" لبناني " مرشح لرئاسة البرازيل خلفا لروسيف

الحدث الثلاثاء ١٩/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٠٥ ص
" لبناني " مرشح لرئاسة البرازيل خلفا لروسيف

مدريد – برازيليا – ش

سلطت الصحف الإسبانية الضوء على الأزمة السياسية التى تعانى منها البرازيل فى الوقت الحالى، ومصارعة رئيسة البلاد ديلما روسيف من أجل إنقاذ مستقبلها السياسى فى محاولة لكسب تأييد نواب البرلمان من أجل التصويت ضد قرار يدينها بالتقصير فى أداء مهامها وسيؤدى إلى إقالتها من منصبها
. وهاجمت روسيف معارضيها التى وصفتهم بالفاسدين، وأكدت أن ما يحدث محاولة لانقلاب، وأنها ضحية لهذا الانقلاب.
وقالت قناة بانما بوست إن ميشيل تامر هو المرشح لخلافة روسيف، وهو من أصل لبنانى وهو النائب الحالى لروسيف منذ فوزها بالرئاسة قبل 6 سنوات، فهو محامى حصل على البكالوريوس من جامعة سان باولو ودكتوراة فى الحقوق من الجامعة الكاثوليكية فى المدينية وكان رئيسا لمجلس النواب 3 مرات، وكان والده فى البداية فقيرا للغاية حتى استطاع شراء مزرعة صغيرة ثم بنى طاحونة للأرز واللبن. وأشارت القناة إلى أن ميشيل تامر تزوج مارسيليا تيديشى أراووجو وهى ملكة جمال سابقة وتصغره بأكثر من 42 عاما ، ولكنها الزوجة الثانية ، وهو جد لـ5 أحفاد.

تمهيد طريق الاقالة
اقر النواب البرازيليون باغلبية ساحقة اجراءات اقالة ديلما روسيف من قبل مجلس الشيوخ في تصويت تاريخي جرى في اجواء من التوتر الشديد، ويمهد الطريق لاقصاء الرئيسة اليسارية.
واصبحت روسيف التي دخلت التاريخ في 2010 كأول اول امرأة تنتخب رئيسة للبرازيل، في وضع حرج جدا اذ يكفي ان يصوت اعضاء مجلس الشيوخ بالاكثرية البسيطة بحلول 11 مايو لمصلحة اقالتها من اجل توجيه التهمة اليها رسميا وابعادها عن الحكم لفترة اقصاها ستة اشهر في انتظار صدور الحكم النهائي بحقها.
وعندها سيتولى نائب الرئيسة ميشال تامر الذي كان حليفها في الحكومة واصبح خصمها، السلطة ويفترض ان يشكل حكومة انتقالية.
وتامر رجل الدولة المعروف بتكتمه، يفتقد الى الشعبية مثل روسيف وبالدرجة نفسها. وتهز حزبه الوسطي الكبير الحركة الديموقراطية البرازيلية على اعلى المستويات فضيح الفساد في بتروبراس. وقد ورد اسمه بين المتهمين الكثر في هذه القضية.
واقر الاجراء بموافقة 367 نائبا، اي بزيادة 25 نائبا على الثلثين (342 نائبا) المطلوبة للسماح لمجلس الشيوخ باتهامها. وصوت ضد الاقالة 137 نائبا معظمهم ينتمون الى اليسار واليسار المتطرف. وامتنع سبعة نواب فقط عن التصويت بينما تغيب ثلاثة آخرون.
وما ان بلغ عدد الاصوات المؤيدة للعزل 342 صوتا حتى انفجر نواب المعارضة اليمينية فرحا وتصفيقا وانشدوا نشيد مشجعي المنتخب الوطني في كرة القدم خلال مونديال 2014 "انا برازيلي بكثير من الفخر وكثير من الحب".
وقبيل ذلك اقر زعيم كتلة نواب حزب روسيف حزب العمال جوزيه غيمارايس بان الهزيمة باتت محتومة ولا مفر منها، ولكنه اكد ان خسارة المعركة "لا تعني خسارة الحرب".
وقال غيمارايس للصحافيين بينما كانت عملية التصويت مستمرة لكنها تميل لمصلحة المعارضة، ان "الانقلابيين انتصروا هنا في المجلس" ولكن هذه "الهزيمة الموقتة لا تعني خسارفتح الطريقة الحرب".

- "اميون سياسيون" –
وتتهم المعارضة روسيف المناضلة السابقة في عهد النظام الديكتاتوري (1964-1985) وعضو حزب العمال، بالتلاعب بالحسابات العامة في 2014 العام الذي اعيد فيه انتخابها، وفي اوائل عام 2015. لكن روسيف تنفي ارتكابها اي جرم "مسؤولية".
وفي حال اقر مجلس الشيوخ اجراء الاقالة، ستنضم روسيف الى فرناندو كولور دي ميو الرئيس البرازيلي الوحيد الذي اقيل وذلك بتهمة الفساد، في 1992.
واعلن جوزيه ادواردو كاردوزو مدعي الدولة الذي يدافع عن روسيا انها ستلقي خطابا الاثنين. وقال ان "هذا التصويت يشكل فضيحة لن يثنيها (...) ستكافح من اجل ما ناضلت دائما لتحقيقه اي الديموقراطية ضد الديكتاتورية".
وشهدت الجلسة التاريخية لمجلس النواب مشادات وتبادل شتائم منذ افتتاحها وسط هتافات معادية من نواب اليسار، من قبل رئيس المجلس ادواردو كونا العدو اللدود لروسيف والمتهم في اطار فضيحة شركة النفط العملاقة بتروبراس.
وتحدث نواب اليمين ويمين الوسط عن "تطهير البلاد من الفساد" والتخلص من "حكومة لا تتمتع بالاهلية تقود البرازيل الى الخراب".
ورد النائب اليساري المتطرف جان ويليس وصف هؤلاء "بالحثالة". وقال "اشعر بالعار من مشاركتي في مهزلة هذا الانتخاب غير المباشر الذي يقوده لص (في اشارة الى كونا) ودبر خائن متآمر (تامر) ويدعمه جبناء واميون سياسيون واشخاص باعوا انفسهم".
وتشهد البرازيل التي تضم مئتي مليون نسمة انقساما حادا حول هذه الازمة التي تشل هذا البلد العملاق في اميركا اللاتينية بالتزامن مع فضيحة فساد هائلة وانكماش اقتصادي غير مسبوق.
وفي برازيليا تجمع حوالى 53 الف برازيلي يؤيدون الاقالة و26 الفا من انصار الرئيسة، يفصل بينهما حاجز معدني كبير، لمتابعة نقاشات المجلس مباشرة على شاشات عملاقة.
وما ان اعلنت النتيجة النهائية حتى بدأ انصار الرئيسة بالانسحاب من المكان وقد بدت عليهم خيبة الامل.
وكانت شعبية روسيف تراجعت في 2015 الى مستوى قياسي بلغ عشرة بالمئة، ثم سجلت تحسنا طفيفا في نيسان/ابريل (13 بالمئة). ويرغب اكثر من ستين بالمئة من البرازيليين برحيلها.
وعود ازمة البرازيل الى فترة اعادة انتخاب روسيف. لكنها تصاعدت في آذار/مارس بتظاهرات هائلة تطالب برحيلها وبعد تعيين راعيها الرئيس السابق ايناسيو لولا دا سيلفا في الحكومة.
وقال المحلل السياسي سيلفيو كوستا لوكالة فرانس برس ان "معركة اتدجلعت بين حكومة غير مؤهلة يدعمها حزب خان مثله (حزب العمال) ومعارضة منافقة يقودها مشرع متهم بالفساد هو ادواردو كونا".