مسقط-هيثم خليل
ربما أفجع خبر رياضي سمعته في حياتي هو وفاة الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا والراحل من مواليد 1960 وسطع نجمه مع فريق نابولي الايطالي عام 1984على المستوى الخارجي وبدايته نحو النجومية كانت مع فريق بوكا جونيورز الأرجنتيني الشهير عام 1981 وكان قد مثل فريق برشلونة بعد تألقه مع بوكا ولم يستمر طويلا حيث أنتقل الى ايطاليا وتابعته شخصيا في مونديال اسبانيا عام 1982 لكنه خرج بالبطاقة الحمراء في مباراة الغريمين الارجنتين والبرازيل وكان المراقبين يتوقعون ان يكون نجم البطولة غير أن الايطالي باولو روسي خطف الانظار في المونديال الغريب بكل شيئ حيث الرهان كان على الارجنتين باعتباره حامل اللقب او جاره البرازيل فلك أن تتخيل بأن هناك عمالقة بالمنتخبين باساريلا وأرديليس وفيلول ومارادونا الفتى الشاب "golden boy"وفي الجهة الاخرى زيكو وايدير والدكتور سقراطيس وفالكاو ومدربين من الطراز الرفيع للمنتخبين سيزار مينوتي وتيلي سانتانا ،الموعد مع الانجاز كان للفتى الشاب مارادونا بعد اربعة اعوام في المكسيك فلم يكذب خبرا هذا الفتى المشاكس عندما أثار تسجيل هدفه باليد في لقاء الارجنتين مع انجلترا الرأي العام وقاد المباراة الحكم التونسي علي بن ناصر لكنه تجاوز الجميع وتأهل مع منتخب بلاده ليسجل هدفا مارادونيا فكانا هدفين ثمينين في شباك الحارس الانجليزي بيتر شيلتون وكان نفس الامر كرره "كوبي –بيست" في شباك البلجيكي جان ماري بفاف وكأن الهدفين مايزالا عالقين في ذاكرتي التي لم تعد مثل السابق ،أبكاني الارجنتيني في لقاء السحاب النهائي أمام فريقي المفضل المانيا عندما فعل كل شيئ مع بورشاجا وفالدانو ولم يستطع شوماخر وهانز بيتر بريجل أن يصنعوا شيئا للإسطورة او ان يوقفوه فهو القصير المكير الذي يطوع الكرة كيفما أراد فأهدافه مع الارجنتين ونابولي والبوكا كثيرة بعبقرية ويشهد له الدوري الايطالي في فترة الثمانينيات من القرن الفائت .
وبعد ان شابت مسيرته الكروية العديد من القضايا الجدلية وخصوصا في فترة اللعب قي ايطاليا وهي معروفة للقاصي والداني وحتى الفحوصات والعينات وأثبتت تعاطيه المنشطات عام 1991 لم تضع حدا لمسيرته او لعدم الاكتراث من محبيه وعشاقه في ارجاء المعمورة حيث انهى ارتباطه بالكرة عام 1997،حكايتي معه كانت في مسقط عندما درب نادي الوصل وكانت له مهمة أسيوية قبل حوالي ثمانية أعوام فقطنت البعثة في فندق "بارك-إن" وعلى عجالة ذهبت برفقة أحد الزملاء في صحيفة الشبيبة مع زميلنا المصور عسى ان أحاوره وانا في ردهة الفندق حيث خرج برفقة لاعبي الوصل حاولت التحدث معه ولفت انتباهه قبل ان اقدم نفسي له واعرفه بأنني صحفي ولم يكترث أو يبالي حتى أستفزه أحد الحضور من المشجعين وقال بصوت عال "دييجو برازيل "فتأثر وغضب بصورة لم أتوقعها ورد بحركة تدل على انه قد وصل الى مرحلة لم يعد يسيطر بها على نفسه ،وهنا كانت الدلالة التي تبين بوضوح مدى التحدي بين المنتخبين اللاتينيين حتى وأن كانت خارج الملعب بين الفريقين .
لم أنس ذلك اليوم في مشواري الصحفي ومازالت صورة الاسطورة حاضرة في مخيلتي ،عملوا مقارنات كثيرة له مع بيليه وزيكو وميسي لكنه يبقى الافضل ولن تنسينا النوبة القلبية ماقدمه كلاعب "نمبر وان" وداعا أيها الاسطورة ويوم 25 نوفمبر من عام 2020 لن يمحى من الذاكرة وهو العام الذي فقدنا من خلاله أحبابا وأصدقاء ونجوم كثر.