علي اللواتي .. أول خليجي يفوز بجائزة "محمد مكية" للعمارة

مزاج الأربعاء ٢٠/يناير/٢٠٢١ ١٣:٠٤ م
علي اللواتي .. أول خليجي يفوز بجائزة "محمد مكية" للعمارة

مسقط - خالد عرابي

فاز المهندس المعماري والإعلامي علي بن جعفر اللواتي مؤخرا بجائزة محمد مكية للعمارة 2020 التي تقدمها مؤسسة تميز للعمارة ليصبح بذلك أول عماني بل وخليجي يحصل على الجائزة منذ انطلاقها.. "الشبيبة" التقته ليحدثنا عن هذا الفوز وهذه الجائزة.

في البداية أكد اللوالتي على أن هذه الجائزة تتخذ أهميتها من حملها لاسم المهندس المعماري العراقي الدكتور محمد بن صالح مكية "رحمه الله" الذي أسس أول قسم للعمارة في المنطقة العربية عام 1948 وقدم تحفا معمارية في مختلف عواصم المدن وكانت آخر أعماله تصميمه لجامع السلطان قابوس الأكبر بمسقط. وتعرف الجائزة بشخصية العام المعمارية وتمنح للأفراد والمؤسسات ممن لهم مساهمات في تحسين وتقدم العمارة والبيئة العمرانية (بصورة مباشرة أو غير مباشرة) في الشرق الأوسط، في فترة محددة،

علي اللواتي، مهندس معماري وإعلامي، يعمل بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وهو معد ومقدم لبرامج إذاعية ثقافية متخصصة في العمارة عبر إذاعة سلطنة عمان، باحث بكلية العمارة بجامعة ليفربول بالمملكة المتحدة، عضو الجمعية الملكية للمعماريين البريطانيين وعضو جمعية المهندسين العمانية وممثل عضوية السلطنة لدى هيئة المعماريين العرب إحدى الهيئات واللجان التابعة لاتحاد المهندسين العرب، حاصل على جائزة محمد مكية للعمارة 2020.

وبسؤال اللواتي عما يمثله له الفوز بجائزة محمد مكية للعمارة قال: أفتخر كثيرا بحمل جائزة باسم المعماري العربي القدير الدكتور محمد بن صالح مكيّة -رحمه الله- الذي يعتبر المؤسس لتخصص العمارة في المنطقة العربية، فلم تكن هناك مدرسة أو كلية جامعية لتدريس العمارة باستثناء المهندس خانة في الأزهر بمصر، وبعد تخرج د. مكية من دراسته بجامعتي ليفربول وكامبردج ببريطانيا عاد إلى موطنه العراق في العام 1948 وله الفضل في تأسيس التخصص تحت كلية الهندسة بجامعة بغداد وهو أول برنامج مهيكل للعمارة في المنطقة العربية، ومن ثم تنافست الجامعات لتدشين البرنامج وتدريسه والفضل يعزى اليه في ذلك. أضف إلى ذلك أن له بصمات في كل العواصم فهناك جامع الخلفاء في بغداد وجامع الدولة الكبير في الكويت وتحفته المعمارية الرائعة التي كانت آخر تصاميمه قبل وفاته؛ وهي جامع السلطان قابوس الأكبر بمسقط. لذلك فهو شرف واعتزاز لي أن أحمل جائزة باسم هذا المعماري القدير وأن أكون أول عماني وخليجي يفوز بالجائزة.

وأضاق اللواتي قائلا: الحقيقة كوني عُمانيا فإنه مصدر فخر لي رفع اسم السلطنة في محفل معماري دولي، فطوال السنوات العشر السابقة ومنذ انطلاق الجائزة لم يفز بها أي خليجي، ولم تذهب الجائزة بعيدا عن بلد الاستحقاق فالدكتور مكية له صلة وثيقة بسلطنة عُمان، وكان يزور المشاريع التي يشرف على تنفيذها في مسقط باستمرار، وقدّم مقترحات عديدة لتخطيط مدينة مسقط إبان انطلاق النهضة المباركة، ولا يمكن لأي زائر لمسقط أن يتجنب جامع السلطان قابوس الأكبر حتى وإن لم يعرف من هو المصمم المعماري. الجانب الآخر أن عُمان ما فتأت في الاستثمار في تعليم أبنائها وتدريسهم من الصفوف الأساسية والتعليم الثانوي حتى المرحلة الجامعية والدراسات العليا، وها هم أبناء عُمان اليوم يتواجدون في مختلف المحافل الدولية بفضل تلك الجهود التي ابتدأها باني نهضة عُمان الحديثة جلالة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- ويواصلها في العهد الجديد مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق -أيده الله- وانتهز هذه الفرصة لتجديد الولاء والعرفان للمقام السامي وله أهدي هذا النجاح باسم عُمان. كما ولا يفوتني أن أوجه الشكر إلى الداعمين وفريق العمل في إذاعة سلطنة والمخرجين حمد الوردي، أحمد العريمي، علي العجمي، والمسؤولين في إذاعة سلطنة عُمان الأفاضل هلال المشيفري وسالم الكثيري، والشكر موصول لمعالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام الموقر وسعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل الوزارة للإذاعة والتلفزيون على دعمهم وتشجيعهم الدائم.

مسافر بين العواصم العربية

وعن كيفية تقدمه للجائزة قال: كنت أتنقل مسافرا بين المدن والعواصم العربية للقاء المعماريين بغرض تسجيل حوارات معهم لصالح إذاعة سلطنة عُمان مستغلا المناسبات والفعاليات المعمارية من معارض وملتقيات ومنتديات أو محاضرات ومؤتمرات، وعند تواجدي بالعاصمة الأردنية عمّان حضرت معرضا وحفل تكريم لجوائز مؤسسة تميّز المعمارية ويومها تم تكريم المعماري العراقي معاذ الآلوسي بجائزة الإنجاز المعماري مدى الحياة، وهو بالمناسبة قدّم للسلطنة بعض التصاميم مثل جامع عبدالرضا سلطان بروي بمنارته البيضاء المستطيلة، وصمم كذلك مبنى المديرية العامة للتراث في محافظة ظفار، وفرع البنك المركزي العُماني في صلالة قبل التجديد، ومبنى السفارة القطرية بمسقط، وبعد عودتي إلى مسقط وبث الحلقة التي لاقت رواجا وانتشارا في مختلف الدول العربية؛ تلقيت اتصالا من مؤسسة تميّز بلندن تدعوني لترشيح البرامج الإذاعية المعمارية كمشروع ثقافي مؤثر في تحسين البيئة العمرانية في الشرق الأوسط، وعليه قمت بتعبأة استمارة الترشح وكنت ضمن القائمة القصيرة للجائزة التي أُعلنت في وقت سابق.

وأوضح قائلا: يقام حفل سنوي لتوزيع الجوائز وتكريم الفائزين ينظمه مكتب الجائزة ولكن نظرا لظروف التباعد الاجتماعي الناتج عن انتشار جائحة (كوفيد-19) (فيروس كورونا) فقد تم إبلاغنا بتأجيل موعد الحفل الى الربع الأخير من العام الجاري، وقد كان الحفل في السنوات السابقة يقام في المملكة الأردنية الهاشمية وتتنافس دول أخرى لاستضافة الحفل في النسخ القادمة. والجائزة عبارة عن وسام قام بتصميمه الراحل المعمار محمد مكية مع شهادة من مؤسسة تميّز.

وعن حيثيات الفوز التي عرفها قال على اللواتي: كان الإنجاز الذي لفت نظر لجنة التحكيم هو خلق فضاء ومساحة للمهندسين المعماريين والمتخصصين بالمجالات المرتبطة بالبيئة العمرانية للتحدث عن القضايا الملحة في الحقل بهدف نشر الوعي بين الجمهور وتعزيز ثقافة العمارة. وأعتقد أن أحد الإنجازات الرئيسية حتى الآن هو إنشاء منصة للمعماريين للتواصل مع الجمهور بشكل مباشر في لغة غير نخبوية، مما يساعد على تقليل الفجوة بين المهندسين والمعماريين والمخططين وصناع القرار وعامة الناس. وأضاف: المساهمة الأخرى هي نشر الوعي حول العمارة بين عامة الناس، فأنا ما زلت أقابل أشخاصا لا يفرقون بين المعماريين ومقاولي البناء، وهناك خطأ شائع بأن الهندسة المعمارية ليست سوى مجرد رسم خريطة على قطعة من الورق، ولكن الحقيقة هي أبعد من ذلك وأعمق بكثير فهي تؤثر على جميع مناحي الحياة. للأسف، فإن بعض الممارسات من المعماريين أنفسهم تعزز هذا المفهوم. أعتقد أن الإعلام يمكن أن يلعب دورا قويا لتغيير الرأي العام المتعلق في أذهان الناس عن مفهوم العمارة، ومن خلال البرنامج الإذاعي نعرّف ونقدّم العمارة ومعمارييها للعوام بشكل مبسط وكيف يمكن للمهندسين والمعماريين تغيير البيئة العمرانية إلى مكان أفضل للحياة.

سألت اللواتي: كيف تري العمارة في السلطنة؟ فأجاب: تزخر سلطنة عُمان بتراث معماري مميز وهذا ليس مجاملة في اسم عُمان وانما حقيقة لا يعرف عنها الكثير من الناس، فعلى سبيل المثال لدينا في عُمان عناصر معمارية متميزة لا تتوفر في أي منطقة أخرى من العالم الإسلامي، وأذكر منها على سبيل المثال عنصر (البومة) وهي قبة صغيرة في المساجد التقليدية في عُمان التي ظلت محافظة على شكلها الأصلي البسيط والمتواضع منذ عهد الرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- في حين أن بقية المساجد في العالم الإسلامي تغّيرت ودخلت عليها إضافات معمارية كالمنارة والقبة، وبتراكم الحضارات من الأموية حتى العباسية والعثمانية تغيّر شكل الجامع. بشكل عام؛ العمارة في سلطنة عمان أنيقة، بسيطة ومتواضعه دون ترف وبذخ أو إسراف، نابعة من روح الإنسان العماني المتسمة بالتواضع وعدم التكلف واحترام الأرض وطبيعتها، وهنا يكمن سر جمال العمارة العمانية.

وكيف تري الاهتماَم بالعمارة؟

العمارة في الفترة السابقة حظت باهتمام من باني نهضة عمان الحديثة جلالة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وكانت هناك لغة معمارية بمفردات القوس واللون الرملي وإعادة توظيف بعض العناصر المستوحاة من المباني الدفاعية على واجهات المباني الرسمية، وخصوصا التي يشرف عليها مهندسو المنشآت السلطانية كعنصر "المرقب" من العمارة العسكرية للقلاع (فتحة لاطلاق النار عبر الجدار). على مستوى مدينة مسقط فإن السلطات البلدية حرصت مشكورة على عدم خلق اخطبوط من التوجهات المعمارية المختلفة بالمدينة، والاحتفاظ باللون الأبيض على الخلفية الداكنة للجبال والحد من استخدام الواجهات المعدنية والزجاجية الغير المدروسة، ولكن المرحلة الحالية تحمل تحديات كبيرة للمعماريين والمخططين مع تذبذب أسعار الطاقة وشح المساحات للبناء ومشاكل الاحتباس الحراري وتطور تقنيات الذكاء الصناعي. الأمر الذي يتطلب من المعماري أن يكون أكثر وعيا وتحملا للمسؤولية تجاه مجتمعة من ناحية، ومن ناحية أخرى تحديث بعض التشريعات فقد بدأت بعض الدول بمراجعة قوانينها فيما يتعلق بالارتدادات الجانبية والنمو الرأسي، ونحن في عمان لسنا بمعزل عن العالم، وقد تتطلب الفترة القادمة اهتماما أكبر بالعمارة ومخرجاتها، وهنا أشد على جهود جمعية المهندسين العمانية في تصنيف المهندسين، وأرى ضرورة وجود نقابة للمهندسين بدلا من جمعية تطوعية دعما للمهنة في السلطنة.

حدثنا عن نفسك والبرامج التي قدمتها في اطار العمارة.

ولدت ونشأت في مدينة مطرح، في حارة (سور اللواتية) وهي من الأحياء التراثية القديمة ذات القيمة التاريخية والمعمارية المميزة، أضف إلى الأبراج وبقايا الأسوار والآثار العُمانية على قمم الجبال، فلا مفر من تشرّب عبق التاريخ الذي يحيط بك من كل صوب؛ ما كان له الأثر في اهتمامي بالتاريخ، وأحد العوامل للالتحاق بقسم الهندسة المعمارية بعد إنهاء الشهادة العامة. أيضا أذكر في المراحل الدراسية الأولى عندما كنت أتردد في سنوات الدراسة على أحد أقدم المكاتب الاستشارات الهندسية في مسقط، يملكه أحد أفراد العائلة وهو خالي المهندس مرتضى آل عيسى من المعماريين الأوائل في عُمان حيث أن المهنة لا تزال حديثة في المنطقة، كان الرسّامون في المكتب يعطوني ممحاة وقلما ومسطرة للرسم، وتدربت بمكتبه بشكل متقطع أثناء المرحلة الجامعية وكان له الأثر في تشجيعي لدراسة العمارة. بعد التخرّج التحقت للعمل بوزارة الثقافة والشباب والرياضية كمهندس معماري وعملت مع فريق لإنشاء مختلف مشاريع البنية الأساسية الرياضية. لم أتخلى عن اهتمامي بالتاريخ والتحقت للعمل كمحاضر بالتعاقد الجزئي بقسم الهندسة المدنية والمعمارية بالكلية التقنية العليا بمسقط لتدريس مادة تاريخ العمارة. وإلى جانب القطاع الهندسي، أعمل في القطاع الإعلامي معدّا ومذيعا لبرامج اذاعية ثقافية متخصصة بالعمارة. قمت بإعداد برنامج "الهندسة المعمارية في عُمان" (2016) و"العمارة الإسلامية" (2017) و"العمارة المستدامة" منذ (2016 وحتى 2019) و "صنّاع العمارة" (2018) و"حكاية مبنى" (2019) و "صوت العمارة" (2019-حتى الآن) باللغتين العربية والإنجليزية، وحاليا أواصل دراستي العليا بجامعة ليفربول وهي بالمناسبة الجامعة التي تخرج منها الدكتور محمد مكيّة وأطمح لتجسيد خطاه -رحمه الله- في خدمة العمارة ونشر المعرفة.

حدثنا عن الجائزة؟

جائزة محمد مكية للعمارة هي أيضا تعرف بجائزة شخصية العام المعمارية الشرق أوسطية، وهي جائزة سنوية من مؤسسة تميز للعمارة في لندن، وهي مؤسسة غير ربحية تدعمها جهات مختلفة من القطاع الخاص وجامعة كوفنتري، وتسعى المؤسسة لإبراز المعماريين الأفراد أو المؤسسات والجمعيات ممن لهم أثر ومساهمات في تحسين البيئة العمرانية في الشرق الأوسط والدفع لتقدم العمارة بشكل مباشر أو غير مباشر خلال فترة أربعة سنوات سابقة عن الإعلان وافتتاح باب الترشح للجائزة. ويتم اختيار الفائز عبر لجنة تحكيم دولية تضم معماريين وأكاديميين من مختلف الدول تفاضل بين المشاريع المترشحة الى القائمة القصيرة التي ضمت في هذا العام مشاركات من مصر والعراق والأردن والمملكة المتحدة وسوريا والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، وقد لفت نظري في هذا العام ضمن لجنة التحكيم المؤرخ والأكاديمي المعماري د. خالد السلطاني أستاذ النقد المعماري بالكلية الملكية للفنون الجميلة بكوبنهاجن بالدنمارك وآخرون من المعماريين ممن لهم تقدير واحترام في الأوساط المعمارية.

لماذا أطلقت برنامج صوت العمارة بنسخة باللغة الإنجليزية؟

حاليًا، أتواجد في انجلترا لغرض الدراسة العليا، ومستمر في تقديم البرنامج من مقر إقامتي ببريطانيا حيث أسعى جاهداً للقاء المعماريين المقيمين في المملكة المتحدة، والتواصل مع العديد من المكاتب المعمارية في لندن والمدن البريطانية الأخرى، والتنقل بين الجامعات والمعاهد الأكاديمية والجمعيات المعمارية لاستضافة معماريين جدد في كل أسبوع. التقيت على سبيل المثال بالمعماري الألماني باتريك شوماخر الرئيس التنفيذي لمكتب زها حديد المعمارية العراقية الشهيرة، وفي لندن كذلك تشرفت باستضافة فيلسوف العمارة د.رفعة الجاردجي قبل وفاته بشهر واحد، وكان آخر لقاء اعلامي أجراه لإذاعة سلطنة عمان. وسافرت كذلك إلى مملكة نيثرلاندز في وقت سابق من هذا العام وزرت عاصمتها أمستردام ومدينتي روتردام وأوتريخت، والتقيت هناك بمعماريين هولنديين. وأخطط للسفر بين المدن الأوروبية في السنوات الثلاث المتبقية القادمة من مدة دراستي وحضور الفعاليات المعمارية والمحاضرات والمعارض للتواصل مع المعماريين والمكاتب من أجل البرنامج، الذي أهدف من خلاله إلى خلق تواصل وتبادل للخبرات والأفكار بين المعماريين المقيمين في أوروبا والشرق الأوسط عبر أثير المذياع. شخصيا أظن أن الدول الأوروبية لديها خبرة أطول وأكثر تنظيما في مجال العمارة مقارنة بمنطقة الشرق الأوسط حيث لا تزال المهنة حديثة نسبيا. على سبيل المثال، يبلغ عمر بعض الجمعيات المعمارية هناك أكثر من 100 عام. كما ويعمل عدد كبير من المهندسين والمعماريين الأجانب في منطقة الخليج ولا يتحدثون العربية. وجدت أن إطلاق نسخة باللغة الإنجليزية ستساهم في إبراز المتحدثين غير العرب وتقديم مادة جديدة والوصول إلى قاعدة أوسع من الجمهور أيضًا.

هل تري ان هناك اقبال واهتمام بهذه النوعية من البرامج؟

انطلق البرنامج في يناير للعام 2016 وكان موسمه الإذاعي الأول ناجحًا، حيث كان أول برنامج ثقافي متخصص في العمارة والبيئة العمرانية. طبعا هناك برامج أخرى انطلقت بعد ذلك في المنطقة العربية لكنها لم تستمر، وأذكر أحدها استمر لموسمين فقط. أحسب انني الوحيد الذي استمر لمدة خمس سنوات وبظهور أسبوعي دون انقطاع ولازلت مواصلا. هناك صعوبات تواجه الاعداد للبرامج التخصصية وأعزو السبب وراء استمرار البرنامج الى الجهد في الإعداد الذي يتطلب قضاء ساعات في البحث عن المعماريين الذين قدموا تصاميما جيده، بالإضافة إلى الاستمرار في متابعة الجديد في العمارة بشكل يومي ومتابعة مختلف المنصات والمجلات المعمارية. التحدي يكمن في الوصول إلى الضيوف، فبعضهم في بلدان أخرى ويتطلب الانتقال والسفر ومقابلتهم في بلدانهم وتسجيل الحلقات ومن ثم بثها في مسقط. أنتهز فرصة السفر لحضور الفعاليات والمعارض والمؤتمرات المعمارية في دول أخرى وقد سافرت إلى عدة دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ولبنان والأردن ومصر لحضور بعض الفعاليات، وتسجيل الحلقات مع كبار المعماريين. انعكس ذلك في توسعة قاعدة الضيوف والمستمعين معا من بلدان مختلفة وأصبح البرنامج معروفا في الاوساط المعمارية، واليوم ونحن على أعتاب نهاية السنة الخامسة لانطلاق البرنامج ؛هناك جمهور واسع في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، من عُمان إلى المملكة العربية السعودية والعراق و مصر، مما يجعله أول برنامج إذاعي إقليمي معماري مستمر بدون توقف و باللغتين العربية والإنجليزية ويحظى بشعبية في الوسط المعماري.