العمانية - الشبيبة
يعد مجتمع "كوريدوغاو" المسجّل منذ عام 2012 في التراث العالمي لليونسكو آخر أسياد الضحك في مالي. وفضلا عن دورهم في إسعاد الناس من خلال إبهاجهم وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، يعمل هؤلاء المهرجون على تسوية النزاعات وتخفيف حدة التوتر بين الأطراف المتنازعة.
ويشارك أحد أفراد الطائفة -وهو "موديبو كوناتى"- في مهرجان "مالي" الذي يقام في ولاية "أسون" الفرنسية جنوب باريس، حيث يعرض مهاراته أمام تلامذة المدارس.
ففي ردهة الثانوية المهنية "آندرى-ماري آمبير"، تم تزيين الحيطان بصور ضخمة لأبناء "كوريدوغاو"، في حين وُضعت على الأرضية منحوتات مثيرة مكونة من القماش الملون وبقايا أشياء متنوعة وتمثل أشخاصا متحركين يشبهون أفراد هذه الطائفة.
وفي وسط المنحوتات، قدم "موديبو كوناتى" عروضا أمام التلاميذ الذين جلسوا غير بعيد منه تفصل كل واحد منهم عن زميله مسافة كافية لتطبيق تعليمات الوقاية المتعلقة بجائحة فيروس كورونا المستجد.
ويبدأ العرض بصرخة أطلقها الراقص وهو يتحدث إلى المنحوتات على أنغام موسيقى للملحن المالي "شيخن سيسوغو".
وتعني عبارة "كوريدوغاو" باللهجة المحلية "مجتمع النسر" الذي يشير بالنسبة لأبناء هذه الطائفة إلى الانبعاث. إذ تقول الأسطورة عند هذا المجتمع إن الطائر عندما يشيخ يختبئ في حفرة داخل شجرة ويغير ريشه لينبعث مجدداً في شكل أقوى وأكثر تحمُّلا.