مسقط - الشبيبة
عندما نستمع إلى رامين جعفري زاده وهو يتحدث عن العودة من الشدائد فإننا نتعلم درسا لا يقدر بثمن عن أهمية الصمود والتصميم عندما تكون في أدنى مستوياتك.
في كتابه الجديد "العودة إلى النجاح: كيفية التغلب على الشدائد وتوجيهها"، الذي شارك معه في تأليفه براين تراسي، والذي يعتبر أيقونة في مجال المبيعات والإدارة، يطرح رامين تجاربه حول كيفية تجاوزه للتحديات الناشئة عن فشل نشاطه التجاري في سلطنة عمان وكيف خرج من التجربة وهو أقوى.
في عام 2016، أنشأ رامين وشركاؤه شركة متخصصة في عمل اللوحات الإعلانية، وكانت الأرباح في العام الأول جيدة، لكن الدخل سرعان ما توقف. وعندما قرر رامين النظر في الأسباب، أدرك أنه خطط جيدا منذ البداية ولكن خسارة الشركة كانت بسبب أحداث خارجة عن إرادته هو وشركاؤه.
كتب رامين في كتابه: "لسبب ما، توقف عملاؤنا عن سداد مستحقاتنا، وبالتالي توقف الدخل. وفي النهاية اكتشفت أن عملائنا كانوا يعملون في السابق مع أحد شركائي وكان له عندهم مستحقات مالية ولكنه لم يكلف نفسه إخباري بذلك".
اضطر رامين لاستخدام أمواله الخاصة لإنقاذ الشركة وترك كفيله المحلي، وبذلك أفلس، وواجه تحديا هائلا تمثل في دفع رواتب موظفيه وسداد مستحقات الموردين والدائنين. وبعد أن وصل إلى أسوأ أوضاعه، أدرك أن أمامه خيارين فقط: الأول هو مقاضاة شريكه السابق، ليتمكن من تسوية جميع ديونه، والثاني هو البدء من الصفر مرة أخرى. من شأن معظم الناس أن يذهبوا إلى الخيار الأول، فمن الطبيعي جدا أن يسعى الإنسان للحصول على تعويض لما هو حق له. وبسبب الحيرة حول المسار الذي يجب أن يسلكه، أمضى رامين تسعة أشعر في حل جميع مشاكله المالية الحالية قبل أن يعود إلى مفترق الطرق مجددا.
"أخيرا، بعد الكثير من التفكير والتأمل، استجمعت أمري وقررت الذهاب للخيار الثاني. قررت أن أنسى ما لي من مستحقات عند الناس وأن أبدأ من الصفر. كنت أعلم أنني إن اخترت البدء من الصفر فإنه يجب علي التركيز على المستقبل وليس اجترار الماضي. لم أكن أتصور كيف سيمكنني محو كل تلك الذكريات والتفكير بسلاسة في المستقبل".
بدأت خطة رامين تتقدم ببطء وأحرزت تقدما بسيطا في البداية، ثم أخذت في اكتساب زخم بعد ذلك. يستيقظ الساعة الخامسة صباحا كل يوم ويقوم بكل ما ينبغي القيام به لتسير حياته في الطريق الصحيح مرة أخرى.
عندما كان رامين في أدنى مستوياته، جاءته المساعدة من صديقه مصطفى الذي عرض عليه وظيفة في شركته، حيث تم تكليفه بمهمة تعزيز المبيعات، وهو العمل الذي بسببه تم اختياره للإشادة به إلى جانب أسماء كبيرة أخرى من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد أن زادت المبيعات عشرة أضعاف وزاد حجم فريقه للضعف في غضون عام واحد فقط.
يتذكر رامين قائلا: "لقد ساعدني هذا كثيرا في عودتي للوقوف على قدمي مرة أخرى. في ذلك الوقت قررت العودة إلى العمل وبدء نشاط شركة شحن. وفي الوقت الحالي أتعاون في إدارة أعمال الشحن مع بعض الزملاء الذين يتشابهون معي في التفكير والذين يؤدون حاليا أداء جيدا جدا في المبيعات. وأنا الآن أخوض غمار المغامرة في عالم الشركات الناشئة القائمة على التكنولوجيا للاستفادة من سوق عالمي سريع النمو".
إن كانت هناك رسالة يريد رامين إرسالها من خلال معاناته، فهي ألا تدع ظروفك الحالية تمنعك من متابعة طموحاتك. وفي حين أن هذه الرسالة هي رسالة إلهام بكل تأكيد، وهي ملائمة بصفة خاصة في ظل المناخ الحالي، إلا أننا ينبغي علينا ألا ننسى أن رامين يتحدث من واقع التجربة: لقد تغلب على هذه العقبات ليس مرة واحدة فقط، بل أربع مرات، وعاد أقوى في كل واجه فيها إحدى هذه العقبات.
"لا يمكنني التعبير بالكلمات عن مدى صعوبة الأمر في كل مرة. إذا كان البدء من الصفر في مساعيَ السابقة يشعرني بالصداع، فإنه هذه المرة يشعرني وكأنني فقدت إحدى يدي، تماما مثل أي قرار مهم آخر في الحياة، اتخذته وتمسكت به".