غزة - علاء المشهراوي
يعيش الاحتلال مجددا تحت رعب أنفاق المقاومة في قطاع غزة المحاصر، والتي أثبتت في الحروب الأخيرة جدواها كأنفاق تستخدم لغايات الدفاع والهجوم على مواقع تابعة للاحتلال.
وفي الأثناء؛ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس الاثنين، عن اكتشافه نفقًا كبيرًا على الحدود مع قطاع غزة شيدته حركة حماس، وسمحت الرقابة العسكرية وفق المراسل العسكري للقناة العاشرة العبرية "أور هيلر"، بالنشر أن النفق يبلغ طوله 200 مترا من قطاع غزة وللداخل المحتل.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن النفق تم اكتشافه في المجلس الإقليمي لأشكول، ويعد نفقا استراتيجيا كانت تخطط حماس لإدخال العشرات من أفراد النخبة من خلاله لتنفيذ هجوم خطف إسرائيليين
وصرح ضابط إسرائيلي كبير، أن النفق المكتشف يصل عمقه إلى 30 مترا تحت الأرض وموجود داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة “وسنواصل العمل بقوة من أجل كشف جميع الأنفاق"
وأضاف نائب قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي: "نعمل على كل الجبهات باستخدام التكنولوجيا والاستخبارات ومن خلال قواتنا في الميدان لكشف الأنفاق، والجيش سيواصل العمل بقوة من أجل حفظ أمن سكان البلدات ولن نسمح لحماس أن تعبث بأمن الإسرائيليين، وأدعو حماس أن لا تختبر صبرنا".
وتابع الضابط: "حماس تحفر مزيدًا من الأنفاق والجيش يعمل على كشفها". وأكد أن اكتشاف النفق لن يؤدي إلى جولة تصعيد جديدة، لكن حماس تستعد للحرب المقبلة ونحن أيضا مستعدون وأي مواجهة ستكون مغايرة لما سبق.
وأوضح الضابط الإسرائيلي، أن النفق الذي تم اكتشافه من قبل وحدات الهندسة بالجيش يعد إنجازا هاما كان من شأنه أن يكون له عواقب وخيمة على سكان المنطقة التي تم اكتشافه فيها. وذكر موقع "واللا" العبري نقلا عن مصدر عسكري إسرائيلي، أن النفق المستكشف قديم استخدم في الحرب كنفق هجومي لكن حماس رممته من داخل غزة وغيرت مساره كنفق هجومي جديد داخل حدود أشكول. وكانت وسائل الإعلام العبرية أعلنت قبل أيام، أن الجيش سيكشف خلال الأسبوع الحالي عن معلومات جديدة وخطيرة تتعلق بأمن "إسرائيل" بالقرب من مستوطنات غلاف غزة.
في المقابل قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار إن لدى حركته وسائل تذل بها كرامة إسرائيل وترغمها على الموافقة على عقد صفقات تبادل للأسرى" وأوضح الزهار في تصريح صحفي بأن هذه الوسائل تتمثل في أسر الجنود ومبادلتهم بصفقات ذات طابع وطني وليس فصائلي.
من جانبه؛ أكد خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، أن حركته وذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، تضع قضية الأسرى الفلسطينيين المتواجدين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي على سلم أولوياتها في المرحلة المقبلة.
وقال الحية، في تصريح صحفي: "حماس لم ولن تنسى قضية من قادوا العمل الكفاحي والجهادي ضد الاحتلال، وستبقى قضيتهم وسبل تحريرهم من السجون على سلم الأولويات". وأضاف: "في يوم الأسير الفلسطيني، نحن وكافة الفصائل الفلسطينية نقف مع قضية الأسرى، وسنناضل من أجل قضيتهم، وسنحررهم في إطار صفقات جديدة مع الجانب الإسرائيلي كما نجحنا سابقا".
وكان المتحدث الرسمي باسم الجناح العسكري لحركة حماس كتائب الشهيد عز الدين القسام أبو عبيدة قد أكد أن الكتائب ما تزال عند عهدها بتحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقال أبو عبيدة في تصريح متلفز بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني: إن "كتائب القسام لا تزال تحمل مشعل تحرير الأسرى وتحطيم قيودهم".
وأضاف أن الأسرى يدركون أن الرهان الرابح على قيادة المقاومة وجندها الميامين، معتبرا أن "هذه الثقة الرصيد الأكبر لنا للاستمرار في مشروع تحرير الأرض والانسان من المحتل الغاصب". وتابع "نتابع عن كثب قضية الأسرى وندرك سياسة العدو للنيل من إرادة الأسرى.. ثقوا أن فجر الحرية قريب ويوم الخلاص قادم بإذن الله.. وهذا عهد سنوفيه مهما كانت الظروف".
وبشّر أبو عبيدة الأسرى بأن ما لدى كتائب القسام يمكنها من أن ينجز بإذن الله صفقة مشرفة لأسرانا وشعبنا وأمتنا.
وفي رسالة وجهها أبو عبيدة للاحتلال الإسرائيلي قائلا: "رسالتنا للعدو إن المراوغة ومحاولات التملص من دفع الثمن لا تجدي نفعا، ومحاولة القفز عن الحقائق لعبة تجاوزها الزمن، فالطريق واضح والأيام ستثبت وفاء الأحرار لعهدهم".