لندن – ش
طرحت صحيفة "الـفاينانشيال تايمز" سؤالا على عدد من معلقيها عمّا إذا كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى قد يعود بالنفع على أوروبا؟. وقالت الكاتبة سارة جوردون "نظريا، يجدر بالمنافسين التجاريين للملكة المتحدة فى أوروبا أن يتحمسوا لخروجها من الاتحاد الأوروبى، بما سيتيحه لهم ذلك من فرص جديدة غير أنى لم ألتق للآن أحدا يشعر بذلك." ورصدت جوردون قول رئيس شركة يوروتانيل المشغلة لنفق بحر المانش الرابط بين فرنسا وبريطانيا، جاك جونون، "إن خروج المملكة من الاتحاد قد يعنى عودة التسوق المعفى من الرسوم إلى مدينة كاليه الفرنسية بما يمثل فرصة تجارية مدهشة".
وأضافت جوردون "فيما عدا ذلك، فى المقابل، فإن ردّ الفعل العام بين الشركات الأوروبية القارية تطغى عليه حالة من الذهول والارتباك الناجمة عن إمكانية أن تخرج بريطانيا بالفعل من الاتحاد الأوروبى لقد وجدت تلك الشركات أنفسها فجأة فى مواجهة هذا الاحتمال ولم تكن قد أعدت خطة طوارئ لمواجهة مثل هذا الحدث".
من جانب اخر اتهم عمدة لندن كلا من رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون ووزير الخزانة جورج أوزبورن بالتضليل والمراوغة فى سبيل الترويج لبقاء المملكة فى الاتحاد الأوروبى
ووصفت صحيفة (الـصن) هذا الاتهام من جانب بوريس جونسون بأنه "الأكثر استفزازا" فى صراع الاستفتاء حتى الآن، متوقعة أن يترك كلا من كاميرون وأوزبورن مستشاطين غضبا.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن جونسون وجه هذا الاتهام يوم الجمعة بينما كان يتحدث فى أول تجمع حاشد لمعسكر الخروج ومجموعة (فوت ليف) مع بدء الحملة الرسمية المستمرة عشرة أسابيع حتى يوم الاستفتاء المزمع فى 23 يونيو المقبل، منبهة إلى أنه "دونما تسمية الزعيمين المناصرَين لحملة البقاء فى الاتحاد الأوروبي: كاميرون وأوزبورن، إلا أنه (جونسون) لم يترك مساحة للتخمين إلى مَن يوجه اتهامه." وقال جونسون، المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد، إن حملة البقاء المتشائمة "ليست لديها ذرة من المثالية"، مضيفا "يقولون دوما إنهم متشككون فى أوروبا، لكن ليس لديهم خيار، كما أنهم يقفون على المشكلة الديمقراطية، لكنهم يقولون إن هذا هو الثمن الذى يتعين دفعه، ويقرون بأن الاتحاد الأوروبى هراء لكنهم لا يملكون بديلا"، ويعلق قائلا "حسنا، نحن (معسكر الخروج) نمتلك بديلا، وهو بديل معتبر". وتأتى هجمات بوريس هذه بعد أيام قليلة من مناشدة كاميرون لأعضاء البرلمان بإنهاء الاقتتال الداخلى فى الطريق لهذا الاستفتاء والذى قسم حزب المحافظين إلى نصفين.