مسقط - الشبيبة
نجحت جامعة السلطان قابوس ممثلة بكلية الطلب والعلوم الصحية في التحول الرقمي للامتحانات العملية.
وقالت الدكتورة امنه بنت محمد بن سالم الفطيسية
أستاذ مشارك بقسم الصحة والطفل كلية الطب والعلوم الصحية: تعد المهارات العملية وتقييمها من أساسيات التعليم الطبي في كليات الطب في جميع أنحاء العالم، ولقد ألقت جائحة كوفيد 19 بظلالها على مختلف نواحي الحياة ومن ضمنها التعليم بشكل عام والطبي بشكل خاص، ومن هنا كان التوجه في جامعة السلطان قابوس للعمل بشكل حثيث إلى تفادي تأثير هذه الجائحة على التعليم فيها. وكان هناك تحويل سريع وسلس إلى التعليم الإلكتروني في جميع الكليات ومن ضمنها كلية الطب والعلوم الصحية، وإيمانًا بأهمية التقييم العملي في عملية التعليم كان لابد من إيجاد حلول لإقامة الامتحانات العملية بشكل يضمن جودتها وسلامة جميع المشاركين فيها.
وأضافت : الامتحانات العملية الموضوعية المنظمة هي أدوات تقييم تقيس الكفاءة العملية للطلبة من خلال محاكاة لمرضى زائرين للعيادات الخارجية وبأعمار مختلفة لديهم مشاكل طبية متنوعة عبر الدوران على محطات متعددة. في كل محطة، يقوم الأشخاص المتقمصون لدور المرضى بمقابلة الطلبة، وتكون مهمة الطالب أخذ التاريخ المرضي والقيام بالفحص العملي وطلب الفحوصات اللازمة للوصول إلى التشخيص، كفحوصات الدم والأشعة، وتقديم العلاج والمشورة المناسبة حسب التشخيص.
وتابعت : يتم إجراء ما يقارب أربعة إلى خمسة امتحانات عملية سنويًّا في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس، تتراوح المحطات فيها بين 12- 20 محطة لتقييم طلبة كلية الطب في مختلف مراحل الدراسة الإكلينيكية. أثناء جائحة كوفيد 19، نجحت الكلية في وقت قياسي في التحول إلى التعلم الإلكتروني من خلال منصات التواصل المرئي. ولكن في ظل استمرار الجائحة ولأهمية التدريب العملي لطلبة الطب تم السماح بعودة طلبة المرحلة الإكلينيكية في الكلية لمتابعة تدريباتهم العملية في المستشفيات بعد الحصول على الموافقات من الجهات المعنية مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية حسب توجيهات اللجنة العليا. ومع عودة الطلبة إلى تدريبهم العملي كانت هناك حاجة ملحة لإعادة هيكلة الامتحانات العملية لتتماشى مع المعمول به من هذه المستجدات لضمان سلامة جميع المشاركين في هذه الامتحانات من طلبة وممتحنين ومحاكين للمرضى ومنظمين؛ ومن هنا بدأت رحلة تحول جذري في الامتحانات العملية التي يتم إجراؤها في الكلية.
وأوضحت : وقد كانت الانطلاقة الأولى لأول امتحان عملي افتراضي في شهر نوفمبر سنة 2020 بإقامة امتحان الإعادة النهائي لكلية الطب، وتم فيه تقليل عدد الموجودين في قاعات الامتحانات بجعل الممتحنين في مكاتبهم. وعلى الرغم من جميع التحديات فإن التجربة تكللت بالنجاح الباهر من خلال تحقيق مستوى عالٍ عن طريق المقاييس المعيارية المعتمدة كموثوقية الامتحان ومستوى رضى جميع المشاركين من طلبة وممتحنين.
وأكدت: بعد نجاح أول اختبار عملي افتراضي بدأت الاستعدادات لتطبيقه بطريقة أشمل على الامتحانات العملية القادمة في الكلية، الاختبار الحالي يتضمن 132 طالبًا و72 ممتحنًا و72 مريضًا معياريًّا (وهو شخص يتقمص دور المريض) ولم يتم استخدام مرضى لضمان سلاماتهم.
وأضافت : تضمن العمل إجراء تحضيرات مبكرة اشتملت على لقاءات افتراضية مع الطلبة والممتحنين لتعريفهم على آلية وأبعاد الامتحان العملي، ومن ثم تم القيام بتجارب عملية قبل الامتحان العملي مع الأشخاص المحاكين للمرضى وأعضاء هيئة التدريس والمنظمين؛ لضمان تمكين الجميع من التعرف على التقنية والعمليات المطلوبة لإجراء امتحان عملي افتراضي وتسليط الضوء على التحديات المحتملة وكيفية التغلب عليها، بالتزامن مع ذلك تم تحويل جميع استمارات تقييم الطالب رقميًّا وكذلك استمارات تقييم الامتحان من قبل الأساتذة الممتحنين والطلبة أصبحت رقمية أيضا.
وأشارت إلى أن خلال الامتحان يقوم الطبيب الممتحن بتقييم الطالب عن بعد حيث يوجد الطالب مع الشخص المحاكي للمريض في غرفة المعاينة بهدف تشخيص الحالة المرضية وتقديم العلاج المناسب خلال فترة زمنية محددة. ومن ثم ينتقل إلى محطات أخرى وممتحنين آخرين بحيث يمر على 18 محطة تمثل حالات مرضية مهمة، تمثل ما تم دراسته خلال السنة التدريبية العملية على مدى يومين بواقع تسع محطات في اليوم الواحد. تتم عملية التقييم في استمارة إلكترونية يتم نقلها فيما بعد إلى قاعدة بيانات لتحليل النتائج بالطرق الإحصائية المعتمدة في تقييم مثل هذه الامتحانات، ويتم قياس مدى رضى الطلبة والممتحنين عن الامتحان وسير العملية الامتحانية بشكل عام بعد نهاية كل اختبار وذلك لضمان جودة الامتحانات وتطويرها في المستقبل.
وتابعت : تم مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية خلال هذا الامتحان كقياس درجة حرارة الطلبة والمشاركين الآخرين قبل الدخول إلى القاعة والتحقق من عدم وجود أي أعراض مرضية كالحمى والزكام، والالتزام بالتباعد الجسدي ولبس الكمام خلال الوجود في قاعة الامتحان.
وأكدت : نجاح كلية الطب في تسيير عملية تقييم المهارات العملية للطلبة والقدرة على تنظيمها باستخدام التقنيات الحديثة يمثل نقلة نوعية في التعليم الطبي في السلطنة والمنطقة؛ في ظل إلغاء بعض دول العالم للامتحانات العملية خلال فترة الجائحة مما يؤكد على جاهزية جامعة السلطان قابوس في التعامل مع جميع التحديات والمستجدات. وكانت استجابة الفريق التقني بقسم التعليم الطبي سريعة وساهمت في التحول الرقمي الشامل للامتحان بكل مهنية واحترافية. ولعب القسم التقني في مستشفى جامعة السلطان قابوس دورا فاعلا من خلال تقديم الدعم الفني في ايام الاختبار.
وأفادت إن تضافر الجهود وتكاتف الجميع في الجامعة والكلية والمستشفى الجامعي وجميع المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة ومستشفى القوات المسلحة أدى إلى نجاح الامتحانات العملية والتي تهدف إلى قياس المهارات العملية لدى طلبة الطب، وذلك بهدف تخريج أطباء يمتلكون مهارات عملية عالية وكفاءات ترفد القطاع الصحي في السلطنة.