منتجو العمل يتحدثون لـ «الشبيبة» «الجزيرة الوثائقية» تعرض ثلاثة أفلام عن جماليات المكان العُماني

مزاج الاثنين ١٨/أبريل/٢٠١٦ ١٨:١٦ م
منتجو العمل يتحدثون لـ «الشبيبة»

«الجزيرة الوثائقية» تعرض ثلاثة أفلام عن جماليات المكان العُماني

مسقط-إسلام سمحان

«سلطنة عمان من الأماكن التي تمتاز بديناميكية بصرية ساحرة، فتتنوع فيها الجغرافيا، والمناخ، والغطاء النباتي، الذي يمنحها جماليات من نوع خاص»، بعين المخرجِ تحدثَ عايد نبعة إلى «الشبيبةِ» واصفاً تجربتهُ في إخراج ثلاثة أفلام وثائقية حول السلطنة، من إعداد الزميل محمد محمود البشتاوي عرضتها قناة الجزيرة ضمن برنامج «كاميرا ومدينة»، ومن المقرر أن تعيد بث الحلقات مجددا في رمضان المقبل.

عُمان أدهشتنا

المنتج الأردني إيهاب خمايسة، وفي تصريح لـ «الشبيبة»، قال إن البرنامج حرص في جولته في العالم العربي على سياحة مختلفة: «سياحة تركز على الإنسان العربي وعلى ثقافته في ضمن بيئته الزاخرة بالتاريخ والحضارة»، مشيراً إلى أن السلسلة تهدف إلى «زرع الأمل في شباب العرب عبر تناولها لجماليات المكان والتركيز على النماذج الإيجابية في الحياة». وحول تجربة فريق العمل في السلطنة، قال خمايسة: «حقيقة جمال عُمان أدهشنا.. جمال المكان بما يمتاز به مناظر طبيعية وتنوع مناخي، جمال العبق التاريخي والحضاري، جمال الإنسان والعادات والتقاليد.. كل هذا يجعلنا نتطلع للعودة مرة ومرات لعمل أفلام عن السلطنة».

جماليات المكان

المخرج عايد نبعة، أكد أيضاً على «جماليات المكان العُماني» قائلا: سلاسل الجبال وتدرج الضوء، وصوت الماء المنساب في الأفلاج تحت الأرض وخارجها، يجعل منها مكانا يمتلك المقومات السياحية المميزة، سواءً التراثية، والطبيعية، في معظم المدن والمحافظات العمانية».

وعند حديثهِ عن مسقط، فإن عينه تلتقط جمالها العمراني، مشيراً إلى أن مسقط «مدينة ملتزمة بعدم بناء الأبراج الضخمة وحافظت على البساطة، وتجد اللون الأبيض الصافي هو اللون المسيطر على المشهد، ويحيط به اللون البني المكوّن للجبال الصخرية التي تلف المدينة، مع وجود لمسات أخرى لألوان متعددة تشكل زركشات لها هويتها الخاصة».
أما شواطئ السلطنة الرملية فهي بحسب تجربته «تمنح زائرها الراحة والهدوء، فالشواطئ تحيط بها سلاسل الجبال بألوانها البنية المتدرجة، بالإضافة إلى مشهد مغاير لا يمكن أن تجده في مكان آخر وهو انتشار الأزهار على الأرصفة والحدائق العامة، فنظر الأزهار يمنح الزائر والسكان الطمأنينة ويذكرك دائماً بالجمال، فتجد السكينة واللطف يسيطران على المكان».
ويستكمل المخرج حديثه عن السلطنة قائلا: عُمان فيها ميزة خاصة لا تجدها في أي مكان، وهي التنوع الجغرافي كما ذكرنا سابقاً من جهة، ومن ثم التنوع الثقافي، القائم على التناغم والتلاحم وكأنك في أسرة واحدة، فتجد جميع السكان سواسية، ومتساويين في الحقوق والواجبات؛ فيعتبر الجميع سلطنة عُمان مرجعهم ووطنهم» ويختم حديثه بأن «الموقع الجغرافي العماني المتميز وتمركزها على الطرق التجارية الرئيسية بين الشرق والغرب وبين العرب، منحها هذا الغنى الحضاري».

الوثائقي الإبداعي

يرتكز المخرج نبعة في معالجته الفنية للثلاثية على ما يُسمِّيه بـ «الوثائقي الإبداعي»، موضحاً في حديثهِ لـ «الشبيبة» إلى أنه عَمِدَ إلى «إعادة إنتاج اللحظة، والتقاطها ضمن لقطة مرسومة، وحوار شبه متفق عليه، هو ليس نصا مكتوبا، بل على العكس؛ يعتمد على تلقائية الضيوف، ولكنه يصور ويقطع بطريقة الفيلم الروائي، الأمر الذي ربما يخدم النصوص التي تقال، ويضعها في حالة من الديناميكية البصرية لتصل للمشاهد، وتخدم عملية التلقّي، فيمكن القول إن هذا العمل الوثائقي جاء في سياق درامي». ويشير نبعة إلى أن «الأساليب والمدارس الفنية في الفيلم الروائي أو الوثائقي تعتبر بمثابة طرق للتعبير والتواصل بين صناع الأفلام والجمهور المتلقي»، مؤكداً أن «الخطاب السمعي البصري لم يتوقف عن التطوّر والتقدم منذ نشأة هذا الفن إلى يومنا هذا، فجاء سياق الأجزاء الثلاثة التي صورت في السلطنة ضمن صيرورة عملنا في سلسة كاميرا ومدينة، في العالم العربي».

وحول خيط العمل الدرامي، يشير مخرج الثلاثية، إلى أن القصة تطورت منذ وصول الرحالة المصري «حامد موسى» إلى مسقط، وتواصله مع أصدقائه في عُمان، بطريقة بنائية درامية نوعاً ما، لنصل إلى اللقاء الأول مع مضيفته العمانية «نورا المير»، ومن ثم نذهب مع الشخصيات في رحلة مرسومة نحاول من خلالها وضع المشاهد في سياق الرحلة، ونحاول أن نغني الفيلم بتنويع زمان ومكان التصوير والضيوف، إلى غير ذلك.

يقول المخرج عايد نبعة إن شركة طيف للإنتاج التلفزيوني نفذت السلسلة في السلطنة بواقع ثلاثة أجزاء، بمدة نصف ساعة لكل جزء، مشيرا إلى أنه من الصعب بمكان أن تكون هذه الأجزاء الثلاثة كافية للحديث عن السلطنة؛ «فهذا البلد بعمقه ومورثه الحضاري والإنساني الذي يعود إلى آلاف السنين ستكون الأجزاء الثلاثة التي صورت فيه بمثابة «بوابة» أو «عتبة» أو لنقل بمثابة توطئة للمكان».

وكما شاهد الجمهور العربي الذي تابع سلسلة «كاميرا ومدينة» أن السلسلة تعتمد على الرحالة المصري «حامد موسى» الذي يزور العالم العربي، حيث لديه في كل بلد صديق أو صديقة كان قد تعرف عليه أو عليها عبر الإنترنت أو قد يكونا قد التقيا في بلد محايد.

تقوم الفكرة بالأساس على ما يرسمه الصديق في جدول زيارة الضيف -الرحالة- ليتعرف على المكان كما يراه صديقه وكما يحلم أن يخرجه للعالم، فتبدأ الجولة لتكشف عن خبايا وسحر الأماكن وسحر قاطنيها، فعندما وصل الرحالة المصري حامد إلى السلطنة استقبلته صديقته نورا المير وهي شابة عمانية تحمل شهادة في الجيولوجيا، تصحبه إلى الكثير من الأماكن داخل العاصمة مسقط، وخصوصاً مطرح القديمة وسوقها الساحر، فيتعرف حامد على بعض مظاهر الثقافة العمانية، مثل الحلوى العمانية واللباس التقليدي والطعام التقليدي، ويتعرف على صيد السمك ومن ثم يتجول في بعض متاحف المدينة.

حتى ينتقل مع صديق آخر إلى زيارة مدينة صور للتعرف على صناعة السفن القديمة التي حافظ عليها السكان، وهم «أسياد البحر» العمانيين الذين قطعوا البحار وصولاً إلى الصين في طرق التجارة القديمة، ومن ثم ينتقل الصديقان إلى محافظة الداخلية لزيارة مدينة نزوى، وزيارة قلعتها الشاهدة على التاريخ، وبعض مزارعها المتنوعة بسبب تدفق الماء في الأفلاج تحت الأرض وخارجها، ومن ثم إلى حمرا العبريين إحدى المدن القديمة والتاريخية، ليلتقي مرة أخرى بالمكان والإنسان متجولاً بين البيوت الطينية القديمة وصولاً إلى «السبلة» وهي مكان اجتماع الأصدقاء لتداول الأحاديث والأخبار والتعليق عليها، المكان الذي يجتمع فيه الصغار من الشباب مع كبار السن لتبادل التجارب والخبرات.

ومن ثم يصعدون إلى الجبل الأخضر ليتعرف حامد كيف يعيش الناس في قمم الجبال، تلك الحياة الصلفة، حيث يزرع الناس الأرض المتعرجة والجبلية متحدين كل المصاعب في مشهد طبيعي متنوع، ومن ثم يصعدون إلى إحدى قمم جبل شمس والذي يعتبر الأعلى في الشرق الأوسط ليشهدا غروب الشمس الساحر.

يسافر بعدها حامد إلى ولاية ظفار، ليلتقي مرة أخرى بطبيعة مختلفة، حيث يستقبله صديقه الشاعر محمد الشحري، ليتعرف على لغات ولهجات أخرى انبثقت من طبيعة المكان، حيث جمال البحر الذي تحيط به الجبال الخضراء الممتدة.

نبعة: «الثلاثية» لا تكفي للحديث عن السلطنة وموروثها الحضاري والإنساني