لماذا ( صنع في عمان) ؟

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٦/ديسمبر/٢٠٢٠ ٠٩:٠١ ص
لماذا ( صنع في عمان)  ؟

بقلم : عيسى المسعودي

كل مواطن على مستوى العالم يفتخر عندما يشاهد في المراكز والمحلات التجارية أو المعارض أو في أي مكان للتسوق جملة أن هذا المنتج من صناعة وانتاج بلاده. ويختلف هذا الاهتمام والتفاخر من شخص إلى آخر ومن دولة إلى اخرى لدرجة أن بعض المواطنين تجده يتعصب ويدافع بشدة عن منتجات بلده ويحرص دائما على اقتنائها والترويج لها حتى لو كانت أسعارها مرتفعة.

فمثلا معروف عن الصينيين واليابانيين والكوريين والألمان اهتمامهم وحرصهم الشديد لشراء منتجات بلادهم ويعطونها الأولوية في التسوق أو شراء البضائع المختلفة فإذا توفر المنتج من نفس البلد فله الأولوية حتى لو كان سعره مرتفعاً خاصة أن بعض الدول أصبحت منتجاتها معروفة بالجودة العالية وكذلك لدينا في السلطنة وفي المنطقة من المواطنين الذين يتفاخرون بالمنتجات العمانية وبجودتها ويحرصون على اقتنائها حتى لو سعرها مرتفعاً لان لديهم قناعة أن دعم المنتج المحلي واجب وطني ويحقق مكاسب عديدة وللأسف هناك البعض لايهتم بهذا الموضوع بل العكس يتفاخر بأنه اشترى المنتج العالمي وتجده في الجلسات يتحدث بابتسامة كبيرة أنه اشترى الماركة العالمية من دولة ما رغم ان نفس المنتج أو البضاعة موجودة ومصنوعة في بلاده وبجودة عالية !

تابعت بداية هذا الأسبوع من خلال برنامج "من عمان" والذي يبثه التلفزيون العماني لقاء متابعة حول تنظيم حملة « صنع في عمان" حيث استضافت مقدمة البرنامج بيان البلوشية المدير التنفيذي لمشاريع العاقل الاهلية خالد آل خليفين للحديث عن منتجات الشركة ولقد شدني المنتج الجديد الذي طرحته الشركة في السوق وهو عبارة عن استغلال واستثمار سعف النخيل في صناعة منتجات جديدة عمانية كصناعة راقية تنافس المنتجات والصناعات الأخرى فالمنتج هو خليط من الخشب والبلاستيك مصنوع من سعف النخيل بحيث أصبح مصنع الشركة الأول من نوعه على مستوى الدول العربية يقوم بهذه الصناعة لانتاج أرضيات وبراويز و أبواب بتصاميم رائعة يتم تسويقها في سوق السلطنة وفي الخارج. 

حيث أوضح الأخ خالد في حديثه مقدرة الشباب العماني في الإبتكار والإبداع وتقديم منتجات عمانية ذات جودة عالية وبسعر تنافسي مع الإشادة بالمنتجات العمانية الأخرى التي تتميز بمعايير ومواصفات عالمية ويمكن أن نعمم هذه التجربة على العديد من المنتجات والصناعات العمانية التي بدأت تغزو دول العالم وفي أسواق اقليمية وعالمية وتحظى باقبال كبير وإعجاب شديد فقط علينا دعم هذه المنتجات والحرص على انتقاء المنتجات والصناعات العمانية والمساهمة في الترويج والتسويق لها من خلال  شرائها وإعطائها الأولوية ضمن قائمة المشتريات والتسوق فشيء رائع أن تذهب إلى الأسواق سواء داخل السلطنة أو خارجها وتجد جملة « صنع في عمان « ساطعة وبارزة في كل مكان فهذه مفخرة واعتزاز كبير فليكن المنتج العماني هو اختيارنا الأول وثانياً علينا دعم الشباب العماني وفتح المجال لهم للابداع والابتكاروفتح الابواب لهم وتعزيز دورالمؤسسات المعنية بهذا المجال مع التأكيد على المؤسسات الحكومية أن تكون أكثر مرونة مع رواد الأعمال أصحاب الافكار والابداع عندما يريدون فتح مشاريع لهم ونقدم لهم التسهيلات والمزايا وأن نحد من التعقيدات والعراقيل التي تحبط الابداع والابتكار.

حملة "صنع في عمان" تنظم منذ فترة وبشكل مستمر قد يكون سنوياً وهذه الأيام تطوف هذه الحملة مختلف محافظات السلطنة بهدف التعريف بالمنتجات والصناعات العمانية وجمع الشركات العمانية تحت سقف واحد ليشاهد المستهلك مباشرة هذه المنتجات كما تقوم المؤسسات المعنية بهذا الجانب في تنظيم مثل هذه الحملات أيضا خارج السلطنة وفي دول المنطقة بهدف فتح آفاق وأسواق جديدة للمنتجات العمانية ، إننا دائما بحاجة ماسة بين فترة وأخرى إلى تنظيم المزيد من الحملات التسويقية والتوعوية للتعريف بالمنتجات والصناعات العمانية وفي مختلف المجالات والقطاعات حتى نحقق الهدف الاسمى وهو جعل جملة "صنع في عمان"  في كل مكان وأن تكون لدينا قناعة راسخة في أذهاننا صغارا وشبابا وكبارا رجالا ونساء ودون استثناء أن الاولوية للمنتج وللصناعة العمانية طالما متوفرة وبجودة عالية فهذا الأختيار له فوائد عديدة تنعكس ايجابياً علينا جميعاً وعلينا الاعتماد على أسس حديثة وبرامج متنوعة في تسويق وترويج هذه المنتجات والصناعات الوطنية واستثمار كافة وسائل الاعلام التقليدية والحديثة لتحقيق هذا الهدف. فالمنتج العماني والحمدلله أصبح متوفراً في مختلف المجالات والصناعات وينافس بقوة المنتجات الاخرى بفضل مايتمتع به من مواصفات ومعايير عالمية وقبل ذلك ثقة المستهلك بالمنتج العماني وثانياً الجودة العالية التي يتمتع بها وهذه بشهادة الجميع إضافة إلى وجود الرقابة والمتابعة من قبل المؤسسات المعنية لضمان استمرار وجود المنتج العماني ضمن اهتمامات المستهلك المحلي وتنفيذ الخطط التي تضمن للمنتجات العمانية الاستمرارفي مقدمة المنتجات المتوفرة بالسوق حيث نفتخر اليوم بأن المنتجات العمانية متوفرة في كافة الأسواق المحلية والإقليمية وأيضا متوفر المنتج العماني ليلبي كافة احتياجات ومتطلبات المستهلكين فقط كما ذكرت سابقاً علينا تعزيز الثقة بالمنتجات العمانية ودعمها من خلال اعطائها الأولوية في الشراء. نأمل خلال الفترة المقبلة أن نشاهد طرح المزيد من المنتجات والصناعات العمانية الجديدة والمبتكرة وفي مختلف المجالات التي يتطلبها السوق كما ندعو الجميع للاستمرار في تشجيع المنتجات العمانية والإقبال عليها فهي مسؤوليتنا جميعاً وعلى المؤسسات الحكومية المعنية أيضا الاستمرار في دعم المنتجات العمانية واستثمار كل الفرصة المتاحة لتسويق المنتج العماني في كافة المحافل الاقليمية أو العالمية لان ذلك يعود بالمنفعة في تطوير السوق العماني كذلك علينا الاستمرار في دعم الشباب المبتكر في مجال صناعة المنتجات الجديدة التي تحقق لنا قيمة مضافة لصناعتنا العمانية.