رخيوت - علي باقي
في إطار الجهود التي يبذلها فريق ظفار للمغامرات بهدف الاطلاع واكتشاف مكنون عمان البيئي ومعرفة أسرار تفاصيل البيئة في مختلف المواقع من السلطنة قام الفريق بتاريخ 1/1/2021 بالنزول إلى حفرة إذابة شعت الواقعة في ولاية رخيوت من خلال الحبال ومعدات التسلق الذي يصل ارتفاع الحفرة الى 120 متر وحسب ما اطلع عليه الفريق من مصادر سابقه إن ما تم اكتشافه هو ما يقارب 200 متر فقط من كهف الحفرة من قبل مجموعات أخرى وهو الوصول إلى بركة ماء عميقة بجانب شلال يصل طوله الى 7 أمتار ونظرا لصعوبة الوصول إلى الداخل أي بعد 200 متر من الرحلة الأولى جهّز الفريق مختلف المعدات والمؤمن ليقوم هذه المرحلة بمغامرة داخل الحفرة وكان ذلك خلال الأسبوع الماضي حيث نزل الفريق مرة أخرى إلى حفرة الإذابة ومكث فيها 58 ساعة وواصل الاستكشاف الى مسافة تصل الى 1400 متر سباحة ونزول بالحبال مرورا بعدة تحديات سواء كانت برك مائية عميقة أو شلالات مائية أحيانا سباحة وأحيانا تسلق عبر الحبال وساند الفريق مجموعة أخرى وهو فريق الدعم المتواجدا في أعلى الحفرة لإمداد الفريق بما يحتاجه من مؤن حيث كان الاستكشاف مذهل يحتوي الكهف على برك مائية وشلالات ومغارات على شكل غرف كبيرة تحتوي على نوازل جميلة جدا.وما يدلك على روعة المكان وضخامته هو مدخل الكهف الذي يصل ارتفاعه الى 75 متر.
ومن الأشياء الجميلة والغريبة في نفس الوقت أن تجد مثل هذه المخلوقات الجميله والتشكيلات الصخرية العجيبة بداخل عمق هذه الحفرة التي تأخذك من الدخل إلى ممرات وأودية وكهوف ومغارات مختلفة تكاد أن تكون الحياة بداخلها شي من الخيال.
وأوضح الفريق بأنه كان في استقبالنا قبل الدخول إلى الممرات والبرك المائية زوج من الأفاعي من نوع الكوبرا برتقالية اللون وما زلنا مستغربين من تواجدهن في ذلك المكان الذي لم نرى فيه أي من المخلوقات الأخرى التي من الممكن أن تتغذى عليه غير الماء وحشرات صغيرة جدا.
وليست هذه المرة الأولى لدخول فرق المغامرات حيث سبق وأن دخل مجموعة من المغامرين إلى هذه الحفرة خلال بداية الثمانينيات ولعدة مراة وكان انذاك بأدوات بسيطة جدا لم يتمكنوا من التعمق في مجرى وممرات الحفرة من الداخل التي تمتد قنواتها لأكثر من 3 كيلومترات حسب ما أفادوا به البعض منهم ومع تواجد هذه النخبة من هواة المغامرة والاستكشاف وهو فريق ظفار للمغامرات أفاد الفريق بكل هذه التفاصيل عن ما هو داخل هذه الحفرة والتشكيلات البيئية الواقعة بداخل هذا الموقع.
عبدالحكيم بن عامر المعشني رئيس فريق ظفار للمغامرات متحدثا للشبيبة قائلا: بداية نشكركم على هذه التغطية لابراز دور هذا الفريق لاظهار أسرار عمان البيئية والتضاريس المختلفة التي من الصعب الوضوع اليها عامة الناس حيث نهدف إلى استكشاف جمالية محافظة ظفار خاصة والسلطنة بشكل عام وابراز المعالم السياحية المختلفة من خلال هذا المكنون الذي تنفرد به السلطنة ولازال الكثير منه غير معروف وغير واضح أمام السائح وتغيير ايضا مفهوم السياحية الموسمية إلى سياحة دائمة في مختلف ربوع السلطنة حيث تنفرد السلطنة بجيلوجية فريدة من نوعها ومن أهداف الفريق أيضا توسيع قاعدة سياحة المغامرات وبناء فرق قادرة على الاستكشاف والمغامرة وفق دورات وإليه واضحة ومن أكبر التحديات التي نواجهها في الاستكشاف وجود بعض الأماكن التي تتطلب تسلق حر أو عوض والتي تأخذ منا وقت وجهد لتأمين سلامة الفريق وكذلك وعورة بعض المسارات وللمغامرات شغف لا ينتهي وللاستكشاف متعة لا يمكن تصورها تأخذك عن صخب المدينة والروتين اليومي لتجدد طاقتك وهمتك حتى تصبح قادرا على العطاء والإنتاجية بشكل أكثر فاعلية.
كما تحدث محمد بن محاد باقي من سكان المنطقة قائلا: جزيل الشكر لفريق ظفار للمغامرات على هذا الدور الايجابي في اكتشاف ما هو بداخل تلك المواقع الصعبة التي يتشوق الكثير منا لمعرفة ما بداخلها من جبال وكهوف وحفر كبيرة وهنا افادنا هذا الفريق بكل التفاصيل المختلفة عن الحياة المختلفة والتضاريس النادرة التي تكمن بهذه الحفرة وللعلم نزلوا عدة أشخاص من الجنسيات الأوربية وأيضا مجموعة من المغامرين العمانيين خلال السنوات الماضية ويتضح لنا بأنه لم يتمكنوا من المغامرة والسباحة أو التسلق لمسافة كبيرة.ولكن هذا الفريق أظهر لنا الكثير من التفاصيل من خلال الصور نتمنى من الجهات المعنية الأهتمام والدعم بمثل هذه الفرق التي تساهم في إثراء الجانب السياحي واكتشاف تلك البيئات التي تنشط الحركة السياحية في مختلف ربوع السلطنة.
وما زالت حفرة اذابة شعت في طور الاستكشاف من قبل الفريق الذي يخطط لتكملة هذا المشوار بداخل هذه الحفرة التي تتفرع الى مسارات مختلفة منها الى الشلالات والأخرى الى كهوف ومغارات ويعتبر هذا الاستكشاف انجاز كبير للفريق حيث يشكروا الفريق أهالي المنطقة على المساندة والتفاصيل المبدئية وحسن الضيافةو يعمل الفريق على استكشاف طبيعة ظفار وإظهار جماليتها واستكشاف المزيد في قادم الايام باذن الله تعالى.