مسقط - العمانية
ينظم النادي الثقافي بالتعاون مع جمعية الصحفيين العمانية في 25 من أبريل الجاري ندوة "الصحافة العمانية المهاجرة" في إطار البرامج والفعاليات المختلفة التي ينفذها النادي ضمن سلسلة برامجه لهذا العام. تسلط الندوة الضوء على ظاهرة الصحافة العمانية المهاجرة وشخصيات مؤسسيها الأوائل والقضايا التي تناولتها ودراسة التطور التاريخي الذي مرت به الصحف العمانية المهاجرة ومقارنته بالتطورات التي شهدتها الصحافة العربية والعالمية ودراسة وتقييم الخصائص الفنية للصحف العمانية المهاجرة والتعرف على تاريخ الصحف العمانية المهاجرة واتجاهاتها واستعراض سير مؤسسي الصحف العمانية المهاجرة وإسهاماتهم المهنية والثقافية.
وتتطرق الندوة الى ثلاثة محاور رئيسية منها تاريخ الصحف العمانية المهاجرة واتجاهاتها التي تركز على تاريخ نشأة الصحف العمانية، وفترات ظهور هذه الظاهرة ودواعيها من ناحية، والاتجاهات التي اتجهتها تلك الصحف من الناحية الفنية والمهنية حيث ستتم مناقشة هذا المحور في الجلسة الأولى التي سيديرها الدكتور عبيد الشقصي من خلال ثلاث ورقات عمل تتحدث الورقة الأولى عن "تاريخ الصحافة العمانية في شرق إفريقيا" للدكتور محسن الكندي والورقة الثانية تتحدث عن " الصحافة العمانية في الدول العربية" للدكتور انطوان عبده أما الورقة الثالثة في هذا المحور فسيتحدث فيها الدكتور محمد الياس عن "تاريخ الصحافة العمانية في شبه القارة الهندية".
وسيكون المحور الثاني في الجلسة الثانية "مؤسسو الصحف العمانية المهاجرة: قراءة في سيرهم وإسهاماتهم المهنية والثقافية" حيث يسبر هذا المحور مؤسسي الصحف التي تأسست في السلطنة وهاجرت إلى الدول الأخرى، في محاولة لحصر أسمائهم وفترات حياتهم وإنجازاتهم في المجال الصحفي والمهني على المستوى الثقافي من خلال ورقة عمل يقدمها الشيخ سيف بن هاشل المسكري بعنوان "مؤسسو الصحافة العمانية في شرق إفريقيا".
وتختتم الندوة في جلستها الثالثة باستعراض المحور الثالث حول الخصائص الفنية للصحف العمانية المهاجرة ويشتغل هذا المحور على تحليل الخصائص الفنية للصحف العمانية المهاجرة وتحديدها تحديدا علميا دقيقا استناد إلى ما هو متوفر من تلك الصحف من خلال ورقتي عمل للدكتور عبدالله الكندي بعنوان "الخصائص الفنية للصحف العمانية في شرق إفريقيا" والورقة الأخري بعنوان "الخصائص الفنية للصحف العمانية في الدول العربية". وسيقام على هامش الندوة معرض للصحف العمانية المهاجرة بالتعاون مع وزارة الإعلام بالإضافة إلى وثائق ذات صلة بتلك الصحف أو شخصيات مؤسسيها.
الجدير بالذكر أن بعض الدراسات والوثائق المتوفرة لدى المؤسسات العلمية والمراكز البحثية، ولدى الأشخاص المهتمين أيضا، تشير إلى وجود نشاط صحفي قام بتأسيسه ورعايته عدد من الشخصيات العمانية التي عاشت في عدد من البلدان خارج الإطار الجغرافي المعاصر للسلطنة. وقد أسست تلك الشخصيات مشاريعها الصحفية انطلاقا من عدد من الأسباب والدوافع، كما أنتجت ضمن جهودها واهتماماتها مشاريع صحفية متفاوتة من حيث الأنواع (صحف، ومجلات، ونشرات، الخ) ومن حيث المضامين والاتجاهات، وجودتها الفنية. وتنتمي هذه الصحف إلى مجال بحثي مرتبط بتاريخ الصحافة العربية يسمى " الصحافة المهاجرة"، وهو مجال بحثي خصب وثري بالكثير من الدراسات والمؤلفات المنشورة. وتوصف الصحف بـ "المهاجرة"، حسب بعض المصادر والموسوعات، بسبب هجرة أصحابها وتأسيسهم لمشاريع خارج حدود أوطانهم، أو بسبب هجرة الصحيفة من حدودها الوطنية أو دولة المنشأ إلى دولة أخرى، أو للسببين معا. وقد تتبع مؤرخو تاريخ الصحافة العربية في أكثر من بلد المشاريع الصحفية المهاجرة والتثبت بمدى علاقتها بتاريخ الصحافة في بلدانهم وتسجيل مشاريع الريادات الصحفية توثيقاً للعمق التاريخي والحضاري لهذه البلدان، على اعتبار أن الصحافة -كانت و لا ترال- مؤشرا من مؤشرات العمق الحضاري للأمم والحضارات، وسجلا حافظا لتطوراتها وإنجازاتها. وتكتسب دراسة ظاهرة هجرة الصحافة العمانية أهمية مضاعفة نظرا لارتباطها بقضية تاريخ الصحافة العمانية التي هي على جانب كبير من الأهمية وتحتاج إلى دراسة وبحث مكثف لأن المتوفر من الدراسات عن تاريخ الصحافة العمانية لا يقدم إلا النزر اليسير من تاريخها وإسهامات روادها المؤسسين. وبالتالي فإن جمع المشاريع الصحفية المهاجرة والمتناثرة في عدد من دول العالم ودراستها سوف يسهم بلا شك في كتابة أجزاء كبيرة من مراحل تاريخ الصحافة العمانية وسد ثغرة معرفية واضحة في التاريخ العماني. ويمكن لهذه الندوة أن تشجع الباحثين والمهتين على إجراء المزيد من الدراسات لمشاريع الصحافة العمانية المهاجرة من مداخل مختلفة ومتعددة.