بيرث (استراليا) - ش
في إطار الرعاية والاهتمام الساميين اللذين يوليهما مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة – حفظه الله ورعاه – للبحرية السلطانية العمانية بمدّها بأحدث القطع البحرية والمعدات العسكرية، احتفلت البحرية السلطانية العمانية بتسمية سفينتيها "المبشر" و"الناصر".
وقد رعى الاحتفال يوم أمس بمدينة "بيرث" الأسترالية قائد البحرية السلطانية العمانية اللواء الركن بحري عبدالله بن خميس بن عبدالله الرئيسي، وبحضور القنصل العام للسلطنة في أستراليا سعادة د. حمد بن علي بن عبدالله العلوي، وممثل قائد البحرية الأسترالية اللواء بحري ستورت مايور، وعضو مجلس النواب للغرب الأسترالي السيناتور ليندا رينولدس، ومدير عام الإسناد بقيادة البحرية السلطانية العمانية العميد الركن بحري خليفة بن حمد القاسمي، والرئيس التنفيذي لشركة "أوستال" ديفيد سينجلتون، والضابط الأقدم للقوات المسلحة للغرب الأسترالي العميد بحري بيتر لوك وود، وممثلة غرفة التجارة والصناعة بالغرب الأسترالي ريحانة خان، وعدد من كبار الضباط والضباط وضباط الصف والأفراد من البحرية السلطانية العمانية والبحرية الأسترالية، وممثل من مكتب معالي أمين عام وزارة الدفاع، وعدد من مسؤولي شركة "أوستال" المنفذة للمشروع، وجمع من الطلبة العمانيين الدارسين بأستراليا.
ولدى وصول اللواء الركن بحري قائد البحرية السلطانية العمانية راعي المناسبة إلى موقع الاحتفال عُزف السلام السلطاني العماني والسلام الوطني الأسترالي، ثم تُليت آيات من الذكر الحكيم.
مواصفات متطورة
وألقى الرئيس التنفيذي لشركة "أوستال" المنفذة للمشروع كلمة رحب فيها براعي المناسبة والحضور، مستعرضاً مراحل بناء السفينتين ذات المواصفات الفنية المتطورة، وما تتميزان به من إمكانات وقدرات تحقق لهما جاهزية العمل في مختلف الظروف البحرية.
وأشار في كلمته إلى أن العمل في مشروع "بحر عمان" بدأ بعد خمسة أشهر من توقيع العقد مع الشركة المصنعة بقطع أول لوحة فولاذية من الحديد الصلب في أغسطس 2014م، وتم تدشين أولى سفن المشروع في أكتوبر عام 2015م أي بعد أقل من 14 شهرا من بدء البناء، وبمشاركة العديد من الشركات في عمليات البناء الأمر الذي ساهم في إنجاز بناء السفينة الأولى في الوقت المحدد.
وعن الإبحار التجريبي لسفن المشروع أكد الرئيس التنفيذي لشركة "أوستال" أن تجارب الأداء استكملت في مقر الشركة (كوكبيرن هندرسون) بواسطة طاقم متخصص لهذا النوع من التجارب والاختبار لضمان تسليمها نهائياً في النصف الأول من هذا العام. أما السفينة الثانية "الناصر" التي دشنت منتصف الشهر الجاري، فمن المتوقع تسليمها للبحرية السلطانية العمانية في الربع الثالث من هذا العام.
وأضاف قائلاً: تم تصميم السفينتين كسفن إسناد عالية السرعة لتواكب متطلبات البحرية السلطانية العمانية بحسب المواصفات العملياتية والفنية المتفق بشأنها بين الجانبين.
تخلل الحفل كلمة ألقاها مدير عام الإسناد بقيادة البحرية السلطانية العمانية أشار فيها إلى أن البحرية السلطانية العمانية أسندت مشروع "بحر عمان" إلى شركة "أوستال" الأسترالية لبناء سفينتي نقل وإمداد ذوات سرعة عالية وتعملان بقدرات متطورة قادرة على تعزيز أدوار البحرية السلطانية العمانية في أداء واجبها الوطني وحماية البحار العمانية، ودرء كل ما يحدق بها من مخاطر بيئية أو تهديدات أمنية، وتلبي متطلبات الإسناد لسائر أسلحة قوات السلطان المسلحة ومختلف الأجهزة العسكرية والأمنية في السلطنة.
وقام اللواء الركن بحري قائد البحرية السلطانية العمانية راعي المناسبة بإعلان التسمية التي تفضل وأمر بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه -لهاتين السفينتين "المبشر" و"الناصر" ثم صعد راعي المناسبة وكبار المدعوين إلى سفينة "المبشر" لمصافحة طاقمها والتجول في مرافقها والتقاط صورة جماعية تذكارية مع الطاقم العامل بها.
جهود حثيثة
وبهذه المناسبة صرح قائد البحرية السلطانية العمانية قائلاً: بحمد الله وتوفيقه وتتويجاً للجهود الحثيثة والعمل المخلص من أعضاء الفريق المشرف على مشروع "بحر عمان"، فقد تشرفت برعاية الاحتفال بتسمية السفينتين "المبشر" و"الناصر" بمدينة "بيرث" الأسترالية، فهذا الإنجاز الذي نحتفي به اليوم هو إحدى ثمار النهضة العمانية المباركة التي يقود زمامها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما أن المشروع في الوقت ذاته يعد إضافة جديدة لأسطول البحرية السلطانية العمانية كونه يأتي استمراراً لخطط التطوير والتحديث التي تنتهجها البحرية السلطانية العمانية لتعزيز إمكاناتها وقدراتها في أداء واجبها الوطني تجاه حماية البحار العمانية وبما يتواكب مع المكانة والمستوى اللذين تتبوأهما قوات السلطان المسلحة بشكل عام ويستجيب لمتطلبات الدعم والإسناد العملياتي لمختلف التمارين والعمليات المشتركة التي تنفذ على مستوى قوات السلطان المسلحة أو بالإشتراك مع باقي الأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، خاصة وأن هاتين السفينتين تتميزان بسرعة عالية وإمكانات حديثة ومواصفات فنية متطورة ذات طبيعة مزدوجة لدعم عمليات الإسناد البحري والدفاع الذاتي بما يتواءم مع الاحتياجات ويحقق الجاهزية في مختلف الظروف.
وأضاف أن مشروع "بحر عمان"، بحد ذاته، هو ثمرة العلاقات الطيبة والمتميزة التي تربط السلطنة وأستراليا الصديقة، وامتداد للتعاون العسكري بين وزارة الدفاع ونظيرتها الأسترالية خاصة في المجالات البحرية. فلا غرابة أن يبرم عقد تنفيذ مشروع هذا النوع من السفن السريعة مع شركة "أوستال"، لاسيما أن هذه النوعية من السفن تتميز بإمكانية تزويد السفن بالدعم اللوجستي في البحر، وكذلك إسناد عمليات الطائرات المروحية والنقل السريع للقوات والمؤن، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ والعمليات البحرية في المياه الضحلة وعند مداخل الموانئ ومخارجها، مما سيعزز من قدرات البحرية السلطانية العمانية على المدى البعيد.
من جانبه قال العقيد الركن بحري عبدالله بن خصيف بن عبدالله العمراني رئيس فريق الإشراف لمشروع "بحر عمان" بأستراليا: لقد تشرفت بتكليفي لترؤس هذا المشروع الذي يعد أحد المشاريع الحيوية وثمار إنجازات النهضة المباركة للعهد الزاهر لمولانا جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه.
ويعد هذا المشروع أحد الروافد المهمة لإسناد قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى في العمليات الخاصة والنقل والبحث والإنقاذ وأعمال الإغاثة، حيث تتميز سفن المشروع بمواصفات فنية متطورة وأنظمة حديثة، وتعد إضافة نوعية لقدرات البحرية السلطانية العمانية ستمكنها من إنجاز مهامها بكل كفاءة واقتدار، والعمل في أعالي البحار وفي الظروف المناخية المختلفة.
ومما لا شك فيه أن هاتين السفينتين ستعززان قدرات البحرية السلطانية العمانية من حيث الكفاءة العملياتية وإسناد أسطولها البحري في النقل التعبوي.
تعزيز إمكانات البحرية
وفي السياق نفسه عبر الرائد بحري محمد بن سعيد بن محمد البدري عن سعادته وسروره بعمله ضمن فريق الإشراف لمشروع "بحر عمان" كضابط هندسة الاتصالات والتسليح منذ بداية المشروع مؤكداً أن هذه السفن سوف تعزز من إمكانات البحرية السلطانية العمانية للعمل في مختلف مسارح العمليات البحرية، وستدعم قدارت أسطولها البحري، لذا تم تصنيع سفن المشروع لتكون قادرة على العمل في أعالي البحار وبالقرب من الشواطئ لتنفيذ ما يوكل إليها من مهام مختلفة وفي شتى الظروف المناخية.
أما النقيب بحري حامد بن سيف بن سعيد الشيدي قائد سفينة البحرية السلطانية العمانية "المبشر" فتحدث قائلاً: لقد تشرفت بتولي منصب قيادة أولى ثمار مشروع "بحر عمان" بقيادة هذه السفينة الحربية الثنائية البدن وفائقة السرعة والتي انظمت إلى أسطول البحرية السلطانية العمانية. وجاء الالتحاق للعمل على متن السفينة في أستراليا بمعية الطاقم الذي خضع لبرنامج تدريبي مكثّف ومعد من قبل الشركة المصنّعة، وذلك للتعرف على أجهزة ومعدات السفينة تمهيداً لإبحارها إلى مياه عُمان الحبيبة.
ووصف السفينة "المبشر" بأنها سفينة ذات طراز حديث من حيث الشكل والأنظمة والمهام، مؤكدا أن هذا النوع من السفن سيكون إضافة ثمينة ونقلة نوعية بالنسبة للبحرية السلطانية العمانية.
وقال النقيب بحري (مهندس) هلال بن سالم بن علي الغنامي إن سفينة "المبشر" تتميز بتصميم ثنائي البدن ذي أنظمة توازن حديثة تعزز قدرتها على الثبات أثناء السرعات العالية، كما أنها مزودة بأحدث الأنظمة والأجهزة في مجال الهندسة البحرية التي تتيح لها الإبحار بسرعات عالية وتمكنها من أداء المهام والوظائف المناطة بها بالسرعة والكفاءة المطلوبة، وهي معززة بنظام متكامل للتحكم والمراقبة واكتشاف ومكافحة الحريق على ظهرها، علاوة على أجهزة متطورة في مجال الإنذار الأمني والإنقاذ والإخلاء الشامل للطاقم والركاب في حالات الطوارئ القصوى.
ويقول الملازم أول بحري سلطان بن سالم بن مسعود العبري ضابط الملاحة في السفينة "المبشر": تم تجهيز هذه السفينة بأحدث الأجهزة الملاحية المتطورة والتي تتواكب مع مواصفات المنظمة البحرية الدولية، وهي مزودة أيضا بأنظمة ذات دقة عالية تلبي المتطلبات العملياتية للسفينة، وتحتوي كذلك على أنظمة متكاملة من أجهزة الاستغاثة الدولية وتسجيل البيانات وتخزينها.