شرطة عمان السلطانية.. مظلة أمنية واسعة

بلادنا الثلاثاء ٠٥/يناير/٢٠٢١ ٠٩:٣٠ ص
شرطة عمان السلطانية.. مظلة أمنية واسعة

مسقط - الشبيبة

بمناسبة يوم شرطة عمان السلطانية، الخامس من يناير، تختتم كلية الشرطة بأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة صباح اليوم الثلاثاء البرنامج التدريبي لدورة الضباط الجامعيين السادسة والأربعين، والدفعة الثالثة والأربعين من الضباط بنظام الدبلوم، والدفعة السابعة بنظام الخدمة المحدودة، والدفعة السابعة والأربعين من الضباط الجامعيين التخصصيين.

كما سيرعى معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك تدشين ثلاثة أنظمة إلكترونية تتعلق بجودة العمل بشرطة عمان السلطانية وما تقدمه لمنتسبيها.

الخامس من يناير

استمراراً للمسيرة المباركة والنهضة المتجددة التي يقودها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى ـ أيده الله ـ، يغتنم منتسبو شرطة عمان السلطانية مناسبة الخامس من يناير، يومهم السنوي، لرفع أسمى آيات الوفاء للمقام السامي ـ حفظه الله ورعاه ـ، معاهدين الله بالسير تحت قيادته بعزيمة وإرادة صلبة وهمة وقّادة.

وبهذه المناسبة المجيدة، يفخر منتسبو شرطة عمان السلطانية بما تحقق من إنجازات لهذا الجهاز الشامخ، فقد صدقوا الوعد وأدوا الأمانة بكل اخلاص وتفانٍ، وأثبتوا كفاءة عالية في التعامل مع جميع المستجدات والأحداث، أبرزها التعامل مع جائحة كورونا (كوفيد19)، وتطويع التقنيات الحديثة في تقديم أفضل الخدمات الشرطية، إلى جانب الانجازات التي تحققت في المجالات الجنائية والمرورية والجمركية.

إن منجزات شرطة عمان السلطانية لم تتحقق في ليلة وضحاها، بل سبقتها خطط واستراتيجيات مدروسة وممنهجة، وجهد دؤوب متواصل، فالمتتبع لتاريخ شرطة عمان السلطانية يدرك مستوى التطوير والتحديث الذي شهدته الشرطة في مختلف المجالات والميادين من أجل بسط مظلة الأمن والأمان في ربوع عمان، وإيجاد أنظمة إلكترونية متكاملة وتقريب وتبسيط وتجويد الخدمات الشُرطية.

شراكة مجتمعية

إن معطيات العمل الشرطي في مختلف أفرعه وتشكيلاته المتعددة وطدت وجه العلاقة بين شرطة عمان السلطانية والمجتمع، فالمجتمع العماني يلاحظ بجلاء قوة التكامل والشراكة من أجل ارساء دعائم الأمن والأمان، فقد ساهم المواطن العماني في انجاح العمل الشرطي من خلال فهمه العميق لأهداف الشرطة الذي كان ولا يزال عوناً وشريكاً حقيقياً من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.

فالعلاقة بين الشرطة والمجتمع علاقة شراكة وتكامل من أجل إرساء دعائم المواطنة والقانون، وأهم الوسائل التي تساند المجتمع لضبط سلوكيات أفراده وتوجيهها، وهو التجسيد الطبيعي لسلطة المجتمع في حفظ الأمن والنظام وتنفيذ القوانين التي تضعها السلطنة لصالح مواطنيها، أهمها رعاية حقوق الانسان والاتجار بالبشر، فالشرطة جزء من المجتمع والمجتمع نفسه هو الغاية التي وجدت من أجلها الشرطة.

منظومة تدريب متقدمة

إن إنجازات شرطة عمان السلطانية لم تكن لتتحقق دون تدريب متقن وفكر صائب انتهجته شرطة عمان السلطانية في تطوير العنصر البشري الذي هو صانع التنمية ومحركها، فقد وجهت القيادة العامة للشرطة دفة اهتمامها نحو إعداد وتأهيل منتسبيها بما يتوافق مع طبيعة المهام الملقاة على عاتقها، وينسجم مع التحديات الأمنية المستجدة، من خلال أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة ومعهد تدريب الضباط وإدارات وأقسام التدريب بمختلف تشكيلات شرطة عمان السلطانية، والتي تؤدي دورها التأهيلي باستخدام أحدث البرامج التدريبية والتعليمية والتطبيقات العملية التي تكسب منتسبي الشرطة المهارات اللازمة للتعامل مع مختلف القضايا والاحداث الأمنية.

ومع هذا النجاح المتواصل والعمل الدؤوب لا تتوانى شرطة عمان السلطانية في بذل مزيد من العمل وتقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين والزوار، فجميع هذه المبادئ كانت بمثابة المرتكزات التي تسير عليها شرطة عمان السلطانية لتحقيق الخدمات المتجددة من أجل بناء شرطة عصرية متكاملة منسجمة مع جميع مؤسسات المجتمع المدني.

نعيش هذا اليوم المجيد وشرطة عمان السلطانية محط أنظار الجميع بما حققته من نجاحات وإنجازات واقعية وملموسة في مختلف الأصعدة.

صفر إرهاب

حصلت السلطنة على درجة (صفر إرهاب) للمرة الثامنة على التوالي وفق المؤشر العالمي للإرهاب في العالم 2020م.

وتمثل الدرجة التي تحافظ عليها السلطنة منذ أول إصدار للمؤشر في 2012م ذروة الأمان من التهديدات الإرهابية، بحسب التقرير الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام الذي يعد أحد أبرز مراكز الأبحاث العالمية.

ويرجع الفضل في تحقيق هذا الإنجاز إلى القيم الحميدة للمجتمع العماني والإرث التاريخي والثقافي للسلطنة الذي ينبذ التعصب والكراهية، الأمر الذي مكّن شرطة عمان السلطانية والجهات العسكرية والأمنية الأخرى من الحفاظ على استتباب الأمن والأمان في السلطنة، إلى جانب اهتمام الحكومة الرشيدة ودعمها لشرطة عمان السلطانية والتطور الكبير الذي شهدته الشرطة في مختلف المجالات.

ومن أجل تعزيز هذه الجهود، تحرص شرطة عمان السلطانية على التعاون مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني إضافة إلى التعاون مع وسائل الإعلام لبث التوعية بين مختلف فئات المجتمع.

مظلة أمنية واسعة

تحرص شرطة عمان السلطانية على توفير التغطية الأمنية والحضور الشُرطي في جميع المواقع، من خلال مراكز الشرطة المنتشرة في أرجاء السلطنة وتوفير خدمات المرور والجوازات والإقامة والأحوال المدنية عبر مراكز الخدمة بمختلف الولايات، إضافة إلى وحدات الاسناد لشرطة المهام الخاصة التي تتمتع بأعلى مستوى من التدريب والكفاءة في العمل على مواجهة أي طارئ والاستعداد لتقديم الاسناد والدعم لجميع تشكيلات شرطة عمان السلطانية المزودة بالمعدات والآليات المتطورة.

مكافحة الجريمة والمخدرات

ضمن ملامح التطور والتحديث الذي تحقق فيما يخص العمل الجنائي فإن المؤشر الجرمي لعام 2020م يعكس التطور والتحديث في منظومة العمل الشرطي، فقد سجل انخفاظاً نسبياً في الجرائم المتعلقة بالمجتمع، كجرائم السرقة والابتزاز الإلكتروني وغسل الأموال والحريق عمداً.

ونفذت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية خلال العام الماضي 2020م عمليات نوعية تمكنت خلالها من ضبط العديد من شبكات التهريب والاتجار بالمخدرات.

وانعكست الجهود التي تقوم بها شرطة عمان السلطانية للتصدي للجرائم بكافة أشكالها ومكافحة المخدرات في حجم التفاعل الدولي مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية فقد توسع نظام التعاون الدولي بين السلطنة والدول الأخرى في مجالات متعددة منها سبل التعامل مع الأوضاع الأمنية والجرائم العابرة للحدود في ظل تفشي فيروس كورونا (كوفيد19) سواء فيما يخص تقييم العمل الشرطي وتبادل الخبرات والتجارب، إضافة إلى التعاون في مجال توقيف المجرمين والهاربين من العدالة، وتمرير وتبادل المعلومات عن الظواهر الجرمية بأفضل المستويات في مجال سرعة الاستجابة واتخاذ الإجراءات اللازمة.

سواحل آمنة ورقابة مستمرة

تجوب زوارق شرطة خفر السواحل البحار الإقليمية العمانية مؤدية واجبها الأمني والإنساني بالتعاون مع الجهات العسكرية والأمنية الأخرى، فبالإضافة إلى عمليات البحث والإنقاذ تضطلع شرطة خفر السواحل بمهام التصدي لعمليات التهريب والقرصنة والتسلل، وحفظ الأمن والنظام داخل الموانئ والمرافق البحرية وكذلك حماية المنشآت الهامة التي تقع على الشواطئ والتنسيق مع الجهات المختصة في مكافحة التلوث البحري.

وتضم قيادة شرطة خفر السواحل بمنطقة سداب في محافظة مسقط مرسى مدعما برصيف عائم بمواصفات قياسية لرسو الزوارق بأحجامها المختلفة، كما تضم إدارة للعمليات مجهزة بأحدث وسائل الاتصال والتكنولوجيا والملاحة البحرية، وإدارة الإنقاذ البحري والتي تقدم يد العون والمساعدة لمرتادي البحر من خلال فرق عمل دائمة الحضور وعلى أهبة الاستعداد للتدخل في حالات الغرق والحوادث البحرية المختلفة.

طيران الشرطة .. كفاءة واقتدار

عززت شرطة عمان السلطانية دور الإدارة العامة لطيران الشرطة التي تقوم بإسناد التشكيلات المختلفة في أداء مهامها. فهي تقوم بدوريات لمراقبة الشريط الساحلي للسلطنة، ورصد القوارب المشتبه فيها في البحر الإقليمي للسلطنة، إضافة إلى نقل القوة البشرية من تشكيلات الشرطة الأخرى إلى المواقع النائية وذات التضاريس الصعبة والتي تحتاج إلى وجود أمني مستمر.

وخلال فترة منع الحركة في جميع ولايات السلطنة تنفيذاً لقرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناجمة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) قام طيران الشرطة بإسناد التشكيلات الأخرى في تنفيذ القرار من خلال تسيير طائرات عمودية لمراقبة منع الحركة وإغلاق الأماكن العامة والمحال التجارية.

التحول الإلكتروني للحكومات

بإشادة من هيئة الأمم المتحدة ساهمت شرطة عمان السلطانية في حصول سلطنة عمان على المركز الـ50 عالمياً والخامس عربياً وفق تقرير التحول الإلكتروني للحكومات الذي يُقيِم مستوى تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية في 193 دولة ويصدر كل عامين، لتنظم السلطنة لأول مرة لمجموعة الدول «الأعلى مستوى» في الخدمات الحكومية الإلكترونية، محققة صعوداً من مجموعة الدول «عالية المستوى» في تقرير 2018.

التحول الإلكتروني في الشرطة

تحرص القيادة العامة للشرطة على تحقيق إستراتيجية عمان الرقمية وتنفيذ متطلباتها، من خلال تقديم خدماتها الإلكترونية للمواطنين والمقيمين وتبسيطها بما يكفل رضاهم وتطلعاتهم نحو خدمات إلكترونية تتميز بالكفاءة ومتاحة على مدار الساعة تُقدم من خلال عدة قنوات رقمية توفر لطالب الخدمة الجهد والوقت على حد سواء، فقد دأبت الشرطة خلال الفترة الماضية على مواكبة هذا التوجه من خلال إيجاد قواعد بيانات متكاملة وأنظمة إلكترونية متطورة وشبكات تربط كافة أنظمتها، تتميز بالكفاءة والأمان والموثوقية والجاهزية الإلكترونية.

وكذلك الإرتباط إلكترونياً مع الجهات ذات الصلة وتسهيل عملية نقل ومشاركة البيانات في ما بينها وتحليل احتياجات ورغبات المتعاملين وتطلعاتهم وتحويلها إلى أولويات، وتحقيقها وفق أهداف سليمة وواقعية واستشراف للمستقبل وفق خطط منهجية لتنفيذها مع الاستثمار الأمثل للكوادر البشرية والمالية المتاحة بكفاءة.

وقد حققت شرطة عمان السلطانية نجاحاً كبيراً في تقديم خدمات إلكترونية نوعية ومتكاملة للمواطنين والمقيمين والزائرين على حد سواء مستخدمةً أحدث التقنيات لتقديم الخدمة عبر الموقع الإلكتروني لشرطة عمان السلطانية والتطبيق الخاص بها على الهواتف الذكية وأجهزة الخدمة الذاتية.

خدمات إلكترونية متكاملة

يقدم تطبيق شرطة عمان السلطانية مجموعة متكاملة من الخدمات الإلكترونية تتميز بالتكامل والشمولية، فبالإضافة إلى المعلومات عن خدمات الشرطة ودليل هواتف الشرطة والاتصال بعمليات الشرطة بصورة مباشرة، يوفر تطبيق الشرطة منصة خدمات إلكترونية ذات فعالية عالية وسهلة الاستخدام لإتمام العديد من الخدمات مثل الاستفسار عن المخالفات المرورية ودفعها إلكترونياً، وتجديد سجل المركبات ورخص سياقة المركبات إلكترونياً والاستفسار عن حالة طلب التأشيرة، وطلب الحصول على شهادة عدم محكومية والحصول عليها إلكترونياً، وخدمة الإبلاغ عن فقدان أو سرقة الوثائق، والبحث عن أقرب مركز شرطة للشخص عن طريق نظام الإحداثيات الجغرافية وعرضها على الخريطة التفاعلية.

مؤشر التجارة عبر الحدود

‏ساهم الدور الكبير الذي قامت به شرطة عمان السلطانية ممثلة في الادارة العامة للجمارك في تسهيل التجارة وتعزيز القطاع اللوجستي بوضع السلطنة في صدارة مؤشر التجارة عبر الحدود ضمن تقرير ممارسة الأعمال 2020 ‏، حيث حصلت السلطنة على المركز الأول خليجياً في مؤشر التجارة عبر الحدود ومن أبرز ما تم رصده في التقرير تحديث البنية الأساسية في ميناء صحار وإدخال عمليات التفتيش القائمة على نظام إدارة المخاطر الإلكتروني وتطوير نظام التدقيق الإلكتروني.

تسهيلات ومبادرات جمركية

ويقدم نظام بيان الجمركي جميع الخدمات الجمركية إلكترونياً حيث أنه يضم نافذة إلكترونية واحدة ترتبط بـ(48) جهة حكومية، وقد حاز على جائزة أفضل مشروع حكومي متكامل ضمن جائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية في عام 2018 .

انخفاض أعداد الحوادث

شهدت السنوات الماضية (2015ـ2019) تطوراً ملموساً من ناحية ارتفاع مؤشرات السلامة المرورية وزيادة في أطوال الطرق وأعداد المركبات وهو ما رصده المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.

وتشير البيانات الصادرة عن المركز إلى أن أعداد الحوادث المرورية انخفضت خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 66.2% من 6 آلاف و279 حادثا في عام 2015م إلى ألفين و120 حادثا في عام 2019م وذلك في منحى تنازلي سجل نحو 4.7 ألف حادث في عام 2016م، و3.8 ألف حادث في عام 2017 و2.8 ألف حادث في عام 2018م.

التواصل مع المجتمع

تعمل شرطة عمان السلطانية على تنويع وسائل تواصلها مع أكبر فئة ممكنة من المواطنين والمقيمين مستخدمة في ذلك كافة الوسائل الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة، إضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

إلى جانب إصدار مجلة العين الساهرة وملحق الشرطي الصغير، بهدف بث التوعية وتعريف الجمهور بالخدمات الشُرطية.

الشرطة النسائية

إدراكاً لأهمية دور المرأة في أعمال حفظ الأمن والنظام وتقديم الخدمات الشرطية المختلفة، فقد كانت ولا زالت شرطة عمان السلطانية من المؤسسات الرائدة في إشراك العنصر النسائي في العمل الشرطي.