عملية القدس تربك الاحتلال

الحدث الأربعاء ٢٠/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٣٥ ص
عملية القدس تربك الاحتلال

غزة – علاء المشهراوي
باركت فصائل المقاومة الفلسطينية، العملية التي وقعت في حافلة إسرائيلية بمدينة القدس المحتلة وأسفرت عن إصابة 20 إسرائيليًا بجراح متفاوتة. فقد اعتبرت حركة حماس على لسان الناطق باسمها سامي ابو زهري عملية القدس ردًا طبيعيًا على الجرائم الإسرائيلية وخاصة الإعدامات الميدانية وتدنيس المسجد الأقصى المبارك.
بينما قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان صحفي إن العملية رسالة قوية مفادها أن الانتفاضة مستمرة وحيوية، ودليل على أن المقاومة خيار متجذر في العقل والوجدان الفلسطيني. من جهتها أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن عملية القدس نوعية وقد جاءت في الوقت والمكان المناسبين.
وأوضحت الشعبية في بيان لها أن العملية جاءت لتدحض ادعاءات الاحتلال بأنه نجح في إخماد الانتفاضة، وإعلانه مؤخرًا بأنه استطاع من خلال أساليبه وقبضته الأمنية الحد من العمليات الفلسطينية، وأشارت إلى أن "وقوع التفجير في مدينة القدس المحتلة هو اختراق للمنظومة الأمنية الاسرائيلية التي تفرض طوقًا كاملاً عليها".
وباركت كتائب شهداء الاقصى جيش العاصفة العملية، وقالت إنها: "تنظر بكثير من الاحترام والتقدير لهذه العملية "، وبدوره قال الناطق باسم حركة المجاهدين الفلسطينية سالم عطاالله إن "عملية القدس تأتي في سياق إصرار شعبنا على تبني خيار الانتفاضة في وجه الاحتلال حتى استرداد كافة الحقوق".
كما أثنت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين على عملية القدس، وقال القيادي بالحركة هيثم الأشقر "إنها والعمليات البطولية هي حق طبيعي وردًا على انتهاكات الاحتلال المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني".
من ناحيتها، اعتبرت كتائب الأقصى "لواء العامودي" الجناح العسكري لحركة فتح، دلالة واضحة على تلبية نداء الأحرار لنداءات تنفيذ العمليات الاستشهادية كخيار وحيد للرد على جرائم الاحتلال المتواصلة.
وفي غضون ذلك؛ ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيليّة بأن حالة إرباك وارتباك، إحباط، تلعثم، وشعور بفقدان الأمن والآمان، وقلق وتوجّس من القادم، تختلج شعور الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، بعد عملية تفجير الحافلتين مساء أمس الأول في القدس المُحتلّة.
ووفق تلك الوسائل فلأكثر من ثلاث ساعات بعد الانفجار الذي هزّ القدس لم يعرف قادة الأجهزة الأمنيّة على جميع مشاربها تحديد سبب الانفجار: خلل فنيّ أمْ عملية فدائيّة؟ في الساعة التاسعة بالتوقيت المحليّ، عقد قائد لواء القدس في الشرطة الإسرائيليّة مؤتمرًا صحافيًا وبشّر “الشعب الجالس في صهيون”، بأنّ العملية فدائيّة، ولكنّه لم يعرف فيما إذا كان التنفيذ من قبل انتحاريّ أمْ أنّ الفدائيّ وضع القنبلة في الحافلة ثم غادر.
وتلقّت وسائل الإعلام الإسرائيليّة النبأ بصدمةٍ كبيرةٍ، على خلفية تبجح رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، قبل عدّة أيّام بأنّ سياسته قد أدّت إلى تراجع الانتفاضة الثالثة، فجاءت هذه العملية لتؤكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان، على أنّ نتنياهو، لا يقول الحقيقة.
وكتبت المُحللة المُخضرمة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، سيما كدمون أنّ نتنياهو، الذي زاحم ونافس الجميع على لقب “سيّد الأمن”، وسخر من مُنافسيه على هذا اللقب، أثبت أنّه لا يستحّق هذا اللقب بتاتًا، بل على العكس .
وأضافت قائلةً: عندما نستمع إلى وعود نتنياهو عشية الانتخابات، كلّ انتخابات، لا نعرف أنضحك أمْ نبكي؟، مُشدّدّة على أنّ إسرائيل لم تتمكّن من الحصول على الردع خلال عملية “الجرف الصامد”، أيْ الحرب العدوانيّة البربريّة ضدّ قطاع غزّة في صيف العام 2014. ورأت المُحللة أنّ كلّ انخفاض في العمليات الفدائيّة الفلسطينيّة هي محض صدفة.
وكتبت صحيفة (يديعوت أحرونوت)،: الردع الإسرائيليّ تآكل. كما تبينّ أنّه على الرغم من الموارد البشريّة والماليّة التي يصرفها جهاز الأمن العام (الشاباك) لمنع حوادث من هذا القبيل ذهبت هباءً ، فقد اعترفت مصادر أمنيّة إسرائيليّة رفيعة بأنّ الشاباك لم يكُن يملك أيّة معلومات عن العملية، كما أنّ التنسيق الأمنيّ مع الأجهزة الأمنيّة، التابعة للسلطة الفلسطينيّة، لم تُوفّر المعلومات، علمًا بأنّ اجتماعًا مهمًا عُقد بالقدس المُحتلّة بين الطرفين في الليلة الواقعة بين الأحد والاثنين، واستمرّ لمدّة خمس ساعات، ولكن بعد مرور 12 ساعة وقعت العملية الفدائيّة. السؤال الذي طرحه كبار المُحللين: كيف تمكّن الفدائيين من إدخال المواد المُتفجرّة إلى القدس، على الرغم من الحراسة المُشدّدّة؟
وأكثر من ذلك، لم يتمالك مُحلل الشؤون الإستراتيجيّة، د. رونين بيرغمان، وهو ابن المؤسسة الأمنيّة المُدلل، أعصابه على ما يبدو وقال إنّ الفلسطينيين لا يخافون، وتابع قائلاً إنّ هناك ربطًا مباشرًا بين انتفاضة السكاكين، ومشروع الأنفاق الهجوميّة لحركة حماس، وإحباط عددٍ من العمليات الفدائيّة، وعملية الحافلة، مُشيرًا إلى أنّ إسرائيل تفقد يومًا بعد يومٍ قوّة الردع، والحكومة الإسرائيليّة، أضاف بيرغمان، لا تجد الاتجاه المُناسب لتوجيه نفسها ولتوجيه الشعب الإسرائيليّ، علمًا أنّها هي المسؤولة عنه، على حدّ تعبيره.