طيبون لأبعد الحدود

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٠/يناير/٢٠٢١ ١٤:٣٢ م
طيبون لأبعد الحدود

بقلم: عيسى المسعودي ..

دائما مانسمع جمل وكلمات الإشادة والإعجاب من قبل الأشقاء والأصدقاء حول العالم على الشخصية العمانية وإنها جديرة بالاحترام والتقدير ويصفون العماني والحمدلله بالعديد من الصفات الحميدة من بينها الطيبة والأخلاق وسعة الصدر والنقاء والصفاء وقائمة طويلة من الصفات الجميلة وهذه مفخرة لنا جميعاً تنبع من بيئتنا الأصيلة ومن عاداتنا وتقاليدنا ومن التربية التي كان لها دور كبير في هذا التميز والإنفراد بين شعوب العالم مما أنعكس ذلك على عملنا وتواصلنا مع الآخرين وفي مختلف مجالات الحياة فكتسبنا بذلك ثقة العالم في كافة المحافل الإقليمية والعالمية التي كنا نشارك فيها كما ساهم ذلك في نجاحنا في إتمام العديد من الإتفاقيات والعقود المختلفة وتحقيق الشراكات الإستراتيجية سواء على مستوى الدولة أو على مستوى الأفراد وكرجال أعمال ومؤسسات استثمارية ولهذا لا نستغرب عندما تصدر بعض المؤسسات المتخصصة على مستوى العالم تقارير تفيد أن السلطنة تعتبر من أهم الوجهات على مستوى العالم التي يمكن العيش فيها بهدوء وسلام وآمان مع التمتع بالمقومات الأخرى السياحية والتراثية والتاريخية التي تنفرد بها عماننا الحبيية عن باقي دول العالم وبلاشك أن العماني يتصدر هذه المقومات بالمميزات التي يتحلى بها ليكسب قلوب الجميع وبمقدرته على التعايش السلمي مع مختلف جنسيات العالم.

لقد استثمرت السلطنة هذه المقومات الإنسانية طوال السنوات الفائتة ولقد كان للسلطان قابوس بن سعيد ، طيب الله ثراه ، دوراً كبيراً في تعريف العالم بالشخصية العمانية المتفردة فنجحت السلطنة في مساعدة العديد من دول العالم في نشر السلام والعمل مع الجميع على استقرار المنطقة فالجميع يلجأ إلى عمان وحكمتها عندما تغلق الأبواب أمامهم وبتوفيق من الله سبحانة وتعالي تحققت العديد من النجاحات والإنجازات في هذا المجال بحيث أصبحت عمان صديقة للجميع وذلك بفضل الشخصية العمانية وإدراتها وحكمتها في معالجة مختلف القضايا والتحديات وبنفس هذا النهج تجد السياسات الحكومية يتم تطبيقها في مختلف المجالات ومن بينها المجالات الاقتصادية فالعديد من الدول والمؤسسات والشركات وجدت التعاون والخير من عمان وشعبها طوال السنوات الماضية فعلى سبيل المثال حققت العديد من المؤسسات التجارية أرباح كبير من استثمارتها في السلطنة وذلك بفضل المميزات والخدمات والتسهيلات المجانية التي تقدمها السلطنة لهذه المؤسسات التي تمثل دول شقيقة وصديقة وفي مختلف المجالات مثل الاستثمار في النفط والغاز وفي الخدمات اللوجستية وفي التجارة والصناعة والتصدير والاستيراد وغيرها من المجالات حيث قامت حكومة السلطنة بتقديم مجموعة متنوعة من التسهيلات والحوافز لهذه الدول والشركات ولرجال الأعمال وبدون مقابل وبدون أن تستثمر السلطنة هذا التعاون وهذه الشراكات بشكل جيد يعود عليها بالخير فكان العمانيون يقدمون ويعطون كل شي ويقدمون الأراضي والتسهيلات والحوافز ولا يأخذون من وراء ذلك أي مقابل بل أحياناً العكس يحصلون على المشاكل والنقد من أطراف أخرى وهذا في عالم التجارة والأعمال غير منصف فكما تقوم السلطنة بدورها تجاه الآخرين فإننا ننتظر نفس المعاملة وقد يكون أكثر حتى يستمر هذا التعاون وهذه الشراكات التي تحقق النتائج الإيجابية لكافة الأطراف .

قبل أيام كنت في اجتماع مع أحد الأخوة من رجال الأعمال في محافظة شمال الباطنة وتحدثنا عن المجالات والفرص التجارية وبعض الخدمات والتسهيلات التي يحتاجها المستثمريين والمؤسسات ليحققوا نتائج أفضل ويساهموا في تعزيز مجالات التجارة في المحافظة ورفد المؤسسات الحكومية بالضرائب والرسوم وأيضا تحدثنا عن حجم التسهيلات والخدمات المجانية التي تقدمها الحكومة لمؤسسات وشركات من خارج السلطنة تستثمر في المنطقة وفي المناطق الأخرى، فقال إن إدارة هذه الشركات سعيدة جدا بالاستثمار في السلطنة فهم يقولون أن العمانيين « طيبون لأبعد الحدود « فهم يقدمون الكثير لإنجاح عمل مؤسساتنا دون أي مقابل وهنا يجب ان نضع على جملة « طيبون لأبعد الحدود « أكثر من خط ونقف عند هذه الجملة لنعيد حساباتنا فتقديم التسهيلات والحوافز رغم أنها مهمة في عالم التجارة وأحياناً ايضا يتم تقديم الهبات لشركات تمثل حكومات لدول شقيقة وصديقة لكي يستثمروا في البلد بحجة تعزيز التعاون بين البلدين يجب أن يعاد النظر فيه فعلى الحكومة أن تستفيد أيضا من استثمار هذه الشركات في البلد وأن لا تكون هذه الاستثمارات الاجنبية على حساب الشركات المحلية فهناك أعمال وفرص ممكن أن تعطى لشركات محلية بدل أن تعطى لشركات أجنبية كذلك يجب أن تدفع هذه الشركات الرسوم والضرائب وتوفير الفرص للمواطنيين فليس تعزيز التعاون المشترك يعني التساهل في حقوقنا فكل الدول تعمل بنفس الأسلوب مع هذه المؤسسات فتخيلوا مثلا لو أرادت شركة عمانية أن تستثمر في إحدى دول المنطقة أو في إفريقيا أو أوروبا أو في أي مكان في العالم فكيف سيكون التعامل معها ؟ إننا أمام نهضة متجددة تشمل كافة مجالات الحياة ومن بينها المجالات الاقتصادية والاستثمارية وهي من أهم المجالات في رؤية 2040 لذلك علينا مواكبة هذه النهضة وإعادة حساباتنا وسياساتنا في كيفية التعامل مع الآخرين خاصة في مجال الاستثمارات وعند التفاوض مع حكومات الدول فجملة «طيبون لأبعد الحدود «جملة مطاطية يجب إعادة صياغتها من جديد .