عيسى المسعودي..
تحدثت قبل فترة وفي مقالات سابقة حول أهمية الاستثمار في الرياضة وذكرت في إحدى مقالاتي أنه وللأسف في السنوات الفائتة لم تكن الرياضة من أولويات الحكومة لذلك كان الدعم والاهتمام بهذا القطاع لا يلبي الطموح والجميع كان ينادي وينتقد عدم إعطاء الأندية الرياضية والمنتخبات الوطنية الدعم المطلوب ورغم ذلك حققت بعض الرياضات وخاصة الجماعية نجاحات وإنجازات وبإمكانيات محدودة ومتواضعة وهذا نتيجة إصرار وعزيمة الشباب لتخطي مختلف العقبات لتحقيق للانتصارات، إننا اليوم أمام مرحلة ونهضة متجددة مختلفة تنظر لكل القطاعات بعين الامل والتفاؤل لتحقيق الأفضل لعمان وشبابها وخاصة قطاع الرياضة والشباب الذي يعد من القطاعات المهمة التي يجب الاهتمام فيها بشكل أكبر سواء من حيث تعزيز البنية الأساسية للرياضة العمانية أو من حيث الإهتمام بالشباب العماني الذي يجد في الرياضة متنفسا لإخراج الطاقات الشبابية وإظهارها بشكل جيد ليس على مستوى الرياضات المختلفة وإنما على مستوى إمكانيات الشباب وطاقاتهم في مختلف المجالات والتخصصات وهنا يأتي التأكيد على أهمية وجود وإبراز دور الأندية الرياضية في استقطاب الشباب العماني وجعل هذه الأندية المكان المثالي لإظهار طاقات الشباب وإبداعاتهم وهذا بلاشك لن يأتي إلا بدور مهم واهتمام غير عادي من الحكومة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة والثقافة لتقديم الدعم المادي المدروس أولا، و إيجاد رؤية وأهداف محددة لما يجب أن تقوم به هذه الأندية الرياضية المنتشرة في مختلف محافظات وولايات السلطنة ثانيا، إضافة إلى وجود إرادة سياسية وتوجه حكومي على أن الاستثمار في الرياضة وفي الشباب استثمار مهم وناجح فالشباب ثروة وطنية يجب الاهتمام بها.
أن اللقاء الذي عقدة صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب مؤخرا في ولاية صحار مع رؤساء الأندية الرياضية يمثل خطوة مهمة في مسيرة دعم واهتمام الحكومة بهذا القطاع إلهام حيث أكد سموه على وجود خطة وتوجه لرفع الدعم المالي للأندية وأيضا إنشاء مديرية في الوزارة تعنى بالاستثمار مع العمل حاليا على إصدار النظام الأساسي للاندية إضافة الى أن سموه كشف خلال اللقاء عن وجود رؤية مستقبلية للنهوض بدور الأندية الرياضية كل هذه النقاط وغيرها تعد هامة، إضافة إلى أهمية تنظيم اللقاء نفسه واستماع سموه لمناقشات ومقترحات رؤساء الأندية بكل شفافية ووضوح أن هذه الخطوات تعطينا مؤشرات ايجابية على أن الحكومة وضمن مسيرة النهضة المتجددة جادة وعازمة هذه المره على إعطاء الرياضة الأهمية التي تستحقها في المنظومة وأن الاستثمار في الرياضة هو استثمار في طاقات الشباب والذي يعد من أهم الاستثمارات الناجحة فالرياضة لم تصبح ترفيه فقط وإنما تجارة ولها مكاسب عديدة مباشرة وغير مباشرة خاصة إذا زعمنا وأكدنا على أن الشباب العماني مغرم ويعشق الرياضة وينادي دائما بدور زكبر للأندية والفرق الرياضية لكي تكون المكان الصحيح الذي يفجر طاقاته المختلفة سواء في الرياضة أو المجالات الاخرى.
مايهمنا بعد لقاء صاحب السمو السيد ذي يزن أن نشهد خلال المرحلة المقبلة نقلة نوعية في الإهتمام بقطاع الرياضة والشباب ودور أكبر للأندية الرياضية وأن نحد من معاناه الأندية ورؤسائها خاصة في توفير الإمكانيات المادية وأن نفتح لهذه الأندية مجالات الاستثمار لكي تستطيع أن تجد دخل ثابت ومستقل لها يغنيها من الدعم الحكومي وأن نساعد ونساهم في فتح الباب للقطاع الخاص والشركات في الاستثمار أيضا في الأندية الرياضية من خلال إعادة هيكلة القوانين والتشريعات ، إننا ندرك أن المهمة ليست سهلة ولكنها أيضا ليست صعبة ومع القناعة بأهمية الاستثمار في الرياضة ووجود رؤية وأهداف واضحة و إصرار وتعاون من مختلف الجهات يمكن تحقيق النتائج الايجابية التي تجعل للأندية الرياضية دور أكبر في المستقبل ودور بارز في استقطاب وتنمية قدرات ومواهب الشباب لتحقيق الإنجازات.