بطلاء الأظافر وأدوات تجميل الرموش.. شركات مستحضرات التجميل تتطلع لايران

مؤشر الأحد ١٧/أبريل/٢٠١٦ ٢٣:٠٢ م

من هديل الصايغ وبوزورجمهر شرف الدين
دبي 17 أبريل نيسان (رويترز) - عندما فتحت سيدة الأعمال بدبي نيجين فتاحي-داسمال أول فرع في ايران للسلسلة الفاخرة التي تمتلكها من صالونات العناية بالأظافر هذا العام قوبلت بشيء من الإثارة والتشكك بين جيل الفتيات الايرانيات الشاعرات بأهمية مظهرهن.
ورغم قيود الالتزام بالزي الإسلامي - بل وربما بسببها أيضا - تعد مبيعات مستحضرات التجميل في ايران من أعلاها في الشرق الأوسط.
ويتحتم على النساء ارتداء ملابس محتشمة وأغطية للرأس لكنهن لا يغطين وجوههن وأيديهن. وتستخدم كثيرات من الايرانيات أحمر الشفاه ومستحضرات تجميل الرموش وطلاء الأظافر بأساليب تبدو فيها استفاضة وإسهابا بالمعايير الغربية.
والآن بعد رفع معظم العقوبات الاقتصادية الدولية بفضل الاتفاق النووي الذي توصلت إليه ايران مع القوى العالمية وبدأ سريانها هذا العام تعتقد نيجين فتاحي داسمال أن الوقت قد حان لدخول السوق باسم تجاري يتمتع بسمعة عالمية كبيرة.
ولسلسلة صالونات العناية بالاظافر التي تحمل اسم إن-بار قاعدة زبائن بين آلاف الايرانيات ميسورات الحال اللاتي يقضين عطلاتهم في دبي حيث يمكنهن الاستمتاع بالشمس والتسوق وقدر من التحرر في ارتداء الملابس.
وقالت فتاحي داسمال الاماراتية المولودة في ايران في مقابلة "بالنسبة للايرانيات هذا اسم تجاري يستحق السعي وراءه. ففي ايران توجد الكثير من المنتجات المقلدة. وهن يتعطشن بشدة لأي شيء حقيقي وأصلي ومستورد من الغرب."
ومع ذلك فقد قالت إن بعض الزبائن يبدي تشككا في أن يقدم الفرع الجديد في طهران للزبائن نفس الجودة المقدمة في دبي حيث تقدم الفروع عشرات من أساليب التقليم التي تطبق فيها معايير صحية مشددة وتنفذ بشكل نمطي في كل الفروع.
* أحدث موضة
وقد حافظت الايرانيات في العشرينات من أعمارهن المسايرات لأحدث الموضات على مجاراة الاتجاهات العالمية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والسفر للخارج تفاديا للعزلة الدبلوماسية والكبت المحلي. وتقول فتاحي داسمال إنهن يتسمن بالتبصر والوعي عند الشراء.
وحتى في ظل العقوبات تمكنت متاجر مستقلة في الأحياء الراقية في شمال طهران من الحصول على أحدث التشكيلات الموسمية من المنتجات العالمية ذات الأسماء الرنانة مثل دولشي آند جابانا ولوي فيتون وجوتشي وروبرتو كافالي.
وبدأت بعض هذه الأسماء التجارية الفاخرة تدخل ايران مباشرة الآن وربما تكون هناك فرص مماثلة لسوق مستحضرات التجميل الذي قدر مركز أبحاث تابع للبرلمان الايراني أنه يزيد على أربعة مليارات دولار.
لكن هذه الأسماء التجارية قد تواجه مقاومة من فئات محافظة في مؤسسة الحكم التي تفرض الزي الاسلامي وتخشى السماح بظهور أي شكل من أشكال النفوذ الثقافي الغربي في البلاد.
وقال أفشين صادق زادة مستشار إدارة العلامات التجارية في طهران ورئيس تحرير مجلة ستايل الايرانية السابق "أسلوب ارتداء النساء للملابس ومظهرهن مازال واحدا من الخطوط الحمراء في الجمهورية الاسلامية."
وأضاف "أصحاب العلامات التجارية الذين يتوجهون لايران عليهم أن يستعدوا لمواجهة مقاومة من المحافظين بل ولإغلاق نشاطهم والطرد من ايران."
ويرى بعض المحافظين في المنتجات الأجنبية الفاخرة جزءا من حرب على الجمهورية الاسلامية. وفي الأسبوع الماضي قالت وكالة تسنيم للأنباء وثيقة الصلة بالحرس الثوري الاسلامي إن وكالة المخابرات المركزية الامريكية يمكن أن تتجسس على الايرانيين من خلال الأهداب الصناعية المزيفة أو مساحيق العناية بالبشرة.
* صعوبات أخرى
ومن العقبات المحتملة أيضا تعقيد اللوائح المنظمة للنشاط التجاري والأعمال المصرفية والتي قد تدفع كثيرين ومنهم فتاحي داسمال لاختيار ترتيب تمنح بمقتضاه حق استخدام الاسم التجاري لشريك محلي بدلا من امتلاك صالون في طهران بنفسها. ومما يزيد الصعوبات أيضا ارتفاع أسعار الايجارات وسوء اللوائح المنظمة للايجار.
وقالت فتاحي داسمال "بسبب الجوانب القانونية والتعقيدات فإن ايران ليست مكانا سهلا لأداء الأعمال. لكنها مربحة بشدة أيضا. ولهذا السبب منحنا ترخيصا لاستخدام اسمنا التجاري."
ومما عرقل بعض الأسماء التجارية الكبرى صعوبة ايجاد شريك ملائم للنشاط ولا يرتبط بأي كيان تسري عليه العقوبات الأمريكية التي لا تزال سارية على البلاد.
وقال جان كاسيجران الرئيس التنفيذي لمجموعة لونشان لصناعة حقائب اليد "ايران بها إمكانيات كبيرة لكننا ما زلنا في مرحلة البحث عن الشريك المناسب" مضيفا أن هذه العملية قد تستغرق وقتا طويلا.
لكن فتاحي داسمال لا يفت ذلك في عضدها بل إنها تفكر في تصدير اسم تجاري آخر من الأسماء التي تمتلكها إلى ايران. فمن المحتمل أن تفتح قريبا أول صالون للعناية بالشعر باسم جيت ست في طهران.
وقالت "لم لا؟"
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)