مسقط - الشبيبة
أطلقت وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية (دائرة التغذية) وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومؤسسة الجسر للأعمال الخيرية صباح اليوم (الاثنين) عبر تقنية الاتصال المرئي بديوان عام الوزارة الحملة الوطنية للرضاعة الطبيعية الخالصة، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتورة فاطمة بنت محمد العجمية وكيلة وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية والتخطيط، بحضور عدد من المسؤولين المعنيين، ومدراء العموم ومدراء الرعاية الصحية الأولية ونقاط ارتكاز التغذية في المحافظات.
تهدف الحملة الوطنية للرضاعة الطبيعية الخالصة الى رفع الوعي بأهمية الرضاعة الطبيعية الخالصة ورفع معدلاتها في السلطنة الى 50% بحلول عام 2025 لتحقيق اهداف التغذية العالمية حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، والتقليل من معدلات المراضة والوفاة لدى الأطفال الأقل من خمس سنوات في السلطنة.
بدأ الحفل بكلمة ترحيبية ألقها الدكتور سعيد بن حارب اللمكي مدير عام الرعاية الصحية الأولية بالوزارة قال فيها: لقد تم التخطيط والإعداد لهذه الحملة طوال العام المنصرم وهي تركز على تناول الطفل حليب أمه فقط دون إضافة أي غذاء أو ماء أو حليب آخر خلال الستة أشهر الأولى من عمره، حيث يعتبر حليب الأم كافِ للرضيع لتحقيق احتياجات نموه الجسدي والعقلي.
وأشار اللمكي: إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للحملة هو رفع معدل الرضاعة بالسلطنة، حيث أشارت الاحصائيات في المسح الوطني لعام 2017 إلى أن معدل الرضاعة الطبيعية الخالصة في السلطنة كان بنسبة 23% وهو معدل منخفض عن المعدل الموصى به عالميا، وهو أن تصل نسبة الرضاعة الطبيعية على الأقل إلى معدل 50%.
وأضاف: يأتي تنظيم هذه الحملة كأحد الحلول الرئيسية، حيث أن نقص الوعي لدى الأمهات لضرورة ممارسة الرضاعة الطبيعية الخالصة كان ضمن أحد الأسباب الرئيسية وانخفاض معدل الرضاعة، فالكثير من الأمهات العاملات يجهلن طرق التخزين السليم لحليب الأم والحلول الأخرى ليتنسى لهن إيجاد طرق مناسبة لتتمكن من مواصلة الرضاعة الطبيعية الخالصة والحصول على فوائدها العظيمة.
من جانبه القى سعادة الدكتور جان جبور ممثل منظمة الصحة العالمية بالسلطنة كلمة قال فيها: لقد أعربت الأمم المتحدة من خلال خطة العمل من أجل التغذية (2016-2025) عن قلقها ما يقارب من طفلين من كل ثلاثة أطفال دون سن الستة أشهر لا يرضعون رضاعة طبيعية حصرية؛ و أن أقل من واحد من كل خمسة أطفال يرضعون رضاعة طبيعية لمدة 12 شهرًا في البلدان المرتفعة الدخل؛ وأن طفلين فقط من بين كل ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين، يتلقون رضاعة طبيعية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لذلك، ينبغي أن يتم حشد الجهود والموارد التقنية والمالية المستدامة والكافية ورسم السياسات الداعمة والوقائية وإرساء التدخلات التنظيمية وكذلك تبني الإرادة السياسية، على مستوى الدول و جعلها جزءًا من الجهود الأوسع لتعزيز النظم الصحية.
وأضاف: لقد عملت السلطنة في العقود الخمسة الماضية من عصر النهضة على نشر مظلة الخدمات الصحية في كافة ربوع السلطنة، وقد اعتمدت مبدأ الرعاية الصحية الأولية كمدخل رئيسي لمختلف مستويات خدمات الرعاية الصحية، كما ركزت على دعم مكونات الرعاية الصحية الأولية من خلال إنشاء ودعم البرامج الصحية الوطنية، مثل برنامج التحصين الموسع، وبرامج رعاية الأمومة والطفولة، ومختلف البرامج التي أسهمت في وصول السلطنة لمستويات راقية من التغطية الصحية الشاملة؛ نالت بها إشادات عالمية وإقليمية.
كما أكدت دينا الخليلي المديرة العامة لمؤسسة الجسر للأعمال الخيرية في كلمة لها أن مشاركة المؤسسة في هذه الحملة تأتي من منطلق ايمانها بأن الرضاعة الطبيعية هي الغذاء الأمثل للطفل حديث الولادة لتعزيز مناعته و حمايته من العديد من الأمراض المزمنة، حيث قامت المؤسسة بالتعاون مع وزارة الصحة ممثلة بدائرة التغذية بالمساهمة في نشر الوعي الصحي الخاص بالرضاعة الطبيعية عبر إعداد الرسائل التوعوية و كتيب الرضاعة الطبيعية وإعداد الفيديوهات التوعوية و بعض مستلزمات الحملة لترويج الرضاعة الطبيعية الخالصة بالإضافة الى دعم تنظيم الورش التدريبية التي تخص صحة الأم والطفل و تدريب الكوادر الطبية ودعمها لتقديم المشورة في الرضاعة الطبيعية.
وأضافت: في ظل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الخاصة بجائحة (كوفيد-19) قامت مؤسسة الجسر في العام المنصرم بتوفير أجهزة شفط الحليب لعدد من الأمهات المصابات بكوفيد 19 بالمحافظات ليتمكن من شفط الحليب واعطائه للطفل في حال عدم قدرة الأم على ارضاع الطفل مباشرة.
وأشارت: أن هذه الحملة تأتي تكاملاً مع الحملة الوطنية للتغذية والمتوقع اطلاقها خلال العام الجاري والتي تستند على نتائج ومؤشرات المسح الوطني للتغذية الذي أجرته وزارة الصحة في عام 2017.
كما تضمن برنامج الحفل على إطلاق شعار الحملة والذي يركز في مضمونة على أهمية الرضاعة الطبيعية الخالصة لنمو الطفل جسمانياً وعاطفياً ونفسياً وحمايته من الأمراض مستقبلاً، كذلك تم عرض مرئي عن الرضاعة الطبيعية والأم العاملة.
هذا وستنظم الحملة الوطنية للرضاعة الطبيعية على مدار العام العديد من الأنشطة التوعوية داخل وخارج المؤسسات الصحية منها المحاضرات التوعوية مع تنفيذ أيام مفتوحة حول الحملة بجميع المؤسسات الصحية وتكثيف الرسائل التوعوية حول الرضاعة الطبيعية الخالصة، وإعداد استشاريات الرضاعة الطبيعية بجميع مستشفيات السلطنة.
وتستهدف الحملة فئة النساء من خلال الزيارات الدورية لعيادات المراكز الصحية والمستشفيات من بداية فترة الحمل الى ما بعد سته أشهر من الولادة وتزويدهن بالنصائح والمعلومات الخاصة بالرضاعة الطبيعية الخالصة وكيفية الاستمرار فيها حتى نهاية الشهر السادس.
كذلك تستهدف الحملة المجتمع بشكل عام والآباء والجدات على وجه الخصوص عن طريق الأنشطة والمحاضرات والفعاليات لرفع الوعي بأهمية الرضاعة الطبيعية وما تتفرد به من مميزات لكل من الام والطفل، لخلق مجتمع مساند للأم المرضعة.
الجدير بالذكر أن آخر الدراسات التي قامت بها دائرة التغذية (المسح الوطني للتغذية 2017) قد أشارت إلى ان معدل الرضاعة الطبيعية الخالصة الى عمر 6 أشهر فقط بلغ 23% رغم الجهود المبذولة، لذا كان لا بد من اتخاذ تدابير وأنشطة من شأنها رفع الوعي في المجتمع وخاصة لدى فئة أمهات الاطفال الأقل من 6 أشهر بأهمية الرضاعة الطبيعية الخالصة، وعلى ضوء ذلك انبثقت فكرة تنظيم الحملة الوطنية للرضاعة الطبيعية الخالصة في جميع المحافظات بالسلطنة لمدة عام كامل.