مسقط - أمل الجهورية
أكد سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة لبرنـامج "أبعاد ثقافية" الذي تقدمه إذاعة الشبيبة بالتعاون مع النادي الثقافي، أن مشروع استراتيجية القطاع الثقافي جاء مواكبة لمتطلبات تحقيق رؤية "عمان 2040" التي كانت واضحة في أهدافها وتوجهاتها فيما يخص الشأن الثقافي، وبناءً عليه قامت الوزارة باستطلاع التوجهات في هذا الجانب مع المختصين بالشأن الثقافي وتحليلها ، وخرجت الوزارة برؤية واضحة ومجموعة من القيم والمحاور فيما يخص بناء تلك الاستراتيجية .
وأكد أن الصورة العامة للاستراتيجية مكتملة، تهدف في مجملها بأن تكون عمان وجهة ثقافية وأن تكون الهوية العمانية الراسخة ما يشد إليها،و تستند الاستراتيجية في مرتكزاتها على تعزيز قيم المواطنة والهوية والثقافة الوطنية، وتسعى إلى إرساء ثوابت مجتمع معتزّ بهويته ومواطنته وثقافته وتوثيقه ونشره عالميّا وإلى التأكيد على أهمية تفعيل منظومة شراكة مجتمعية تعزّز الهوية والمواطنة والترابط الاجتماعي وتواكب المستجدات المعرفي والمتغيرات التقنية ، كما تسعى إلى إبراز دور الثقافة والفنون في المساعدة على تحقيق التنمية المستدامة والتلاحم الاجتماعي في آن معا مرتكزة على استثمار مستدام يسهم في نمو الاقتصاد الوطني موازية لمجتمع متمكن من تقييم المعرفة ونقدها وتوظيفها وانتاجها ونشرها.
وعن الشراكة من أجل تحقيق أهداف الاستراتيجية محليا.. اقليمياً ... دولياً أوضح سعادة وكيل الثقافة : بأن هناك خطة واضحة وضعتها الوزارة للتعريف بالاستراتيجية على مستوى الوزارة وكذلك المحافظات من أجل إيصال أهدافها وغايتها وتحقيق الشراكة بين المؤسسات والأفراد مع الوزارة لترجمة الاستراتيجية بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب والمؤسسات الأخرى
وأشار بأن الشراكة ستنقسم إلى عدة مجالات على المستوى المحلي مع جهات حكومية وبين قطاع خاص ، أما على المستوى الخارجي فأشار بأن هناك شراكة خارجية مع دول مجلس التعاون والمنظمات الدولية ، حيث تتوائم هذه الاستراتيجية في توجهاتها مع الاستراتيجية الخليجية في مجال الثقافة ، ومع توجهات الأمم المتحدة في مجال التنمية المستدامة ، وأهدافها مرتبطة بصورة كاملة ،وعن الشراكة مع القطاع الخاص محلياً أشار البوسعيدي بأن هناك برامج حقيقية سترى النور في القريب العاجل منها حتي إدارة بعض المنشآت الثقافية ستسلم للقطاع الخاص ، وفي هذا منفعة متبادلة للطرفين للمثقفين ولأصحاب الأعمال من الطاقات الشبابية
التنوع الثقافي ، استثمارٌ في الداخل وتعزيز لمكانة السلطنة في الخارج
أوضح سعادة السيد وكيل الثقافة بأن السلطنة تزخر بالكثير من التنوع في بيئاتها المختلفة ، وتباين تلك البيئات وتوزع الأفراد في تلك البيئات ساعد على تنوع أشكال التعبير الثقافي ،وهذا أوجد الكثير من المفردات الثقافية فيها ، هذا بالإضافة إلى ثراء التاريخ العماني ، وامتداد الامبراطورية العمانية خلال حقب زمنية مختلفة ، وانفتاحها إلى الخارج أدى إلى نقل هذه الثقافات وجلب ماهو مفيد والتعرف إليها والسلطنة بمكنونها الثقافي الكبير يمكن أن يستخدم بصورة فاعلة جداً في التعريف بالسلطنة والتأكيد على وضعها في الخرائط الاقتصادية الدولية والثقافية الدولية والسياحية ، والتنمية المستدامة بصورة أو بأخرى .
واستطاعت السلطنة تصدير منجزاتها الثقافية إلى الخارج من خلال المشاركة الفاعلة لأبناء عمان ، وتحقيقهم للكثير من المراكز المتقدمة في العديد المحافل الدولية ، وكان لحضور السلطنة ومشاركتها في البرامج الدولية تم التعريف بالموروثات العمانية مما كان له الأثر البالغ في التعرف بالخطوط الواضحة للثقافة العمانية في الخارج مما انعكس على تعزيز مكانة السلطنة والتعريف بالثقافة والمثقف العماني .رؤية عمان 2040 والمجال الثقافي :
وعن الجوانب المرتبطة برؤية عمان 2040 والجانب الثقافي منها فأشار سعادة وكيل الثقافة : أن الرؤية أكدت في محور الإنسان والمجتمع وفيه توجيه استراتيجي حول الهوية والمواطنة والتراث الثقافي ، وأكدت على أهمية هذه الركائز وعليه تقوم الجهات المعنية بموائمة برامجها ضمن هذه التوجهات لترجمة أهداف رؤية عمان 2040 من خلال خطط وبرامج تنفيذية ، كما أن الثقافة والتنمية المستدامة من المحاور المهمة التي تنظر إليها الوزارة ، وكذلك البيئة لها ارتباط وثيق بالمثقف والمبتكر والمبدع ، وعليه فإن الوزارة تستحضر كل هذه الجوانب وفق استراتيجية تعمل عليها لتحقيق تطلعات 2040 في القطاع الثقافي .
الاستثمار الاقتصادي للثقافة.
وحول توجهات الوزارة نحو فتح وتعزيز مجالات الاستثمار الثقافي فقال سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل الثقافة بأن الوزارة تعمل ضمن خططها وبرامجها من أجل التوجه نحو تعزيز الاستثمار الثقافي من خلال تهيئة الفرص والمشاريع التي تصب في مجال استثمار الثقافة وهناك مشاريع قد تصل إلى مجال صناعة السينما واستثمار البيئة العمانية في تصوير مسلسلات الأفلام العالمية والترويج لعمان سياحيا ، وقد تصل لمراحل أخرى في الفنون المتصلة بالصناعات الحرفية ، وهناك الابتكارات التقنية في مجال الثقافة من خلال تهيئة المبتكرين الشباب وتوجيه الأفكار التقنية نحو المفردات الثقافية .
وزارة للشباب والثقافة والرياضة
وأكد البوسعيدي بأن وجود الثقافة والشباب والرياضة والشباب في وزارة واحدة ساهم في الوصول الأسرع لأكبر قد ممكن من الشرائح المستهدفة، كما أن في ذلك استغلال أمثل للمرافق المتاحة ، كما أن التنسيق بين المشاريع والبرامج الثقافية والرياضية لخدمة الشباب اصبح أكثر وضوحاً ؛حيث تمت دراسة الموائمة بين هذه البرامج للخروج بصورة حديثة تظهر خلال الأشهر المقبلة وهذا الدمج يصل للجميع أعطى الوزارة المساحة الأكبر لتقديم خدماتها لقطاع الشباب بصورة أسرع واكثر وصولاً إليهم ، واكد بأن الشباب العماني أثبت خلال المراحل الماضية وأنا أثق أنه في المراحل القادمة كذلك معرفة واسعة ، حماس كبير ، وكذلك انجز ونراه في المحافل الدولية يحقق نتائج نستمع للكثير من أفكارهم ونستفد من أفكارهم التي نجدها قابلة للتبني وقابلة للتنفيذ.
الحراك الثقافي يتجاوز الأزمات بالتقنية ..
وعن الحراك الثقافي الذي شدته السلطنة في ظل جائحة كورونا فقال : الوضع العالمي الذي عايشناه مؤخراً بسبب مافرضته جائحة كورونا شهد الكثير من الحراك والنشاط الثقافي الافتراضي ، وهو استثمار جيد للتقنيات واستطاع أن يربط قضايا الثقافة المحلية بالقضايا الإقليمية والعالمية بسبب تواجد جميع الأطراف عبر تلك التقنيات ، ومن خلال هذا النوع من التواصل استطعنا أن نشهد حوار لشخصيات لم نكن لنضمن حضورها فعلياً لظروف مختلفة أما اليوم فقد سهلت هذه التقنيات الحصور الثقافي ، ونتطلع ان يستمر هذا التواصل الثقافي الافتراضي حتي بعد عبور الجائحة لما له من أهمية ، وقد يستفاد منه بشكل اكبر في الكثير من المجالات الأخرى أيضا .
التوجه نحو اللامركزية يعزز الانتشار الثقافي ويبرز الطاقات الثقافية
أكد سعادة السيد وكيل الثقافة : أن عمل الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة بالشان الثقافي من خلال أفرع لها في المحافظات يهدف إلى الوصول إلى المبدع والفنان المثقف العماني وصقل تلك الطاقات وفتح المجالات أمامها فكلما كانت التعاون وثيقا فكلما كانت الفائدة اشمل وأعم ، والوزارة تضع الآن نصب أعينها فتح مجلات أكبر لمثل هذه الآلية في العمل مع التركيز على وضع الأطر التنظيمية المناسبة لدفع الحركة الثقافية .
الإعلام شريك حقيقي وهو النافذة التي تطل من خلالها المفردات الثقافية
وعن دور الإعلام في إبراز المنتج الثقافي ، وتعزيز الوعي به ذكر سعاد وكيل الثقافة بأن الإعلام له دور كبير وهو يعد شريك أساسي وهي النافذة التي نطل من خلالها للجميع ،وقد قدم الإعلام دورا كبيرا واليوم مع وجود الإعلام الجديد ومنصات التواصل الاجتماعي ينبغي أن تكون لدينا منصات حقيقية محددة ومنظمة ومسوق لها ،تثري المتابعين وتصل إليهم في الجوانب ذات الصلة بالمفاهيم الثقافية بالموروث الثقافية بحيث يكون المتلقي واع وقادر على التصدي لأي موجات مختلفة ترسل من خلال أدوات إعلامية بصورة أو بأحرى وعليه فإن العبور بالرسالة الثقافية عبر وسائل الإعلام مهمة جداً .
ومما يشار إليه أن البرنامج الثقافي " أبعاد ثقافيه "الذي بيث عبر الشبيبة بالشراكة مع النادي الثقافي يعنى بتوجيه الحوار نحو القضايا الثقافية ، والتحولات في المشهد الثقافي بجميع مجالاته الفكرية والمعرفية والأدبية منطلقاً من الأهداف والرؤى الوطنية في مجال استدامة قطاع الثقافة وتعزيز فرص الاستثمار فيه ، ويفرد المساحة للنقاش في الكثير من الموضوعات ذات الصلة بتوجهات الرؤية المستقبلية عمان 2040 مستفيداً من خطة عمل النادي الثقافي للفترة الحالية 2021م ،مستثمراً وجود الشخصيات الفكرية والثقافية داخل السلطنة وخارجها للحديث عن تلك القضايا واستعراض التجارب الرائدة فيها، وذلك وفق حلقة أسبوعية تبث كل أربعاء في تمام الساعة الثامنة مساء.