العلا..أول مدينة خليجية تستضيف القمة خارج العواصم

الحدث الاثنين ٠٤/يناير/٢٠٢١ ٠٩:٤٠ ص
العلا..أول مدينة خليجية تستضيف القمة خارج العواصم

مسقط - الشبيبة



بدأت الأنظار تتجه إلى محافظة العلا شمال غرب المملكة التي ستستضيف غدا الثلاثاء أعمال القمة الخليجية في دورتها الحادية والأربعين، ليعود الوهج التاريخي للعلا من جديد، الذي تميزت به منذ العصور الحجرية وعصور ما قبل التاريخ مرورًا بعصور الممالك العربية قبل الإسلام حتى العصر الإسلامي، فالعصر الحديث إذ كانت محل التقاء حضارات واديي «النيل» و»الرافدين»، والساحل الشرقي للبحر المتوسط من جهة وحضارات شبه جزيرة العرب وجنوب شرق أفريقيا وشرق آسيا من جهة أخرى.

وُعرفت «العلا» قبل الإسلام باسم «دادان» كما ورد في كتب الآشوريين والكتب العربية القديمة، وكذلك باسم «وادي القرى»، لكن اسمها ارتبط بإرث حضارة الأنباط الذين بنوا موقع الحِجر على بُعد 22 كم عن العلا، وأطلق عليها في العصر الحديث مسمى «العلا» بوصفها منطقة عالية عن سطح البحر.

واجتمعت في «العلا» كل عوامل الجذب التاريخي والجغرافي، فهي واحدة من أهم الأماكن الأثرية في العالم التي تحكي معالمها تاريخ حضارات إنسانية قامت على أرض جزيرة العرب التي تشكل المملكة ثلاثة أرباع مساحتها، وُتحيط بها جبال جُدَدٌ بيضٌ وحمرٌ، وصخور ضخمة مختلفٌ ألوانها، وكثبان رملية ناعمة، وفيها موقع «الحجر» الذي يعود تاريخه إلى 300 سنة قبل الميلاد وظلت أسراره مستعصية على الكثير من الباحثين حتى وقتنا الحاضر.

وللجيولوجيين رأيهم العلمي، فقد تميزت العلا بصخورها التي تكونت معظمها قبل أكثر من 542 مليون عام كالصخور الجليدية في جبال الربطين، ودلت على الفترة الجليدية الأخيرة إبان ما قبل الكمبري، وعزز وجودها حسبما أكد الجيولوجي البروفيسور عبدالعزيز بن لعبون من فرضية الأرض المتجمدة في جزيرة العرب، وهي الفترة التي تغطت فيها الأرض كاملة بالجليد خلال أزمنة متقطعة قبل أكثر من 700 مليون سنة.

وتقع «العلا» في الجزء الشمالي الغربي من المملكة وتتبع إداريًا منطقة المدينة المنورة التي تبعد عنها باتجاه الشمال 300 كم، وطولها يصل إلى 25 كم وعرضها ما بين 3 إلى 5 كم، وتتمتع بموقع جغرافي تميز بمكانة تاريخية في قلب العالم القديم، وفيها تجلى دور الإنسان في بناء حضارة عريقة عدت مصدرًا علميًا موثوقًا لدراسة تاريخ جزيرة العرب في عصر ما قبل التاريخ، وهي أكبر متحف تاريخي مفتوح في العالم كما وصفها الكثير من المستكشفين وعلماء الآثار.

وتعد العلا من أكثر المواقع الأثرية التي جذبت السياح من داخل السعودية وخارجها، لامتلاكها العديد من المقومات الطبيعية والتراثية والزراعية، وتتميز بالواجهات الصخرية المنحوتة في الجبال، والذي يعود تاريخها لآلاف السنين.

المهتم بتاريخ المدينة المنورة المهندس حسان طاهر، تحدث إلى موقع «العربية.نت» بقوله: محافظة العلا تقع في المدينة المنورة، وهي غنية بمواقعها التراثية الجميلة وطبيعتها الخلابة التي تعد من أقدم الواحات الغنية بطبعتها الجميلة داخل صحراء السعودية.

وأضاف: «العلا تعتبر نقطة التقاء لثلاث قارات وكانت بوابة شبه الجزيرة العربيّة إلى الشرق والغرب، واحتضنت عاصمة مملكتي دادان ولحيان القديمتين، اللتين كانتا تسيطران على تجارة القوافل، وكان موقع الحِجْر الذي يشكل العاصمة الجنوبية للمملكة النبطية التي اشتهرت بواجهاتها الصخرية المنحوتة، والباقية شامخة حتى يومنا هذا».

وقال: «تعد البلدة القديمة في العلا بأزقتها المتقاربة وبيوتها المتجاورة، شاهدًا على تراث أهلها، تجاورها واحات النخيل وما تبقى من آثار العيون المائية التي كانت تمد أهالي العلا ومزارعهم بالمياه طوال العام، كما تميزت العلا بالتشكيلات الصخرية الرائعة والكثبان الرملية والآثار المعمارية.

وأبان: «من أبرز معالمها الحِجر وجبل الفيل ومحمية شرعان وكذلك دادان وجبل عكمة وأيضاً بلدة العلا القديمة وسكة حديد الحجاز والأنباط، ومرت العلا بمراحل تاريخية متعددة منها العصر الحجري من 200 ألف عام قبل الميلاد والعصر البرونزي من 3000 عام قبل الميلاد».