الرياض - - واس - وكالات
أعلنت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها عن إعدام 47 شخصا أدينوا «بالإرهاب» ومن بين الذين تم إعدامهم أمس السبت محكومون بعمليات أسفرت عن سقوط قتلى تبناها تنظيم القاعدة في 2003 و2004م.
ويحمل 45 شخصا من الذين أعدموا الجنســــــية الســعودية، إضافة إلى تشادي ومصري، وجهت لهم تهمة اعتناق ما وصفــــه بيان الداخلية السعودية بالفكر التكفيري وتنفيذ هجمات على مجمعات سكنية.
واتهمت الوزارة المحكوم عليه بالإعدام «بقتل وإصابة العديد من المواطنين ورجال الأمن والعديد من المقيمين والتمثيل بجثثهم، والشروع في استهداف عدد من المجمعات السكنية في أنحاء المملكة بالتفجير، وفي تسميم المياه العامة، وخطف عدد من المقيمين بهدف قتلهم والتمثيل بجثثهم، وتصنيع المتفجرات وتهــــريبها إلى المملكة، وحيازة أسلحة وقنابل مصنعة محليًا ومستوردة، وحيازة مواد متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية وشديدة، وحيازة قذائف وصواريخ متنوعة».
ونسبت إليهم تهم عديدة، أبرزها «اعتناق المنهج التكفيري والانتماء لتنظيمات إرهابية، والقيام بعدة هجمات بينها تفجير مجمعات سكنية». كما شملت التهم -بحسب البيان- «استهداف مقرات الأجهزة الأمنية والعسكرية» و»السعي لضرب الاقتصاد الوطني، والإضرار بمكانة المملكة وعلاقاتها ومصالحها مع الدول الشقيقة والصديقة»، و»الدعوة لإشاعة الفوضى والتحريض على أعمال العنف والتخريب، وإثارة الفتنة وإذكائها».
وذكرت وزارة الداخلية أنها نفذت حد الحرابة في أربعة أشخاص، بينما قتل باقي المتهمين تعزيرا. وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أن المملكة «لن تتوانى عن ردع كل من يهدد أمنها وأمن مواطنيها والمقيمين على ترابها، أو يعطل الحياة العامة، أو يعيق إحدى السلطات عن أداء واجباتها المنوطة بها في حفظ أمن المجتمع ومصالحه، أو يؤلب خفية أو علنا على الفتنة والمنازعة، ومواقعة أعمال الإرهاب، أو يدعو إلى إحداث الفرقة وتمزيق وحدة المجتمع، وتهديد السلم الاجتماعي فيه، أو الإخلال بأمنه ونظامه العام».
وتضــــــــم اللائحة أيضا فارس آل شويل الذي كــــــانت وسائل إعلام سعودية قدمته على أنه رجل بارز في تنظيم القاعدة في المملكة حيث أوقف في أغسطس 2004.
وكان فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية حذر في الأول من ديسمبر السعودية من إعدام عدد من المحكومين بتهم الإرهاب والانتماء إليه. وقال التنظيم في بيان تداولته حسابات مؤيدة له على مواقع التواصل الاجتماعي «تبادر إلى مسامعنا في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب نبأ الإعدامات التي تنوي الحكومة السعودية تنفيذها في أسرانا في سجونها».
وهذه أول أحكام بالإعدام تنفذ في 2016 في المملكة العربية السعودية التي نفذت عقوبة الإعدام في 153 شخصا العام الفائت، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
من جــــــانبه؛ شدد عضو هيئة كبار العلماء السعودية المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله بن محمد المطلق على أن تنفيذ الأحكام الشرعية اليوم بحق 47 شخصًا من الفئة الضالة، يجسد تطبيـــــق حدود الله ضد المفسدين في الأرض الذين دمروا ما أراد الله عمارته وأفسدوا ما أراد الله إصلاحه مؤكدا أن الإعدامات هي «علاج للمفسدين في الأرض».
وقال المطلق في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس) أمس السبت إن «تنفيذ الحدود الشرعية فيه علاج لكل من تسوّل له نفسه أن يفسد في الأرض، وفيه ردع وإحجام للمفسدين الذين يريدون الإفساد في الأرض ويعملون على نشر فسادهم».
وأضاف المطلق وهو يشغل منصب عضو اللجنة الدائمة للإفتاء والمستشار في الديوان الملكي السعودي:
«لقد شــــــــهدت بلادنا ويلات عظيمة من هــــــــذه الطغمة الفاسدة جرّاء ما ارتكبوا من أعمال قتل للأبرياء من رجال الأمن وغيرهم، وتخريب للمنشآت، وتشويه لسمعة الإسلام والمسلمين، وترويع للآمنين».
وأكد أن «جزاءهم ما قضت به المحاكم الشرعية وما توصل إليه القضاة الذين درسوا قضاياهم بتمعن، وسمعوا منهم من غير إضرارهم وناقشوهم واطلعوا على البينات التي تدينهم، ليتم التوصل بعد النظر في الأدلة الشرعية، والبحث والتحرّي في الأحكام إلى تنفيذ حدود الشرع فيهم».
وأوضح أن «هذا العمل (إعدام 47 شخصا) هو الموعظة لمن لم يتعظ والجزر لمن يفكّر أن يسير في بحر الظلمات ويستسلم لوسوسة الشيطان الذي يدله على أصحاب الشر الذين خانوا دينهم ووطنهم».
وقال: «اعلم يا من تسوّل له نفسه السير مع الصّحبة الضالة الذين يعملون عمل الشيطان ويريدون الخروج عن الجادة أن هذه الأحكام ستجري عليك، والله جعل ذلك العقاب في الدنيا، والخزي في الآخرة». داعيا الجميع إلى لزوم الجماعة وفقا لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}.