نيويورك- (رويترز) - كان لمجموعة النشطاء الذين تم إخراجهم من تجمع انتخابي للمرشح الجمهوري الأمريكي المحتمل دونالد ترامب يوم الجمعة بعد احتجاجهم الصامت رسالة ضمنية: لك أن تتوقع تكرار هذا الأمر. واستقطبت روز حامد المسلمة المحجبة أنظار وسائل الإعلام سريعا بعد إخراجها من تجمع انتخابي عقده ترامب في ساوث كارولاينا. وقال مارتي روزنبلاث وهو محام متخصص في شؤون الهجرة كان يقف صامتا إلى جوارها خلال تلك الواقعة "فلنقل إنه إذا عاد السيد ترامب إلى منطقتنا فربما نكرر الزيارة." وكان ترامب قد دعا في ديسمبر كانون الأول إلى منع دخول المسلمين للولايات المتحدة مؤقتا بعد هجمات باريس التي قتل فيها مسلحون وانتحاريون ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية 130 شخصا. ولقيت تصريحاته إدانة واسعة من قبل سياسيين أمريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وقال كثيرون إن مثل هذا الحظر غير عملي ومن المرجح أنه غير دستوري. وكثيرا ما تشهد التجمعات التي يقيمها ترامب محاولات لإفسادها من جانب محتجين يرددون هتافات ويرفعون لافتات. غير أن مجموعة المحتجين التي ظهرت في تجمع روك هيل بولاية ساوث كارولاينا اتخذت خطا مختلفا. وشارك روزنبلاث أيضا في احتجاج خلال تجمع انتخابي عقده ترامب في الرابع من ديسمبر كانون الأول في رالي بولاية نورث كارولاينا وسرعان ما تم طرد المجموعة بعد ترديدها هتافات.
وقال "لذا أخذت أفكر.. ما سيحدث إن نحن وقفنا في صمت؟" وخلال تجمع أقامه ترامب في أيكن بولاية ساوث كارولاينا في منتصف ديسمبر كانون الأول حاول بضعة نشطاء الاحتجاج بالوقوف صامتين وهم يرتدون ملابس عليها نجوم صفراء وتحمل رسائل مثل "أوقفوا الهلع من الإسلام". أما الغرض من النجوم فكان استحضار النجوم التي كان اليهود يرغمون على وضعها على ملابسهم في ألمانيا النازية. وقال روزنبلاث إن الحرس ظل لدقائق لا يعرف كيف يتعامل مع الموقف وبخاصة لأن المحتجين لم يعرقلوا سير التجمع الانتخابي. ونجح الاحتجاج بقوة لدرجة دفعت النشطاء لتكرار التجربة يوم الجمعة الماضي. وبينما كانت الكاميرات مسلطة على روز حامد وروزنبلاث وقف ستة آخرون على مبعدة بضعة صفوف منهما وهم يضعون نجوما صفراء على ملابسهم. وأيضا أخرجهم الحرس من المكان. وقالت روز حامد -وهي مضيفة طيران عمرها 56 عاما- في اتصال تليفوني أمس الاثنين إنها لم تشارك في التخطيط للاحتجاج لكنها قررت الذهاب إلى التجمع في يوم عطلتها بعد أن تلقت رسالة بالبريد الإلكتروني من محتجة أخرى تدعى إديث جاروود. وأضافت حامد التي ترأس جماعة اسمها (مسلمات كارولاينا) "أبلغتني أنها تنوي المشاركة في احتجاج صامت. وقلت لها هذا ما أود فعله." وأقرت بأن هذا الاحتجاج مثله مثل أي محاولة لتوجيه رسالة سياسية كان يهدف لجذب أكبر قدر ممكن من الأنظار.
وقالت "اخترت ذلك المكان الاستراتيجي" وهو الوقوف خلف ترامب مباشرة. وكان المرشح المحتمل يلمح حينها إلى أن اللاجئين الفارين من العنف في سوريا ربما كانوا على صلة بمتشددي الدولة الإسلامية. ولم يلتزم كل فرد في المجموعة الصمت. فجبريل هاو -وهو نشط من تشارلوت وصديق لروز حامد- قرر أن يهتف "الإسلام ليس هو المشكلة" وقال إنه تم إخراجه من المكان عنوة. ولم تعلق حملة ترامب على الاحتجاجات. وشهد تجمع انتخابي في نيوهامبشير أمس الاثنين محاولة تعطيل واحدة حين أصدر رجلان أصوات عواء ثم أخرجهما الحرس من المكان.