مسقط - الشبيبة
أطلقت مجموعة رَوْح تعاون إحدى مبادرات الشبكة العمانية للمتطوعين تعاون من خلال برنامج فاونديشن تعاون الذي يهدف إلى تعزيز مفهوم العمل التطوعي في المجتمع العماني، ويعمل على تجديد هذا المفهوم وتطويره بما يتناسب مع متطلبات المجتمع العماني واحتياجاته في هذا المجال، مبادرة كَنَف التي تُعنى بدعم الحرف التقليدية لأجدادنا لتحسين مستوى دخلهم وإبرازهم للمجتمع والحفاظ على الموروث العماني بين الأجيال للمدى البعيد، حيث سيتم توفير ركن خاص في بعض المحلات لحرف السعفيات والمنسوجات الصوفية، كما سيتم تنظيم دورات تدريبية لتعلم هذه الحرف وبأسعار رمزية.
في صباح يوم الخميس بتاريخ ١٨ فبراير انطلق أعضاء مجموعة رَوْح تعاون إلى وادي المعاول تاركين خلفهم فراشٌ دافئ ولذة النوم ولسان حالهم يقول (ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره)
انطلقوا وهم يحملون على عاتقهم الحفاظ على ما تبقى من حرف الأجداد قبل أن تندم الأجيال يوم لا ينفع الندم، وصلوا إلى بيت الوالد سليمان بن خلفان بن سليمان المعولي ووجدوه عاكفاً على عمله دون كللٍ أو مللٍ، وهذا أول درس نتعلمه قد لا يُدَرَّس في أرقى الجامعات حول العالم حيث العمل من أجل العمل فقط، بعيداً عن الأجر، الوالد سليمان تعلم الحرفة منذ أن كان عمره ٥سنوات فقط، وها هو الآن يناهز ال٨٠ سنةً ليثبت أن العمر مجرد رقم وأن العمى عمى القلب والضمير وليس عمى البصر، مجموعة واسعة من السعفيات معلقة على جنبات المجلس مثل السمة وسمة الخباط وللخصفة والقفير والست، تفنن فيها وأبدعها الوالد سليمان،
ومن ثم توجهوا إلى بيت الوالدة مثلى بنت خليفة البوسعيدية والتي تصنع الملابس الصوفية، وهي الأخرى استطاعت أن تتقن ما لم يستطع الكمبيوتر الياباني إتقانه والماكينات الألمانية عن صنعه، والخير في أمة تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع، وعندما تنظر بتمعن في ما يصنعه أجدادنا واهتمامهم بأدق التفاصيل واعتمادهم على أنفسهم في أبسط الأشياء وأعظمها، واستغلالهم لخيرات أرضهم المعطاء، فلا عجب أن ترى الإمبراطورية العمانية ممتدة من بحيرات وسط أفريقيا إلى مشارف شبه القارة الهندية.
عادوا وهم عازمون على بذل ما يستطيعوا من جهود للحفاظ على تراث أجدادنا، فبقاؤها هو بقاء دولة بأكملها ومن ليس له ماضي ليس له حاضر.