ندوة حول الإمام ناصر بن مرشد بالنادي الثقافي

بلادنا الثلاثاء ١٦/فبراير/٢٠٢١ ٠٨:٥٢ ص
ندوة حول الإمام ناصر بن مرشد بالنادي الثقافي
من الندوة

مسقط - الشبيبة

نظم النادي الثقافي أمس ندوة تحت عنوان: «الإمام ناصر بن مرشد نجاح للوحدة الوطنية» وشارك فيها عدد من الأساتذة والباحثين وتناولت العديد من المحاور حول حياة الإمام ناصر بن مرشد، منها: دوره في الوحدة الوطنية، ودوره في القضاء على الفتن وكذلك تسليط الضوء على حياته.

وشارك الدكتور راشد بن علي بن عبدالله الحارثي، من كلية العلوم الشرعية ببحث بعنوان: «الإمام ناصر بن مرشد وقضاؤه على الفتن» حيث قال في كلمته حول هذا البحث: إن دراسة التاريخ لاستلهامه وأخذ العبر منه لهي من الدراسات التي ينبغي لكل إنسان أن يقوم بها قال تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة) لذا لا غرو أن نجد أنه من أسباب نصرة الأمم أخذ العبرة من تاريخها.

وأضاف قائلا: إن الحضارة العمانية ضاربة في عمق التاريخ منذ قبل الإسلام بل وقبل الميلاد وبها الكثير من النماذج التي يجب على المواطن العماني أن يعتز بها وأن يدرسها دراسة متأنية لأخذ العبر منها وشحذ الهمم للتطور والتقدم ذلك لأنها تدل دلالة لا تدع مجالا للشك على السمو والرفعة التي ينعم بها العماني شعبا وحكومة، ومن هذه النماذج عهد اليعاربة بدأ بالإمام ناصر بن مرشد اليعربي -رضي الله عنه وأرضاه- الذي كان سببا لنهضة الأمة العمانية إلى أن صارت تقارع الدول العظمى في ذلك الوقت ولا شك أنه رضي الله عنه مر بعقبات حتى وصل إلى أهدافه لكنها لم تثن عزمه بل تغلب عليها وحول محنها إلى منح وتثبيطها إلى حافز وعقباتها إلى فرص للنهوض إلى عالم أبرح وفضاء أسمح ومن ضمن هذه العقبات ما قام به بعض الأشخاص من إثارة الفتن وتأليب عوام الناس وغوغائهم بدعاوى فارغة لعرقلة مسيرة نهوض الأمة العمانية وفي الحقيقة إنما فعلوا ذلك إما خوفا على مصالحهم الشخصية ومنافعهم الدنيوية التي بها ضرر على الوطن والمواطن وإما أنهم مدفوعون من أيد أجنبية لا تريد لهذه الأمة النهوض لذا كان هذا الموضوع هو لب هذا البحث ليبين ما لقي الإمام ناصر من فتن وكيف أنه عالجها بالتسامح حينا وبالحزم والعزم حينا آخر حتى استقام أودها وصلح حالها واستكمل نهوضها.

توحيد عمان

فيما قدم سيف المسكري ورقة عمل وبحث بعنوان: « الإمام ناصر بن مرشد اليعربي والوحدة الوطنية المسارات والمآلات (1034هـ/‏‏1624م _ 1059هـ/‏‏ 1649م) وقال فيه: شكل تنصيب الإمام ناصر بن مرشد حدثا مهما في التاريخ العماني الحديث، حيث تظافرت عوامل عدة مكنت هذا الإمام القيادي من العمل على توحيد عمان طوال السنوات الأولى من حكمه، وخوض صراعات حادة مع القوى المختلفة في الداخل، ترمي هذه الورقة إلى أهداف ثلاثة: الوقوف على الأحداث التي سبقت قيام دولة اليعاربة، وانعكاس دلالات مفهوم الوحدة الوطنية على الحقبة محل البحث. استقصاء النهج الذي سلكه الإمام ناصر بن مرشد في سبيل تحقيق الوحدة، وأخيرا الكشف عن مآلات هذه الأعمال وما نتج عنها. عبر محاور ثلاثة: ناقش الأول منها الوضع العام لعمان قبيل تنصيب ناصر بن مرشد اليعربي إماما في المستويات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية، ومفهوم الوحدة الوطنية. والثاني المسارات التي اختطها الإمام ناصر بن مرشد في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية بالمراوحة بين النهجين السلمي والحربي، وأخيرا مآلات جهود الإمام ناصر بن مرشد اليعربي لتحقيق الوحدة الوطنية. معتمدا لأجل ذلك على جملة من المصادر منها المخطوط والمطبوع الذي غطى تاريخ هذه الدولة، إلى جانب المراجع والبحوث العلمية الحديثة.

وقدمت الدكتورة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية ورقة بعنوان: « أضواء على مصادر صحارية تعود لعهد الإمام ناصر بن مرشد (عبدالله بن خلفان بن قيصر، وناصر بن ثاني الرحيلي) وقد تناولت فيها عدة محاور منها: كتاب سيرة الإمام ناصر بن مرشد لمؤلفه عبدالله بن خلفان بن قيصر بن سليمان الصحاري، وقدمت نبذة حول التعريف بالكتاب ، المسمى والهدف من تأليفه - تحقيقه وطباعته - نسخ المخطوط- أهميتهه والقيمة العلمية - أبرز ما ورد فيه من معلومات عن الإمام ناصر بن مرشد.

وجاء في كلمة النادي الثقافي: «لبدء الحديث عن الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ودوره في القضاء على الفتن لا بد من الحديث أولا عن العصر الذي سبق الإمام وعن عصر الإمام مع أخذ نبذة تعريفية مختصرة عنه لذا كان هذا المبحث حول هذا الحديث» .

بويع الإمام ناصر بن مرشد في عام 1034هـ /‏‏ 1624م أي بداية القرن الحادي عشر الهجري والسادس عشر ميلادي وقد كانت عمان قبل هذا التاريخ تخضع لأمراء متناحرين سعوا إلى شرذمة البلاد وتجزئتها مما سهل على البرتغاليين الاستيلاء على الأماكن الساحلية منها بل ويقال أن بعض الأمراء هم الذين دعوا البرتغاليين من أجل القضاء على خصومهم وملخص وضع البلاد في تلك الفترة يوجزه هذا المقال عند بعض المصادر: ( ولبث سيف بن محمد الهنائي في بهلا ومانع بن سنان العميري في سمائل؛ ومالك بن أبي العرب اليعربي في الرستاق، والجبور في الظاهرة، والنصارى في مسكد وصحار وجلفار وصور وقريات، وخربت عمان بعد العدل والأمان، وعاثت فيها الجبابرة، وقل فيها العلم والخير؛ وانضمت العلماء في بيوتها ولازمت سربها.) والحاصل أن عمان قبل الإمام ناصر كانت تعتريها الأحوال التالية: متفرقة إلى دويلات وإمارات متناحرة متحاربة. تخضع معظم المدن الساحلية للاحتلال البرتغالي المباشر. تنتشر بها الفتن الفكرية مثل الخلاف السياسي بين الرستاقية والنزوانية. وتحكمها العصبية القبلية والتحالفات المنبنية على ذلك

وتهدف هذه الورقة البحثية إلى إبراز السيرة الذاتية للإمام ناصر بن مرشد اليعربي من خلال أربعة مباحث يتناول الأول منها نسبه ونشأته، بينما خُصص الثاني لحياته الاجتماعية، في حين يتطرق الثالث إلى حياته العلمية، أما المبحث الرابع فيتناول مبايعته بالإمامة. أما فيما يتعلق بالمنهج المتبع في هذه الورقة فسيكون التركيز على المنهج التاريخي المبني على التحليل من خلال الاعتماد على عدد من المصادر التاريخية والأدبية والفقهية لاسيما تلك المعاصرة لأحداث تلك الفترة سواء أكانت مخطوطة أم مطبوعة.

وفي ختام هذه الورقة سيتم استعراض مجموعة من النتائج التي توصل إليها الباحث، بالإضافة إلى بعض التوصيات التي قد تفيد الباحثين والدارسين في دراسة السيرة الذاتية للإمام ناصر بن مرشد ولاسيما تلك المتصلة بالجوانب الاجتماعية وأثرها على تكوين تلك الشخصية التاريحية.