عشرات الضحايا جراء انفجار هز كابول

الحدث الأربعاء ٢٠/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٣٥ ص
عشرات الضحايا جراء انفجار هز كابول

كابول – ش – وكالات

هز انفجار قوي ناجم عن سيارة مفخخة تبنته حركة طالبان امس الثلاثاء العاصمة كابول وتبعه قتال عنيف ما ادى الى سقوط اكثر من 28 قتيلا في اول هجوم يشنه المتمردون في العاصمة منذ بدء "هجوم الربيع" السنوي.
والهجوم الذي استهدف مبنى رسميا وقع صباحا في ساعة الازدحام. وشعر مراسلو وكالة فرانس برس بالمنازل تهتز فيما تحطم الزجاج وارتفعت سحب الدخان في السماء.
وأعلنت وزارة الصحة الأفغانية أن عدد المصابين جراء التفجير وصل إلى 327 شخصا.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة ،اسماعيل قواصي، :"لقد نقلنا أيضا سبع جثث إلى المستشفيات ، ولكن الأولوية بالنسبة لنا هي نقل المصابين إلى المستشفيات بأسرع ما يمكن".
واعلن قائد شرطة كابول عبد الرحمن رحيمي للصحافيين ان الهجوم الكبير الذي شنته حركة طالبان الثلاثاء اوقع 28 قتيلا.
وقال "نتيجة التفجير قتل 28 شخصا معظمهم من المدنيين".
وكانت الحصيلة السابقة تشير الى سقوط سبعة قتلى و327 جريحا.
وقال شاهد يدعى صديق الله لوكالة فرانس برس "كان الانفجار هائلا. وكان هناك الكثير من الناس في الشارع ويرجح سقوط العديد من الضحايا. لقد سئمنا هذه الهجمات".
وتبنت طالبان هذا الاعتداء الانتحاري بالسيارة المفخخة، في تكتيك دائما تستخدمه ضد القوات الافغانية خلال حركة التمرد التي تشنها منذ سقوط نظامها في نهاية 2001.
وقال صديق صديقي الناطق باسم وزارة الداخلية ان الاعتداء استهدف مبنى تابعا للحكومة الافغانية في وسط العاصمة مضيفا ان الانفجار الاول سمع على بعد كيلومترات من المستديرة نفذ بواسطة "سيارة مفخخة يقودها انتحاري".

تبادل اطلاق النار
من جهته قال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد انه بعد ذلك "دخل مقاتلون الى المجمع".
وسمع مراسلو وكالة فرانس برس في المكان تبادلا كثيفا لاطلاق النار بالقرب من المبنى الذي كان يوجد فيه مكتب الادارة الوطنية للامن، ابرز وكالة تجسس في افغانستان لكن تستخدمه حاليا الرئاسة بحسب المصدر نفسه.
ويشكل هذا الهجوم في حي مكتظ بالسكان اول هجوم كبير تنفذه طالبان في كابول منذ ان اعلنت الحركة عن بدء موسم القتال هذه السنة.
وغالبا ما تستهدف حركة طالبان قوات الشرطة والجيش الافغاني بهجمات انتحارية وكذلك اجهزة الاستخبارات التي تعتبرها تابعة للقوات الاجنبية المنتشرة في افغانستان.

- "هجوم الربيع
اعلنت حركة طالبان الافغانية بدء هجوم الربيع الذي تشنه سنويا رغم ان حكومة كابول تسعى الى حمل المتمردين للمشاركة في المفاوضات الهادفة لانهاء النزاع.
وحذرت طالبان من انها ستستخدم "هجمات واسعة النطاق ضد مواقع العدو في مختلف انحاء البلاد" خلال الهجوم الذي اطلقت عليه اسم "العملية العمرية" نسبة الى زعيم الحركة الراحل الملا محمد عمر الذي اعلنت وفاته الصيف الماضي.
وبدأ المتمردون موسم القتال الاسبوع الماضي عبر استهداف مدينة قندوز (شمال) التي سيطروا عليها لفترة وجيزة السنة الماضية في نكسة كبيرة للقوات الافغانية.
لكن مسؤولين قالوا ان قوات الامن الافغانية طردت مقاتلي طالبان من المدينة الجمعة.
وهجوم الربيع السنوي يشير عادة الى بدء "موسم القتال" رغم ان التوقف خلال فصل الشتاء هذا كانت فترته قصيرة حيث واصلت حركة طالبان معاركها مع القوات الحكومية لكن بحدة اقل.
وتدور اكثر المعارك شراسة في ولاية هلمند المحافظة الجنوبية التي تنتج معظم الافيون الافغاني وحيث يسيطر المتمردون على معظم المناطق.
وبدأ متمردو طالبان يطرحون تساؤلات جدية حول قدرة القوات الافغانية على الامساك بامن البلاد لوحدها مع مقتل 5500 جندي السنة الماضية، في اعلى حصيلة تسجل.
وتوقفت محادثات السلام التي بدأت الصيف الماضي فجأة بعد اعلان وفاة زعيم طالبان الملا عمر.
وتعقد مجموعة شكلت من اربع دول تضم افغانستان والولايات المتحدة والصين وباكستان اجتماعات منذ كانون الثاني/يناير بهدف استئناف المفاوضات رغم ان جهودها لم تحقق نتيجة حتى الان.

ادانة
من جانبه أدان الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني الهجوم "بأشد العبارات الممكنة" في بيان أصدره القصر الرئاسي الذي يبعد مئات الأمتار فقط عن موقع الهجوم.
وقال البيان إن عددا من القتلى والمصابين سقطوا في الانفجار الذي هز وسط كابول خلال ساعة الذروة الصباحية.
وقال إسماعيل كوصي المتحدث باسم الوزارة خلال اتصال هاتفي إن عددا من المدنيين وأفراد قوات الأمن الأفغانية حوصروا في الهجوم وإن من المتوقع ارتفاع حجم الخسائر في الأرواح.
وتصاعدت حدة القتال حول مدينة قندوز الشمالية الهامة على مدار الأسبوع بعد أن أعلنت طالبان بدء حملتها السنوية التي تشنها في الربيع للإطاحة بحكومة كابول المدعومة من الغرب وان ساد هدوء نسبي العاصمة الأفغانية منذ الإعلان عن بدء الهجوم في 12 ابريل نيسان.
وأبرز استيلاء‭‭‭‭ ‬‬‬‬طالبان على قندوز‭‭‭‭ ‬‬‬‬لفترة وجيزة العام الماضي تنامي قوتها وضعف استعداد قوات الأمن الأفغانية التي تقاتل بمفردها تقريبا بعد أن أنهى التحالف الدولي الذي يقوده حلف شمال الأطلسي عملياته القتالية في أفغانستان في 2014.
ودوت صفارات الإنذار من مجمع السفارة الأمريكية الذي يقع أيضا على مقربة من مقر البعثة الرئيسية التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.
وقال شهود من رويترز إن إطلاق النار استمر أكثر من نصف ساعة بعد الانفجار. وأظهرت لقطات أن الانفجار أطاح بنوافذ واجهة مكتب يضم وحدة لمديرة الأمن الوطني.
وقالت طالبان على موقعها الذي يبث بلغة البشتون إنها نفذت التفجير الانتحاري مستهدفة "الادارة العاشرة" وهي وحدة تابعة لمديرية الأمن الوطني.