العمانية - الشبيبة
كشفت دراسة علمية مصرية الضوء على دور التكنولوجيا الطبية الحديثة في توضيح ملابسات وفاة ملك في مصر القديمة.
وتمكن الخبراء من فحص مومياء الملك سقنن رع - تاعا الثاني بالأشعة المقطعية والتي أجراها عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب بجامعة القاهرة. وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية ، في بيان تلقت وكالة الأنباء الالمانية نسخة منه اليوم: إن البحث نشرته اليوم مجلة Frontiers in Medicine . وحكم الفرعون سقنن رع تاعا الثاني الملقب بالشجاع، جنوب مصر خلال احتلال مصر من قبل الهكسوس الذين استولوا على الدلتا في شمال مصر لمدة قرن من الزمان (1550-1650 قبل الميلاد).
وتم اكتشاف مومياء سقنن رع تاعا الثاني في خبيئة الدير البحري وتم فحصها لأول مرة حينها وكذلك تم دراسة المومياء بالأشعة السينية في ستينيات القرن الماضي.
وأشارت هذه الفحوصات إلى أن الملك المتوفى قد عانى من عدة إصابات خطيرة في الرأس ولكن لا يوجد جراح في باقي الجسد، و قد اختلفت النظريات في سبب وفاة الملك فرجح البعض أن الملك قد قتل في معركة ربما على يد ملك الهكسوس نفسه، وأشار آخرون إلى أن سقنن رع تاعا الثاني ربما قُتل بمؤامرة أثناء نومه في قصره، ورجح آخرون أن التحنيط ربما تم على عجل بعيدا عن ورشة التحنيط الملكية، وذلك لسوء حالة المومياء.
وقدم الباحثان المصريان زاهي حواس وسحر سليم ، في بحثهما، تفسيرا جديدا للأحداث قبل وبعد وفاة الملك سقنن رع، استنادا إلى صور الأشعة المقطعية ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد والتي تم تركيبها بواسطة تقنيات الكمبيوتر المتطورة، فيظهر تشوه الذراعين بأنه قد تم بالفعل أسر سقنن رع-تاعا الثاني في ساحة المعركة، وقيدت يديه خلف ظهره، مما منعه من صد الهجوم الشرس عن وجهه.
وقالت الدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة في جامعة القاهرة والمتخصصة في علم الأشعة القديمة: "هذا يشير إلى أن سقنن رع كان حقاً على خط المواجهة مع جنوده يخاطر بحياته مع جنوده لتحرير مصر".
وكشف التصوير المقطعي لمومياء سقنن رع تاعا الثاني عن تفاصيل دقيقة لإصابات الرأس بما في ذلك جروح لم يتم اكتشافها في الفحوصات السابقة حيث أخفاها المحنطون بمهارة.
واشتمل البحث كذلك على دراسة أسلحة مختلفة للهكسوس محفوظة بالمتحف المصري بالقاهرة وشملت فأسا وحربة وعدة خناجر.
وأكدا الباحثان المصريان تطابق هذه الأسلحة مع جروح سقنن رع تاعا الثاني، فتشير النتائج أنه قتل من قبل مهاجمين متعددين من الهكسوس، أجهزوا عليه من زوايا مختلفة وبأسلحة مختلفة فكان قتل سقنن على الأحرى إعدام احتفالي.
وحددت دراسة التصوير المقطعي أن سقنن رع تاعا الثاني كان يبلغ من العمر قرابة الأربعين عامًا عند وفاته، بناءً على شكل العظام ( مثل مفصل ارتفاق العانة) والذي تم الكشف عنه في الصور ، مما يوفر التقدير الأكثر دقة حتى الآن.