بيروت – ش – وكالات
أعلنت فصائل سورية مقاتلة بينها "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" بدء معركة في محافظة اللاذقية ردا على ما أسمته "كثرة انتهاكات" قوات الحكومة للهدنة المعمول بها في سوريا منذ نهاية فبراير.
وأطلقت الفصائل على المعركة اسم "رد المظالم" في بيان نشرته لم يحدد الجبهات أو المناطق التي ستشملها. إلا أن مسؤولا في "جيش الاسلام" أوضح أن المعركة بدأت في اللاذقية.
وجاء في البيان الذي وقعته عشر فصائل مقاتلة غالبيتها إسلامية "بعد كثرة الانتهاكات والخروقات من قبل قوات النظام من استهداف لمخيمات النازحين والقصف المتواصل من نقاط النظام القريبة على الاحياء السكنية، نعلن عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة والبدء بمعركة رد المظالم، وذلك ردا على الانتهاكات والخروقات".
وأكد المتحدث باسم "جيش الإسلام" إسلام علوش لوكالة فرانس برس إن المعركة المعلن عنها "تتعلق بريف اللاذقية الشمالي"، وقد بدأت فعليا صباح يوم أمس بهجوم شنته الفصائل المقاتلة.
وبين الفصائل الموقعة على "البيان رقم 1"، حركة "أحرار الشام" و"فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" و"جيش المجاهدين" و"الفرقة الأولى الساحلية"، وأوضح مصدر في الفرقة الأولى الساحلية الناشطة في ريف اللاذقية الشمالي لوكالة فرانس برس إن "المعركة بدأت عند الساعة السادسة والنصف صباحا، وتتركز حاليا في محيط كنسبا".
وخلال الاسبوع الذي سبق الهدنة في 27 فبراير، أحرزت القوات الحكومية تقدما واسعا في ريف اللاذقية الشمالي وسيطرت على بلدة كنسبا، آخر معاقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة في تلك المنطقة.
وشهد ريف اللاذقية الشمالي خلال الهدنة اشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية والفصائل الإسلامية والمقاتلة، وبينها جبهة النصرة.
وقال قيادي في "حركة احرار الشام" رافضا الكشف عن اسمه لفرانس برس إن "الهدنة ولدت ميتة عند الحركة وغيرها من الفصائل"، وتنشط "حركة أحرار الشام" في محافظات سورية عدة، وتسيطر إلى جانب جبهة النصرة على كامل محافظة إدلب (شمال غرب) المحاذية لريف اللاذقية الشمالي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن الفصائل اختارت أن تبدأ معاركها في ريف اللاذقية المحاذي للحدود التركية كونها "معركة سهلة خصوصا لإمكانية إمدادهم بالمساعدات سواء من الداخل أو الخارج".
ويأتي الإعلان عن المعركة غداة دعوة محمد علوش، كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة، من جنيف الفصائل المقاتلة في سوريا إلى "الاستعداد بشكل كامل والرد على الاعتداءات الموجهة من قبل النظام وحلفائه".
وتسري في مناطق سوريا عدة منذ 27 فبراير هدنة هشة تستثني تنظيم داعش وجبهة النصرة. إلا أن اتفاق وقف الأعمال القتالية بات مهددا أكثر من أي وقت مضى مع تصاعد حدة المعارك في محافظة حلب (شمال) خصوصا منذ بداية الشهر الحالي.
وقتل ثمانية مدنيين وأصيب عشرة آخرون بجروح أمس الاثنين في سقوط قذائف أطلقتها فصائل مقاتلة على أحياء في مدينة حلب، حسبما أورد التلفزيون السوري الرسمي.
ويأتي ذلك غداة مقتل 22 مدنيا على الأقل جراء تبادل قصف بين شطري المدينة بين القوات الحكومية والفصائل المقاتلة، وهي الحصيلة الأكبر لعدد الضحايا المدنيين في قصف منذ بدء سريان الهدنة، وفق ما أفاد المرصد السوري.
ومنذ العام 2012، شهدت حلب معارك شبه يومية بين الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية وقوات النظام في الاحياء الغربية، تراجعت حدتها بعد اتفاق وقف الاعمال القتالية، لتعود وتتصاعد خلال الاسبوعين الاخيرين.
*-*
تشاك هيجل: نقترب من لحظة التسوية في سوريا
القاهرة – ش – وكالات
أشار وزير الدفاع الأمريكي السابق تشاك هيجل إلى أن سوريا تقترب من لحظة التسوية، مشددا على أهمية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس باراك أوباما إلى الرياض ومشاركته في القمة الخليجية خلال الأيام المقبلة. واعتبر في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته أمس الاثنين أن "العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية أمر أساسي جدا لمستقبل الشرق الأوسط؛ فالتكامل بين مؤسساتنا أمر حاسم للدفاع عن المنطقة وأمنها".
وحول الأزمة السورية، قال هيجل :"إننا نقترب من لحظة تسمح بنوع من التسوية ... لكن ذلك لن يحصل من دون الروس والإيرانيين والسعوديين والأتراك، ومن دون اللاعبين الأساسيين في الخارج بما فيهم الولايات المتحدة وروسيا.
وأعرب عن اعتقاده بأن "الكثير مما حدث في العراق تسبب في بروز تنظيم داعش"، وقال إن رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي "فشل في توحيد العراق.. وسمح باستمرار الصراع في شمال العراق مع الأكراد، وفي الغرب، وفي مناطق الجنوب. وبدل أن يعمل على توحيد العراق، فإن سياساته قسمت العراق أكثر".