باحث عماني في علوم الفلك والفضاء: التغيرات الكونية التي تحدث هي تغيرات طبيعية

بلادنا الأربعاء ٣٠/ديسمبر/٢٠٢٠ ١٧:١٨ م
باحث عماني في علوم الفلك والفضاء: التغيرات الكونية التي تحدث هي تغيرات طبيعية

العمانية- الشبيبة

تذهب التحليلات الفيزيائية ومراكز علوم الفلك والفضاء إلى أن ما يحدث من تغيرات كونية لظواهر ابتعاد القمر عن الأرض وفقدان الشمس لأجزاء من كتلتها وولادة النجوم وتوسع الكون وغيرها من الظواهر " ليس وليدة اللحظة " أو " نتيجة لظاهرة كونية محددة " وإنما بسبب تغيرات طبيعية تحدث بشكل مستمر نتيجة لعدة عوامل تختلف باختلاف الأجرام الكونية . 

 يفسر إسحاق بن يحيى الشعيلي عضو الجمعية الفلكية العمانية الباحث في علوم الفلك والفضاء فيقول لوكالة الأنباء العُمانية : " التغيرات الكونية التي تحدث هي تغيرات طبيعية أثبتتها التحليلات الفيزيائية ويتم رصدها ومتابعتها وتحليل بياناتها من خلال المراصد ومراكز علوم الفلك والفضاء في جميع أنحاء العالم .. إن ظاهرة ابتعاد القمر عن الأرض إنما هي ظاهرة حقيقية تحدث بشكل سنوي " . 

 ويضيف : " يعتقد العلماء أن القمر إنما هو جرم كوني تشكل من خلال بقايا حطام كوني نتيجة اصطدام جرم يعادل كوكب المريخ يدعى ثيا (Theia) بالأرض قبل 51ر4 مليار سنة أي في الفترات الأولى لتشكل الأرض وكان أقرب إلى الأرض بحوالي 12 مرة مما هو عليه الآن وحينها كانت حركة الأرض أسرع مما عليه اليوم لذلك كانت تكمل دورتها الواحدة حول نفسها مرة واحدة كل 6 ساعات فيما تسبب ابتعاد القمر عنها إلى تباطئ دورانها التدريجي حول نفسها بمرور مليارات السنوات إلى أن أصبحت تكمل الدورة الواحدة حول نفسها في مدة تعادل 24 ساعة تقريبا في الوقت الحاضر، وهو طول اليوم على الأرض الآن " .  

 ووصف الشعيلي هذه النتيجة بأنها " طبيعية " بسبب تأثير ظاهرتي المد والجزر وحركة الصفائح التكتونية التي تؤثر بدورها على شكل المسطحات المائية بالأرض مما يتسبب في تولد طاقة تؤدي الى ابتعاد القمر عن الأرض بمعدل سنوي يقدر بحوالي 78ر3 سم . 

 ويتطرق عضو الجمعية الفلكية العمانية الباحث في علوم الفلك والفضاء إلى ظاهرة فقدان الشمس لأجزاء من كتلتها فيؤكد أنها " طبيعية " تحدث بسبب احتراق كميات هائلة من الهيدروجين في قلب الشمس وبالتالي فإن نتيجة هذا التفاعل يؤدي الى خسارة الشمس لجزء من كتلتها تقدر بحوالي 174 تريليون طن سنويًا غير أن هذا الرقم وإن كان كبيرًا إلا أنه في واقع الحال لا يتعدى 0.034 من كتلة الشمس .

 ومضى يقول : " يعتقد العلماء أن الشمس هي نجم متوسط العمر يستنفذ كامل الهيدروجين في مركزه خلال مدة تقدر بحوالي 5 مليار سنة وفي ذات الوقت تشير الدراسات الحديثة إلى أن هناك معدل سنوي لارتفاع طفيف في حرارة الشمس يراقبه العلماء بشكل مستمر وهو نتيجة طبيعية لتطور حياة النجوم " .

 وفي إجابته على السؤال الهام التي يتعلق بحقيقة ولادة النجوم في الكون يقول الشعيلي : " ظاهرة ولادة النجوم في الكون ظاهرة كذلك طبيعية لا تختلف في معدلها عن المجرات ويقوم العلماء بحساب المعدل السنوي لولادة النجوم في الكون بناءً على حسابات تفترض أن مجرتنا درب التبانة تمثل نوعًا متوسطًا من المجرات وبالتالي فإن المعدل السنوي لتكون النجوم داخل مجرتنا يقدر بحوالي 3 الى 4 كتل شمسية بعضها يكون نجمًا صغيرًا والبعض الآخر كبيرًا " . 

 ويضيف " إذا ما أخذنا في الاعتبار عدد المجرات في الكون فإن المعدل السنوي لتكون النجوم يكون بين 100 إلى 150 مليار نجم يقابلها في الجانب الآخر موت نجوم بذات المعدل تقريبًا حسب ما تشير إليه الدراسات الحديثة.

 وتناول الحديث في جزئية أخرى ظاهرة اقتراب مجرة " اندروميدا " وأوضح عضو الجمعية الفلكية العمانية أن مجرة " المرأة المسلسلة " أو مجرة " اندروميدا " هي أقرب المجرات إلينا وأنها تبعد حوالي 5ر2 مليون سنة ضوئية مبينًا أنه ورغم أن المجرة تتحرك بسرعة تقدر بحوالي 110كم / ث نحو مجرة " درب التبانة " إلا أن العلماء يعتقدون أن الاصطدام بين المجرتين سوف يحدث بعد حوالي 4 مليار سنة مما يؤدي إلى تكون مجرة إهليجية ضخمة تندمج من خلالها المجرتين.

 وفيما يتعلق بظاهرة " توسع الكون " قال إسحاق الشعيلي: " هذا الأمر من المواضيع الأكثر جدلية بين علماء الفلك خاصة ما يتصل بتحديد المعدل السنوي الذي يتوسع به الكون إذ أنه يعتمد بشكل رئيسي على قياس ما يعرف بثابت هابل الذي تشير آخر الدراسات أنه يعادل حوالي 03ر74 كم / ث وهذا يناقض ما كان عليه هذا الرقم قبل فترات قصيرة والذي كان يقدر بحوالي ( 4ر67كم / ث) وبالتالي فان هذه النتيجة تشير الى أن الكون يتوسع بمعدل أسرع مما هو متوقع وهذا الأمر يفتح المجال لدراسات معمقة وأوسع للمعدل الذي يتوسع به الكون مما يعطي احتمالات كبيرة لتغيير الرقم الحالي لقياسات ثابت هابل .

 وأوضح أن التغيرات الكونية آنفة الذكر هي تغيرات طبيعية في الكون وتحدث بنسب ومعدلات سنوية متفاوتة لذلك هي ليست وليدة العام الحالي وتستند على بيانات علمية وفيزيائية يراقب العلماء مستجداتها من خلال المراصد ومراكز علوم الفلك والفضاء في جميع أنحاء العالم مؤكدًا أن التهويل من حدوثها لا علاقة له بالعلم ومعطياته .