ولد بن غبيشه يكتب عن (آثار وأسرار صحراء الربع الخالي)

مزاج السبت ٢٣/يناير/٢٠٢١ ١٦:٣٣ م
ولد بن غبيشه يكتب عن (آثار وأسرار صحراء الربع الخالي)

مسقط - الشبيبة

صدر عن دار لبان اللنشر كتاب "آثار وأسرار صحراء الربع الخالي" حيث يرصد مؤلفه سعيد بن سالم الراشدي "ولد بن غبيشه" بالكلمة والصورة ملامح من تلك الآثار والأسرار التي طاف بها في تخوم هذه الرمال، والتي سلكها جده سالم بن غبيشة برفقة سالم بن كبينة، مع الرحالة ثايسجر (مبارك بن لندن) عامي 1945 و1950 وكانا حينها في عمر الخامسة عشر، وتوفي سالم بن غبيشة في يناير من عام 2016 بدولة الإمارات العربية المتحدة.

قدم المؤلف سعيد الراشدي إهداء كتابه إلى أسرته التي "تحملت تقصيري، وعدم توفير لهم الوقت الكافي الذي يستحقونه، وإلى أفراد قبيلتي الذين لم يبخلوا علي بأية مساعدة أو معلومة احتجت إليها" مؤكدا أنه بفضلهم تمكن من إخراج هذا العمل في صورت التي وصلت إلى أيدي القارىء.

كما يقدم المؤلف تقديره وامتنانه لكل من ساهم في إخراج هذا الكتاب الذي يتوجه به إلى "وجدان القارىء المهتم بالصحراء وأسرارها، وكذلك إلى أولئك الآباء والأجداد الذين سطروا التاريخ بأفعالهم وأمجادهم التي نتباهى بها اليوم بين الأمم، فهم الذين صدوا كل ما يهدد وجودهم بكل شجاعة وبسالة وصبر على شظف العيش في ظروف تفتقد إلى كثير من الإمكانيات التي تساعد الإنسان في الدفاع عن نفسه وممتلكاته، ليتمكن من الاستمرار على قيد الحياة".

ويشير المؤلف في مقدمة الكتاب إلى أهمية صحراء الربع الخالي باعتبارها "جوهرة مكنونة مليئة بالأسرار" منوها بطبيعة الإنسان وميوله للكشف عن المستجدات والأسرار من جهة، وتطوير الذات وما تمليه عليه الوقائع والمعطيات المحيطة به من جهة ثانية "تدفعانه إلى الاستمرار في محاولاته لمعرفة هذه المعطيات وكيفية التعامل معها".

ويعيد الراشدي الفضل في الاهتمام باكتشاف أسرار الصحراء إلى الرحالة البريطانيين الذين شجعوا الحكام المحيطين بها لمعرفة ما تحتويه "بغية إعطائها المكانة التي تستحق، وقد لفت أولئك الرحالة الأنظار إليها، وجعلوها وجهة حتى صارت محل اهتمام الحكومات والشركات النفطية وهوة الاستكشاف".

قسم المؤلف سعيد الراشدي كتابه إلى ثمانية فصول، بدأه في الأول بالحديث عن التاريخ والسكان والخصائص المجتمعية لصحراء الربع الخالي، من تقسيمات فئوية وقبائل وأعراف وغيرها من ملامح الإنسان والمكان، كالعادات والتقاليد والألعاب الشعبية والمعتقدات والقصص السائدة والمفردات اللغوية للبدو ودور المرأة وأهميتها، ويتناول الفصل الثاني الجغرافيا والمناخ والتضاريس والموارد المائية، حيث يهتم الراشدي بالتفاصيل معنيا بأنواع الكثبان الرملية ومسمياتها، عبر الكلمة والصورة، والأسواق والواحات التي يرتادها سكان الصحراء، فيما يتناول في الفصل الثالث الملابس والحلي والمنسوجات وسائر الأدوات المستخدمة لدى السكان، في حياتهم اليومية.

ويسرد في الفصل الرابع أنواع الأسلحة والأدوات التي يستخدمها سكان صحراء الربع الخالي في الذود عن ممتلكاتهم، كالبنادق والخناجر وسائر أدوات الحفظ لها، ويتناول في الفصل الخامس الإبل وعلاقتهم بها ومسمياتها وأنواعها وما يتعلق بكل ذلك، فيما يفرد السادس للحياة الفطرية في الصحراء، ويخصص الفصل السابع للرحالة المستكشفين لها، والحكام الداعمين لهم ومرافقوهم، ويختتم كتابه بفصل أخير لرصد ملامح الحياة الحديثة في الصحراء، حيث تحول البدو إلى حياة عصرية مع توطين السكان، مشيرا إلى أهمية صحراء الربع الخالي حاضرا ومستقبلا.

ويختتم الراشدي كتابه بمجموعة توصيات على درجة عالية من الأهمية، خاصة في مجالات البحوث العلمية، لرفد الصحراء بمزيد من الحياة لتعظيم الاستفادة منها، كإنشاء محطات الاستمطار الصناعي واستغلال الكثبان العالية لزيادة المخزون المائي، مع الاستفادة من الحرارة الشديدة فيها لتوليد الطاقة الشمسية، وإنشاء مخططات زراعية وسياحية ومحميات للحياة الفطرية، والعديد من التوصيات التي تعزز المكان سياحيا.