري.
دراسة الإعلام قادني إلى التلفزيون
وعن مشواره في المجال الإعلامي أشار الوهيبي بعد دخولي إلى جامعة السلطان قابوس التحقت هناك بقسم الإعلام في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية وفي أربع سنوات ولله الحمد تعلمت الكثير على أيادي نخبة من أساتذة الإعلام من مختلف الدول العربية وأخذت الإعلام بشقيه النظري والعملي وقد خضت تجارب مبكرة منذ أيام الدراسة من خلال مجموعة من المؤسسات الإعلامية في البلد، بعد الجامعة عملت في الصحافة كصحفي لمدة ثلاث سنوات وبعدها دخلت لتلفزيون سلطنة عمان لتبدأ مرحلة إعلامية مهمة في حياتي المهنية، ولله الحمد رغم متاعب المهنة إلا أنني استمتع بعملي وأنا سعيد بما أقدمه للمشاهد.
الإخراج حياة مليئة بالمتاعب
وعن وضع الإخراج أشار الوهيبي بأنني أقول صدقا: بأن الإخراج حياة مليئة بالتعب والمتعة والتحديات والمنغصات أحيانا والحكمة هنا أن العمل الأجمل هو ما نتعب عليه كثيرا وللنجاح طريق مليء بالمطبات و بشيء من الإصرار والصبر من الممكن جدا أن نصنع عملا جميلا يليق بذائقة المشاهد، الإخراج فن ومتعة، الإخراج حياة.
برامج مميزة لإرضاء ذائقة المتابع
وعن البرامج التي قام بأخراجها أشار الوهيبي بأنه قد قدم عشرات البرامج منها المنوع وأغلبها رياضي ومن أهم البرامج التي أخرجتها مساء الخير ورقميات وفي المرمى والبرزة ونبض البادية وليلة خميس وقصص الأنبياء وليالي المهرجان ولبان مجان وبرنامج 60 دقيقة رياضة وصدى الجماهير وأهمها على الإطلاق برنامج الحدث الذي استمر معي أكثر من ثلاثة مواسم قمت من خلاله بتغطية كل الفعاليات الرياضية المحلية والعالمية واستضفت الكثير من الرياضيين والأبطال وتعرفت من خلاله على شريحة واسعة من الرياضيين العمانيين الذين صار الكثير منهم أصدقاء وعلى تواصل مستمر اعتقد أن البرنامج وصل لشريحة كبيرة وقدم دعما إعلاميا للرياضيين العمانيين، كما تمثل لي تغطية وإخراج سباقات ومهرجانات الهجن أهمية كبيرة فهذه الرياضة تحمل الكثير من الإثارة والمتعة ولها جماليات إخراجية يستمتع بها المشاهد وتهم شريحة واسعة من المشاهدين والرياضيين.
الدكة.. حديث المتابع
وعن أثر هذه البرامج مع المتابعين أشار الوهيبي أن البرامج الحوارية أثبتت جدواها في رفع درجة المنافسة فما يدور مثلا في برنامج الدكة الذي يعرض مساء على القناة الرياضية أصبح حديث الكثير من المتابعين للدوري وأحيانا ما يقدم في البرامج يؤثر بطريقة ما في أندية ولاعبين دورينا وقد ساهمت البرامج الحوارية في إثراء دورينا من خلال التحليل والنقد والطرح ومناقشة أهم مشاكل الأندية وما تواجهه من مصاعب.
مبدعون في كل مجال
وعن مسيرته في القنوات وأثرها في صقل أمكانيات الإعلامي أشار الوهيبي بأنه منذ دخولي التلفزيون في عام 2006 وأنا أتعلم الجديد كل يوم وأؤكد لك ان في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تجد عشرات المبدعين ومنهم من لديه الخبرات الطويلة في العمل التلفزيوني وقد ساعدني الاحتكاك بهم في صقل موهبتي الإخراجية والعمل الميداني مساحة جيدة للإبداع وقد خضت تجارب عديدة أهمها كانت بقناة الجزيرة حيث درست هناك دبلوم الإخراج التلفزيوني وفي قناة مجان أيضا قدمت الكثير من الأعمال التي أسهمت بلا شك في كسب الخبرات، كما استفدت من زيارتي لعض القنوات الخليجية في التعرف على تجارب الآخرين كقناة الكأس والريان.
القيادة والإبداع أهم سمات المخرج
وعن السمات التي يجب أن يتمتع بها المخرج أشار الوهيبي بأن هناك صفات أساسية يجب أن يتصف بها أي مخرج كالقيادية والإبداع والثقة وسرعة البديهة والجدية والإلمام التام بما يقدمه، وبلا شك أن نجاح أي برنامج يعتمد بشكل كبير على المخرج وموهبته في قيادة فريق العمل.
كوادر تعمل ليل نهار
وعن نظرته في الإمكانيات التي توفرت في الفترة الفائتة للقائمين على النقل التلفزيوني أشار الوهيبي بأن ما تقوم به القناة الرياضية من جهود جبارة في نقل المباريات والأحداث الرياضية بلا شك يساهم بشكل كبير في سير عجلة التطور الرياضي بالسلطنة ولا يمكن بأي حال أن ننكر الإسهام الكبير للقناة الرياضية في تطوير الرياضة في السلطنة من خلال دعمها ومتابعتها للرياضيين ومن خلال برامجها المنوعة تغطي كل ما يدور في الساحة الرياضية ويجب أن نعلم أن هناك جهودا جبارة تبذل وكوادر فنية تعمل ليل نهار على مدار الموسم الرياضي لتقدم ما يرضي المشاهد ويدعم الرياضة العمانية.