النحالون يناشدون «الزراعة» بفتـح استيراد خلايـا العسل

البريمي- حميد البادي

كشف اللقاء الموسع الذي عقدته لجنة الخدمات بفرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة البريمي مع النحالين والمشتغلين في تجارة بيع وتربية العسل إلى تراجع في إنتاج معظم المناحل في المحافظة.

وبحسب أصحاب المناحل الذين شاركوا في اللقاء الذي عقد برئاسة عضو مجلس إدارة فرع الغرفة بمحافظة البريمي- ورئيس لجنة الخدمات بالفرع خالد بن جمعة بن شاهين البلوشي - فإن السبب الرئيسي الذي يقف وراء تراجع أوضاع سوق العسل في المحافظة هو القرار الذي اتخذته وزارة الزراعة والثروة السمكية بمنع استيراد النحل المصري الذي كان يعد المصدر الرئيسي لإنتاج العسل في المحافظة نتيجة للمواصفات التي يتميز بها النحل المصري كمقاومة الارتفاع في درجات الحرارة وكثافة الإنتاج مقارنة بالنحل العماني الذي ينتج تقريباً نصف كمية ما تنتجه خلية العسل المصري في الموسم الواحد، ومن بين الأسباب الأخرى التي ذكرها المجتمعون ارتفاع أسعار بيع خلايا العسل العماني التي يتم توفيرها عن طريق دائرة الزراعة والثروة السمكية حيث تكلف 120 ريالاً عمانياً في حين لا تتجاوز قيمة النوع المصري (المحظور استيراده) 20 ريالاً عمانياً، كما لا تتوفر كميات تسد حاجة المحافظة من خلايا العسل العماني وتتأخر الدائرة المعنية في توفيرها لأكثر من 6 أشهر وهو ما يؤثر على المشتغلين في هذا المجال وهم في معظمهم يمثلون فئة ذوي الدخل المحدود حيث يتوقف الإنتاج لعدم توفر خلايا العسل وأيضاً لأسباب أخرى من بينها عدم توفر التراخيص اللازمة لاستغلال بعض المناطق الجبلية والصحراوية لوضع خلايا إنتاج العسل فضلاً عن منع توريد العسل الذي يتم إنتاجه في مناحل محافظة البريمي إلى باقي محافظات السلطنة الأخرى وهو ما أثار تحفظ وامتعاض جميع مربي العسل في المحافظة معتبرين ذلك تعارضاً واضحاً مع مبادئ السوق الحر والانفتاح بين محافظات السلطنة.
وتساءل بعض الحضور عن أسباب حظر استيراد النحل المصري وغياب الشفافية في التعامل من قِبل المعنيين، حيث لم يتم الإفصاح بشكل رسمي عن أسباب الحظر كما لم يتم توفير البدائل للمتضررين من قرار الحظر وهو ما أدى إلى تناقص إنتاج العسل الطبيعي وتوجه المستهلكين إلى الشراء من أسواق الدول المجاورة لعدم توفر العسل المحلي. ويتحدث أحد النحالين بمرارة عن الوضع الذي آلت إليه المناحل العمانية في محافظة البريمي مشيراً إلى التراجع الحاد في الإنتاج بعد أن كانت في السنوات الأخيرة تنتج لوحدها ما يعادل إنتاج أكثر من محافظة في الموسم الواحد.
وفي ختام اللقاء أكدت لجنة الخدمات بفرع الغرفة بمحافظة البريمي على أهمية مطالب النحالين وأوصت بضرورة التعاون مع الجهات المختصة لمعالجة المشكلات التي يعاني منها أصحاب المناحل في المحافظة حيث دعت إلى أهمية إعادة النظر في قرار منع استيراد النحل من خارج السلطنة وتوضيح المسببات التي دعت إلى اتخاذ القرار وأيضاً السعي لتوفير البدائل لضمان عدم تأثر قطاع إنتاج العسل إضافةً إلى نقل مقترح أصحاب المناحل بمحافظة البريمي إلى المعنيين في وزارة الزراعة والثروة السمكية والذي تضمن الدعوة إلى معاملة النحل المستورد إلى السلطنة كباقي الحيوانات الأخرى من حيث تطبيق معايير الاستيراد والمواصفات الفنية والمخبرية اللازمة للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية وأي أضرار أخرى قد تؤثر على النحل المحلي إلى جانب مقترح إنشاء محطة لإنتاج الملكات الملقحة في محافظة البريمي للمساهمة في سد احتياجات أصحاب المناحل إضافة إلى نقل مطالبة النحالين للجهات المعنية في وزارة القوى العاملة للسماح بالترخيص لاستقدام أيدٍ عاملة وافدة في مهنة فني تربية عسل وذلك لعدم وجود الكوادر العمانية المتخصصة في هذه المهنة.