فشل اتفاق الدوحة يخفض أسعار النفط ويؤذي الأسواق المالية

مؤشر الثلاثاء ١٩/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٥٠ ص
فشل اتفاق الدوحة يخفض أسعار النفط  ويؤذي الأسواق المالية

سنغافورة - أ ف ب
سجلت اسعار النفط تراجعاً كبيرا أمس متاثرة بفشل الدول المنتجة على الاتفاق على تجميد للانتاج من اجل دعم الاسعار، وسط خلافات بين السعودية وايران. وتأثرت الأسواق المالي بذلك ايضاً مسجلة موجة من التراجعات.
وبعد مشاورات استمرت ست ساعات، اعلن وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة ان الدول المعنية بحاجة الى "مزيد من الوقت". من دوا أن يعلن أي موعد لاجتماع جديد.
ومنعت الخلافات بين ايران التي اعلنت في اللحظة الاخيرة تغيبها عن الاجتماع، والسعودية هذه المشاورات من الوصول إلى نتيجة.
وخسر سعر برميل النفط الخفيف تسليم مايو 2,02 دولار، اي نحو خمسة بالمئة ليبلغ 38,34 دولار في المبادلات الالكترونية في آسيا.
اما برميل برنت النفط المرجعي الاوروبي لبحر الشمال، فقد خسر 1,97 دولارا (نحو 4,55 بالمئة) ليصل الى 41,13 دولار تسليم يونيو المقبل.

خيبة أمل
وقال برنارد او المحلل في مجموعة "آي جي ماركيتس" ان "الامال التي علقت على اجتماع الدوحة كانت كبيرة". واضاف ان "آسيا ستشهد بداية اسبوع سيئة"، موضحا ان "اسعار المواد الاولية ستتراجع وهذا سيؤثر على سوق الاسهم وخصوصا في قطاع الطاقة".
وفتحت بورصة طوكيو على تراجع نسبته 3,10 بالمئة الاثنين، مثل بورصة هونغ كونغ التي خسرت 1,21 بالمئة. وقال اي مورس المحلل في مجموعة سيتي غروب، لوكالة الانباء بلومبرغ نيوز ان "مفاوضات نهاية الاسبوع تثبت ان الحكومة السعودية وكما قال ولي ولي عهد المملة، لا تريد خسارة حصص في السوق". واضاف "انها تخشى ان يستمر توجه الاسواق الى الانخفاض طويلا. وفي هذا النوع من الاسواق، اذا تمت خسارة حصص من السوق فمن الصعب جدا استعادتها".
وكان ولي ولي عهد السعودية الامير محمد بن سلمان صرح في مقابلة مع وكالة بلومبرغ الاثنين الماضي ان المملكة ستجمد مستوى انتاجها من النفط اذا التزم كبار المنتجين وضمنهم ايران بذلك. وتريد ايران من جهتها، الاستفادة من الفرع الجزئي للعقوبات الدولية عنها بعد دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ في منتصف كانون الثاني/يناير لزيادة انتاجها وصادراتها واستعادة حصصها من الاسواق.
من جهته، قال الوزير القطري ردا على سؤال عن احتمال ان يؤثر هذا الاجتماع سلبا على الاسواق ان "عدة عوامل تؤثر الى الاسعار"، مؤكدا ان اسس السوق "ايجابية".

خلافات كثيرة
وردا على سؤال عما اذا كانت ايران في صلب المشاورات، قال "بالتاكيد، تجميد الانتاج سيكون اكثر فاعلية اذا شارك فيه منتجون كبار بمن فيهم ايران". واوضح ان "هذا الامر سيساعد في اعادة التوازن الى السوق" مع تاكيده "احترام موقف" طهران.
وكان وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنكنه صرح عند اعلانه عدم مشاركة ايران في اللقاء ان "اجتماع الدوحة هو للجهات التي تريد المشاركة في خطة تجميد الانتاج لكن بما انه ليس من المقرر ان توقع ايران على هذه الخطة فان حضور ممثل عنها الى الاجتماع ليس ضروريا".
واضاف في تصريحاته أن "ايران لا تتخلى باي شكل عن حصتها في الانتاج"، في اشارة الى مستوى انتاج وتصدير النفط قبل فرض العقوبات الدولية.
وعقد اجتماع الدوحة بعد نحو شهرين من اتفاق السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر على تجميد الانتاج عند مستويات يناير، بشرط التزام المنتجين الكبار الآخرين، وابرزهم ايران، بالامر نفسه.
نتائج غير متوقعة
ووبدوره قال فاليري جولوبيف عضو مجلس إدارة شركة جازبروم التي تحتكر صادرات الغاز الطبيعي في روسيا إن فشل الدول المنتجة للنفط في التوصل لاتفاق بشأن تثبيت إنتاج النفط في الدوحة قد يؤدي إلى مشكلات عدة.
وصرح جولوبيف في مؤتمر للطاقة في موسكو "أسفرت محادثات أمس بشأن تثبيت حجم إنتاج النفط عن نتائج لم تكن متوقعة على الاطلاق."
وأضاف "الدول المنتجة للنفط والغاز غير مستعدة اليوم للتوصل لاتفاق انطلاقا من القيم الإنسانية العالمية. الكل يسعى وراء أهدافه الذاتية وقد يقود ذلك لسيناريوهات لا يمكن التنبؤ بها".