13.8 بليون سنة على شريحة

مزاج الاثنين ١٨/أبريل/٢٠١٦ ٠٥:٣٥ ص

ستيفاني باباس-ترجمة: أحمد بدوي

نسخ من الماجنا كارتا ( وثيقة الحريات) والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وغيرها أصبحت الآن مسجلة رقميا على شريحة زجاجية تعرف باسم "بلورات ذاكرة سوبرمان" والتي يمكنها الإحتفاظ بكميات هائلة من المعلومات لمدة تصل إلى 13.8 بليون سنة كما يقول الباحثون.
وباستخدام أسلوب الحفر بالليزر، استطاع باحثون في جامعة ساوثهامبتون في المملكة المتحدة أرشفة هذه الوثائق، جنبا إلى جنب مع الأطروحة العلمية لإسحاق نيوتن "Opticks،" على قطعة زجاجية بحجم عملة معدنية.
ويمكن لهذه الأقراص الصغيرة البقاء على قيد الحياة لبلايين السنين عند درجة حرارة 374 درجة فهرنهايت (190 درجة مئوية)، وربما تستمر الى الأبد في درجة حرارة الغرفة وفقا للباحثين.
يقول بيتر كازنسكي الأستاذ في مركز أبحاث الإلكترونيات الضوئية بالجامعة: من المثير أننا قد توصلنا الى تكنولوجيا للحفاظ على الوثائق والمعلومات وتخزينها في الفضاء للأجيال القادمة، وهذه التقنية يمكنها تأمين الأدلة الأخيرة على حضارتنا، وأن نحفظ كل ما تعلمناه من خطر النسيان.
وكان كازنسكي وزملاؤه قد أعلنوا للمرة الاولى عن الابتكار الجديد بتخزين البيانات بطريقة خماسية الأبعاد في مؤتمر الليزر والبصريات الكهربائية في سان خوسيه، كاليفورنيا عام 2013، حيث جرى استخدم ليزر فمتوثانية، وهي موجات ليزر تنتج نبضات قصيرة للغاية تسمح بتسجيل المعلومات في النقاط ذات البنية النانومترية تبلغ المسافة فيما بينها 5 ميكرومتر، وهذه النقوش بحجم النانو تقوم باستقطاب الضوء الذي ينتقل من خلال الزجاج، ويتطلب فك شفرة الرسالة استخدام عدسة استقطاب ومجهر ضوئي.
ويشير مصطلح خماسي الأبعاد الى تحديد مواقع البنية النانومترية ثلاثي الأبعاد بالاضافة الى الموقع والتوجه. وفي عام 2013 سجل الباحثون ملف نصي 300 كيلوبايت، غير أن قدرة قرص البيانات الزجاجي الواحد تبلغ 360 تيرابايت (1,000,000,000 كيلوبايت)، وتتحمل الأقراص درجة حرارة تصل إلى 1832 درجة فهرنهايت (1000 درجة مئوية).
وقدم باحثو ساوثامبتون نسخة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كهدية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة (اليونسكو) في أوائل فبراير، وذلك ضمن الحفل الختامي لمبادرة "السنة الدولية للضوء"Year of Light Initiative، وقد أطلق العلماء على الابتكار اسم بلورات ذاكرة سوبرمان إشارة إلى بلورات الذاكرة في أفلام "سوبرمان، ووفقا للجامعة يسعى الباحثون الآن لجذب شركاء الصناعة لتطوير هذه التكنولوجيا.

عن موقع لايف ساينس