كرست حياتها لمحاربة أشرس أنواع السرطان.. عمانية ضمن فريق بحثي عالمي

وكالات - الشبيبة

يحتفل العالم في هذا اليوم 11 فبراير باليوم العالمي للمرأة في مجالات العلوم، وتلتقي الجزيرة نت باثنتين من أبرز النساء العربيات في مجالات العلوم؛ البروفيسورة نور شاكر دكتورة الذكاء الاصطناعي، والتي حصلت على وسام النجمة الذهبية الرفيع من رئيسة وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي، وأدرجت في قائمة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كواحدة من أفضل المخترعين دون سن الـ35، وصاحبة أبحاث الذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية والذي يعد من أندر العلوم التي يعمل عليها النساء والرجال في العالم.

كما حاورت الجزيرة نت الدكتورة منى الحبسي باحثة المناعة والشيخوخة التي كانت ضمن فريق البحث العلمي للدكتور توسكو هونغو الفائز بجائزة نوبل للفسيولوجيا عام 2018 عن اكتشافهم علاج مناعي جديد للسرطان.

منى الحبسي عمانية في فريق نوبل

مرت 3 أعوام على حصول فريق تاسوكو هونغو على جائزة نوبل للفسيولوجيا، بعد توصلهم لعلاج سرطان الجلد والرئة من خلال العلاج المناعي، وعلى مدار هذه السنوات توسعت العمانية منى الحبسي -أحد أعضاء الفريق العلمي- في تقديم المزيد من الأبحاث عن دور العلاج المناعي في علاج سرطان الثدي الذي تم التصديق عليه بالفعل.

وتقوم الآن بالتجارب لإثبات فاعلية العلاج في سرطان القولون والمستقيم، الذي يعد الثاني في قائمة السرطان المسبب للوفيات بالولايات المتحدة الأميركية.

ما زالت التجارب في مرحلة الاختبار على الحيوانات المخبرية، ولكنها تحمل بين طياتها نتائج مبشرة، كما أضافت الحبسي إلى أبحاثها شقا جديدا وهو دور العلاج المناعي في الحد من أمراض الشيخوخة وتقدم السن.

تقوم الحبسي بالتعاون مع فريق البحث بمواصلة البحث على الأورام التي لا تستجيب للعلاج والتي تبدو أكثر شراسة، ليتمكنوا من التوصل إلى مناورات وإستراتيجيات علمية جديدة لعلاج يمكنه التغلب على تلك الأورام، وتجدر الإشارة إلى أن تلك السيمفونية العلمية والبحثية تدور في معمل البروفيسور تاسوكو هونغو.من الشام إلى أرفع الأوسمة

صدمة فقد وراء الشغف العلمي

شعرت الحبسي بدوافع اجتماعية، حيث فقدت العديد من الأهل والأصدقاء في معركتهم ضد السرطان، فقررت أن ترتدي عباءة محارب السرطان من خلال المعمل والبحث الجيني لتحمي المزيد من العائلات من نزيف الفقد الناتج عن وفيات مرضى السرطان.

ساعدتها عائلتها، لا سيما والدتها التي دائما ما كانت تدفعها لتتبع حلمها، ولم يكن صعبا عليها أن تخبر أسرتها خبر سفرها وحيدة بعد حصولها على منحة دراسية باليابان، وذهبت دون أي ردود فعل سلبية، إذ قوبل شغفها العلمي بدعم من قبل الأسرة.

وعن نصيحتها الشابات اللاتي يتطلعن للحصول على منح دراسية في مجالات البحث العلمي، فهي تعتقد أن رغم اعتماد المنح بالأساس على الدول التي تأتي منها الباحثات، فإنها ترى العديد من المنح التي تطلقها الحكومة اليابانية باستمرار، وتفضل الحبسي تلك المنح بسبب كونها تعطي الباحثات مساحات مفتوحة من اختيار مجال البحث العلمي المفضل لديهن، والحرية في اختيار نوع البحث.كشفت نور شاكر للجزيرة نت النقاب عن المزيد من الإنجازات التي حققتها، إذ عملت مؤخرا في أبحاث الذكاء الاصطناعي المتعلقة بتطوير خوارزميات تسمح بعمل العديد من التجارب على خلايا سرطان الدماغ، من أجل اكتشاف العلاج الأكثر فاعلية بين العلاجات المعتمدة للسرطان.

تعتمد تلك الخوارزميات على تجربة كل العلاجات الكيميائية والإشعاعية والمناعية المتاحة، لتقديم تقرير عن أثر تلك العلاجات على الورم السرطاني وأيهم أكثر فاعلية، وهو الأمر الذي يوفر رحلة علاج طويلة لتحديد أكثر العلاجات فاعلية لكل مريض.

من الشام إلى أرفع الأوسمة

كشفت نور شاكر للجزيرة نت النقاب عن المزيد من الإنجازات التي حققتها، إذ عملت مؤخرا في أبحاث الذكاء الاصطناعي المتعلقة بتطوير خوارزميات تسمح بعمل العديد من التجارب على خلايا سرطان الدماغ، من أجل اكتشاف العلاج الأكثر فاعلية بين العلاجات المعتمدة للسرطان.

تعتمد تلك الخوارزميات على تجربة كل العلاجات الكيميائية والإشعاعية والمناعية المتاحة، لتقديم تقرير عن أثر تلك العلاجات على الورم السرطاني وأيهم أكثر فاعلية، وهو الأمر الذي يوفر رحلة علاج طويلة لتحديد أكثر العلاجات فاعلية لكل مريض.يحتاج ذلك التطبيق، بحسب نور شاكر، إلى دراية موسعة بالبرمجيات والذكاء الاصطناعي وخلفية طبية جيدة ومزيد من التطبيقات الصيدلانية، وهي المجالات التي عرضت على شاكر وقت التخصص الجامعي ولكنها آثرت علوم الحاسوب في البداية، ولم تكن تعلم أن بعد كل هذه السنوات سوف تحقق انتصارا علميا عظيما بالدمج بين تلك العلوم.

بدأ شغف نور حول هذا الدمج بسبب دوافع شخصية حيث أصيبت والدتها بسرطان الرئة وشعرت نور في ذلك الوقت أن عليها أن تجد حلا قطعيا وعلاجا لهذا المرض، الأمر الذي تصفه نور بأنه كان حافزا يفوق كل الأوسمة والجوائز العلمية التي حصلت عليها، إنقاذ حياة من نحب هو الأغلى والأثمن على الإطلاق، وبالفعل بدأت نقطة التحول من هنا من برمجة الحاسوب والذكاء الاصطناعي إلى رحلة البحث عن علاج الأورام الخبيثة.

وصفة التوازن في كبسولة

وبالانتقال إلى تجربتها الحياتية والاجتماعية في الوصول لما تحلم به كل امرأة عاملة وهو التوازن بين حياتها الأسرية والمهنية، أخبرتنا نور شاكر عن سر ذلك التوازن، وكيف ساهم محيطها في تحقيق التوازن وكيف اعتادت طفلتها على تقبل انشغال والدتها، ولكن كل هذه الإيجابيات هي الجانب المشرق من القصة التي حملت الكثير من العقبات، لأنها تعلم أن التجربة هي أساس الوصول إلى نتيجة وأن البحث العلمي هو سلسلة من الإخفاقات والنجاحات المتتالية، وعليها ابتكار طرق لتخطي العقبات تماما مثل التجارب.

العقبات

عانت نور من العنصرية في إحدى الجامعات التي عملت بها، وحرمت من الحصول على ترقية مستحقة بسبب خلفيتها العرقية والدينية، وقررت اتخاذ موقف صارم واعترضت وقدمت استقالتها لتستقبلها جامعة أخرى أكثر رحابة ودون عنصرية، ولكن هذا لم يثنها عن العمل بنفس الوتيرة والشغف، لأنها تعلم تماما أن الحياة ليست وردية.

وعن نصيحتها للشابات اللائي يفكرن في خوض مسيرة البحث العلمي، تقول "عليهن عمل خطة زمنية بإنجازات محددة وملموسة، أين يجب أن تكوني بعد 10 سنوات، ما الذي يجب أن تنجزها خلال ذلك، الحياة دون قياسات ملموسة ومحددة تفتقر للخطة التي هي أساس النجاح".