"الجبل المقدس" إصدار جديد لخالد العنقودي في أدب الرحلات

مزاج الأربعاء ٢٠/يناير/٢٠٢١ ١٤:٥١ م
"الجبل المقدس" إصدار جديد لخالد العنقودي في أدب الرحلات

خالد عرابي - الشبيبة

خالد بن سعيد محمد العنقودي، حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال، ومن أهم هواياته الترحال والتسلق الجبلي، بل هو واحد من أبرز المغامرين العمانيين ذوى الطراز الفريد، حيث كان من أوائل من قاموا بعدة مغامرات في بلدان حول العالم وقطعوا الكثير من المسافات جوا، وبحرا، وبرا، وبلغ عدد الدول التي زارها قرابة 70 دولة، بل ومما يميزه أنه يسجل الملاحظات والمذكرات حول هذه المغامرات ويصدر عنها كتب متخصصة في أدب الرحلات وله عدد من المؤلفان في ذلك أخرها عن أرخبيل زنجبار .. أصدر العنقودي مؤخرا كتابه "الجبل المقدس" ليتحدث من خلاله عن العديد من مغامراته الأخيرة خاصة الجبلية .. "الشبيبة" التقته ليحدثنا عنه.

في البداية يقول المغامر والرحال خالد العقودي: إن الكتاب الجديد يتحدث عن ارتحالي إلى بعض الدول من خلال الرحلات الجبلية بعدما وقفت على بعض الجبال التي يتم تقديسها من قبل بعض الشعوب، وذلك لاختلاف عاداتها وتقاليدها عن تقاليد المجتمعات الأخرى.

وأضاف قائلا: هذه الكتاب الجديد يأتي مختلفا عما أصدرته من كتب وذلك لأنني أتناول في هذا الكتاب التجارب التي مررت بها ووقفت عليها من خلال تعلقي بالبيئة الطبيعية التي أعشقها حد الجنون والتي لا يمكن أن استغني عنها. كما أن الكتاب يتحدث في المقام الأول عن البلدان التي زرتها في خط سيري موثقا يومياتي بتجلياتها المعهودة وبمواقفها الجميلة التي صادفتها في طريقي .

وأوضح العنقودي قائلا: لقد شرعت في كتابة هذا العمل قبل ظهور جائحة فيروس كورونا، ولكن نظرا لانشغالي ببعض الأسفار والعمل لم أنجزه في وقته و لكن جاءت فترة الحجر والإغلاق التي مررنا بها جميعا بسبب انتشار الفيروس فاستفدت من تلك الفترة في اكمال كتابة العمل إلى أن انتهيت منه خلال ستة أشهر، وهو يدخل ضمن خانة كتب أدب الرحلات لما يحكي محتواه عن الأسفار والترحال إلى بعض البلدان التي قمت بزيارتها موثقا به مشاهداتي العينية.

وعن تفاصيل الكتاب قال الرحال خالد العنقودي: الكتاب يضم في حديث شامل الحديث عن كثير من الأماكن و البلدان والجبال و ما يصاحب المرور بكل ذلك من مواقف وقصص وحكايات، و يتكون الفصل الأول من الترحال والتخييم في الطبيعة الجبلية برفقة البغال وهي تنقل المؤون التي سوف نستهلكها خلال8 أيام، كما في فصلا آخر يحكي التنقل عبر المدن مجتازا كثيرا من الجبال الخضراء والغابات كي أصل إلى مدن أخرى والإقامة مع العوائل البلغارية في منازلهم مغادرا إياهم في اليوم التالي باتجاه مدن أخرى إلى أن بلغت 5 مدن وعدة عوائل اقمت معها.

واشار خالد إلى أن المطلع على الكتاب سيجد في الكتاب تفصيلا دقيقا عن كل رحلة، فقد زرت كشمير والتي تقع في الجانب الهندي وكذلك إقليم البوسنة والتي وصلتها بعدما تخطيت الحدود الصربية وسيجد القارئ أيضا زيارتي إلى سويسرا بعدما أقمت مع إحدى العوائل ممارسا معايشتي الواقعية بمعيتهم من خلال القيام بالرعي في الجبال الخضراء واكتشاف البحيرات البلورية ناهيك زيارتي إلى البقاع الأندونيسية بعدما وصلت إلى إحدى براكينها، وغيرها من التفاصيل.

وعن بعض المواقف التي مر بها وتحدث عنها خلال هذا الكتاب قال: بالطبع هناك الكثير من المواقف و القصص والحكايات ولكن من تلك المواقف تأخري في اللحاق بالقافلة في كشمير وما نتج عنه من ضياعي لمسار الطريق، ناهيك عن تعرضنا لوجود بعض الحيوانات الشرسة بالقرب موقع التخيم، كما تعرضنا عند وصولنا إلى بركان برومو إلى صوت هدير البركان وهو يطلق تهديده بالابتعاد عنه عندما بدأ في الثوران وهو يغلى استعداد لقذف حممه البركانية.

قاريء مهووس بالتاريخ والجغرافيا

وفي حوار معه في وقت سابق حينما فرغ من كتابه السابق حول أرخبيل زنجبار قال لي: إن طابع رحلاتي يختلف من مغامرة ومن رحلة إلى أخرى وذلك بحسب طبيعة وموقع البلد الذي أزوره وظروفه، فمنها ما هو لاستكشاف الطبيعة أو لمعرفة ثقافات الشعوب عن طريق المغامرات كالمشي وعبور الحدود واستخدام القطارات والعبارات البحرية والمركبات وتأتي رحلتي هذه إلى زنجبار- تلك الدولة التي تربطها علاقة تاريخية وثيقة ولها صلات وطيدة مع السلطنة عبر التاريخ- وذلك لأبعاد منها اقتفاء الوجود والأثر العماني هناك والتأثير الكبير الذي أحدثه أجدادانا هناك، وما زالت اثاره و تاثيراته الإيجابية إلى اليوم، كما نأتي هذه الرحلة كجزء من مغامرة ممتدة في القارة السمراء في تنزانيا وجزرها وخاصة أرخبيل زنجبار والجزيرة الخضراء موطن العمانين سابقا.

وهن اهتمامه في الكتاب الماضي بزنجبار و تخصيصه كتاب لها قال: لا أخفي عليك بأني قاريء نهم ومهووس بكتب التاريخ والجغرافيا، وقد هالني ما قرأت عن تاريخ عمان في زنجبار ووجود كثير من الشواهد الدالة على ذلك وعلى تاريخ عمان الموغل في القدم في أفريقيا، لذلك عزمت المضي قدما نحو توثيق وتسجيل تلك الشواهد والعمل نحو الالتقاء بكثير من العمانين المقيمين هناك حتى يكون مضمنا في في إصداري القادم، حيث أنوى أن أكتب كتابا عن زنجبار وعن الأثار والوجود العماني هناك. كما لا أخفيك سرا أنني من عشاق استكشاف الطبيعة الخضراء بكل مكنوناتها الجميلة الممثلة في الابتعاد عن الضوضاء وعن المدن بأزدحامها والتي تكدرها أصوات المدينة وضجيجها مفضلا البحث عن السكينة والراحة في الدول التي أقوم بزيارتها بما تمتلكه من مقومات وكنوز، حيث أبتعد عن زيارة المدن حيث الإقامة في المدن لا تروق لي بتاتا، ولذلك في كل رحلاتي لا تخلو من معايشة الطبيعة، ولذا فلا يغيب عن هذه الرحلة أيضا الاستمتاع بالطبيعة هناك وخاصة بعدما قرأت وعرفت ووجدت أن زنجبار واحدة من الأماكن الرائعة والفريدة بطبيعتها البكر من شواطيء ورمال ومياه وخضرة وغيرها. كما أن هذه ارحلة تأتي استكمالا وجزء من رحلة ممتدة أنطلقت قبل عدة أشهر بعدما سافرت قبل ذلك إلى عدة دول أفريقية حتى وصلت أرخبيل زنجبار. واستطرد قائلا: هذه الرحلة تخللتها عدة وسائل فقد سافرت إلى هناك جوا ومن ثم أكمل مغامرتي هناك برا تارة وتارة عن طريق المراكب والعبارات البحرية لعدم وجود طرق برية تربط الجزر وبالمشي تارة، حيث على الرحال أن يكيف نفسه حسب ظروف كل بلد ومدى توفر وسائل النقل المختلفة.