الحرب السورية.. النار تستعر من جديد والتهديد يتضاعف

الحدث الاثنين ١٨/أبريل/٢٠١٦ ٢٠:٣٥ م
الحرب السورية.. النار تستعر من جديد والتهديد يتضاعف

اتهمت جماعات معارضة سورية مسلحة الاثنين 18 أبريل/نيسان 2016 مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بالانحياز لدمشق وحثت مفاوضي المعارضة على اتخاذ موقف أكثر صرامة في محادثات السلام في جنيف.

وأضاف خطاب موجه للمفاوضين ويحمل توقيع "فصائل الثورة السورية" دون ذكر جماعة بعينها أنه لم يتم الوفاء بالتعهدات الدولية بتقديم المساعدات ووقف قصف المناطق السكنية وإطلاق سراح المعتقلين.

وحث الخطاب الهيئة العليا للمفاوضات التي تجتمع مع دي ميستورا في جولة ثانية من محادثات السلام في جنيف على "اتخاذ موقف حاسم إزاء المناورات الأممية التي تعطي (الرئيس السوري بشار) الأسد مزيداً من الوقت للإمعان في قتل السوريين وترمي لتغيير الواقع عسكرياً على الأرض".

وتابع أن "الشعب السوري ومن خلفه فصائله الثورية يراقبون منذ بداية هذه المفاوضات ما يعتبرونه انحيازاً من قبل المبعوث الأممي (دي ميستورا) لتحقيق مطالب نظام الأسد والاستجابة لضغوطه ومناوراته التي تطيل أمد معاناة شعبنا وتسمح له بارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات الإنسانية بحق شعبنا".

وطرح دي ميستورا فكرة بقاء الأسد في السلطة بشكل رمزي على أن ترشح المعارضة 3 نواب للرئيس. ورفضت المعارضة الاقتراح جملة وتفصيلاً.

وتقول المعارضة إن الأسد يجب أن يترك السلطة ولا يمكن أن يكون جزءاً من الفترة الانتقالية.

ورفض الأسد فكرة تشكيل هيئة حكم انتقالية قائلاً إن بإمكانه بدلاً من ذلك توسيع نطاق حكومته لتشمل شخصيات معارضة ومستقلة حسب قوله

علوش يهدد

وهدد وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف بتعليق مشاركته في جولة المفاوضات الحالية فيما دعا كبير مفاوضي المعارضة محمد علوش الفصائل إلى الرد على انتهاك الهدنة.

علوش قال في تغريدة له على موقع تويتر "إخواننا أعلنت لكم قبل ذلك بطلب إشعال الجبهات وقد اشتعلت، فلا ترقبوا في النظام (...) ولا تنتظروا منه رحمة فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان".

وفي تغريدة ثانية، توجه علوش إلى الفصائل المقاتلة في سوريا بالقول "نحن معكم جميعاً، ولن نقبل أي تنازل عن أهداف الثورة، أنا شخصياً مؤيد لأي موقف تجمع عليه الفصائل مهما كان هذا الموقف".

وفي تصريحات صحفية قال علوش "لدينا أوراق كثيرة.. والخيارات مفتوحة على كثير من الاحتمالات"، مشدداً "لا يمكن مقايضة شعب مقابل رجل، موضوع بشار الأسد لا يمكن المساومة عليه ولا يمكن القبول به مطلقا في المرحلة الانتقالية".

معارك في اللاذقية

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً شرساً على القوات الحكومية السورية في محافظة اللاذقية الاثنين 18 أبريل/نيسان 2016 وحقق المقاتلون تقدماً منفصلاً في حماة القريبة مع تصاعد العنف في غرب سوريا.

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا أن القوات الحكومية نفذت ضربات جوية مكثفة في محافظة حمص أسفرت عن سقوط 4 قتلى وأن من المتوقع ارتفاع عدد القتلى مع إصابة آخرين بجروح خطيرة

وأعلنت جماعات لمقاتلي المعارضة السورية الاثنين بدء "معركة" جديدة ضد القوات الحكومية رداً على انتهاكات اتفاق هش لوقف العمليات القتالية مطبق منذ نهاية فبراير/ شباط الماضي.

وقالت هذه الجماعات في بيان لها إنها سترد "بقوة" على وحدات الجيش التي تطلق النار على المدنيين .

وتشمل هذه الجماعات فصائل تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر وجماعة أحرار الشام الإسلامية بحسب بيان مذيل بتوقيع محمد رشيد رئيس المكتب الإعلامي لجماعة جيش الأنصار، قال إن هذه الجماعات أنشأت غرفة عمليات مشتركة، ولم تحدد موقعا جغرافيا للمعركة الجديدة.

المفاوضات تنهار

ودفعت انتهاكات النظام السوري للهدنة رئيس وفد المعارضة السورية أسعد الزعبي لدعوة فصائل المعارضة للرد على هجمات قوات النظام، متهماً القوات الحكوميةَ باستغلال الهدنة لاستعادة السيطرة على مزيد من الأراضي.

وفي رسالة عبر الإنترنت لمقاتلي المعارضة، قال الزعبي إنه لن يواصل المفاوضات المنعقدة في جنيف إلى ما لا نهاية، مضيفاً أنه إذا استُهدف مقاتلو المعارضة بصاروخ فعليهم الرد بعشرات الصواريخ, واستغلال الهدنة كما يفعل النظام.

كما حذر نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض وعضو الهيئة العليا للمفاوضات عبد الحكيم بشار من أن وفد المعارضة قد يتجه إلى تعليق المفاوضات "إذا استمرت الأوضاع على هذا الشكل ولن يكون هناك آفاق لأي حل سياسي".

وبحسب بشار فإن المعارضة تجري "مراجعة كاملة" لمواقفها، على أن يعقد المنسق العام للهيئة رياض حجاب مؤتمراً صحفياً بعد ظهر الاثنين في جنيف لإعلان حصيلة اللقاءات والاتصالات.

طريق مسدود

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو في وفد المعارضة رفض الكشف عن اسمه، أن المفاوضات "وصلت إلى طريق شبه مسدود مع تعنت النظام على رفض نقاش مصير الأسد"، مضيفا أن الجولة الحالية "مهددة بالفشل إذا لم تتدخل الدول الكبرى المعنية بالنزاع السوري وتحديدا واشنطن وروسيا لممارسة الضغوط".

وفي وقت سابق، أكد المتحدث الرسمي باسم هيئة المفاوضات رياض نعسان آغا رفض الهيئة الخوض في عملية الانتقال السياسي قبل حسم مسألة تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة من دون بشار الأسد.

وطالب نعسان آغا في حديث للجزيرة الدول الكبرى لاسيما الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالعمل على وقف الانتهاكات المتكررة من جانب قوات النظام للهدنة الحالية في سوريا.

ويفترض أن تستأنف الاثنين المحادثات في جنيف بعد توقف ليومين، حيث يلتقي المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا صباحا والوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، على أن يجتمع مساء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات