غزة – علاء المشهراوي
رفضت حركة فتح أية مفاوضات بين إسرائيل وحماس مباشرة كانت أو من خلال وسطاء حول إنشاء ميناء وممر آمن تحت الرقابة الإسرائيلية، "لأنه يحقق أهداف إسرائيل باستدامة حالة الانقسام ويمهد الطريق إلى فصل القطاع نهائيا عن الوطن، ما يسهل لإسرائيل عملية السيطرة الكاملة على الضفة الفلسطينية وعلى رأسها القدس، عدا عن تجاوزها للأطر الشرعية للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن اية مفاوضات خارج الشرعية الفلسطينية لا قيمة لها.
وطالب الناطق باسم فتح اسامة القواسمي حماس في تصريح صحفي بإعلان موقف رسمي واضح اتجاه تلك التقارير والتصريحات التي تخرج من قادة الاحتلال الإسرائيلي والتي كان آخرها تصريح وزير الطاقة يوفال شتاينس، التي يؤكد فيها اجراء مفاوضات مع حماس حول الميناء والممر الآمن تحت الرقابة الإسرائيلية، متسائلا: كيف نفسر الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام واللقاء المزمع عقده في الدوحة قريبا لإتمام كافة الملفات، وقيامها بمفاوضات مع إسرائيل؟
ورفضت حركة فتح استخدام القضية الفلسطينية والاوضاع الانسانية في قطاع غزة على وجه الخصوص لإعادة وترميم علاقة اي دولة مع الاحتلال الإسرائيلي على حساب المصالح الوطنية العليا لقضيتنا وشعبنا، مؤكدا لهم أن للشعب الفلسطيني عنوان واضح اسمه منظمة التحرير الفلسطينية.
وتسربت تفاصيل جديدة تتعلق بجلسة المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل وتركيا في لندن قبل أيام، خاصة فيما يتعلق بالشرط التركي لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ قرابة 10 سنوات، حيث ذكرت هذه التسريبات أن الجانبين اتفقا على ضرورة السماح بتفعيل ميناء بحري يربط غزة بالعالم الخارجي وإرسال سفينة توليد كهرباء لتزويد القطاع بالتيار الكهربائي، لكنهما اختلفا حول الجهة المسؤولة عن مراقبتهما وإدارتهما.
وقد وافق الجانب الإسرائيلي خلال الجلسة الأخيرة على تشغيل ميناء غزة والسماح بوصول سفن تجارية تحمل العلم التركي، لكنه شدد على أن مراقبة السفن وتفتيشها يجب أن يقوم بها "الأمن الإسرائيلي" من خلال المرور عبر ميناء بحري على ساحل تل أبيب، في حين طالبت تركيا أن تقوم بذلك جهة ثالثة وطرحت أن تتولى إحدى المنظمات الدولية أو الأمم المتحدة هذه المهمة، كما قبلت إسرائيل أيضاً أن ترسل تركيا سفينة مجهزة بمحطة عائمة لتوليد الطاقة لتزويد القطاع بالكهرباء، لكنها طالبت بإدارتها والإشراف على مراقبتها بينما طالب الجانب التركي بأن يتولاه طرف ثالث.
واعلنت وزارة الخارجية التركية، أن لقاء لندن أحرز تقدماً بشأن التغلب على الخلافات في وجهات النظر وفيما يتعلق بالصيغة النهائية لنص الاتفاق الرامي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين في أعقاب المفاوضات التي جرت بينهما على خلفية حادثة السفينة مرمرة، و أن الجانبين اتفقا على وضع الصيغة النهائية للاتفاق، خلال اجتماع سيعقد قريباً.